بعيداً عن صخب الدعاية والتلميع

> د. سمير عبدالرحمن الشميري:

>
د. سمير عبدالرحمن الشميري
د. سمير عبدالرحمن الشميري
ذات يوم قريب أومأت في ورقة بحثية نشرتها مجلة المستقبل العربي (بيروت)، (العدد 321، نوفمبر 2005م)، أن المرأة في المجتمع مكبلة بقيود مرئية حيناً ومستترة في أحايين أخر، فهي بمسيس الحاجة إلى رفع الحجر عنها وخلخلة الجمود وإزالة الأصفاد الرمزية والمعنوية لكي تشارك في خلق مجتمع أمثل ينعم بالمواطنة الواحدة والسكينة والنماء.

ويمكن القول بجلاء لا لبس فيه، أن مشكلة مساهمة المرأة في تعمير المجتمع ليست في جوهرها مشكلة قانونية ولا دستورية، بل هي حضارية بأبعادها ومراميها المختلفة، والميزة الرئيسية للهيئات والفعاليات المدنية (أغلبها)، أنها تعاني تناقضاً وجدانياً في أحاسيسها، فهي مع المرأة من زاوية شكلية، وضد المرأة من ناحية فعلية. فبعض الهيئات ولفيف من الناشطين في المؤسسات المدنية والرسمية يرْتدون ثوب العصر ولكنهم يعيشون في كهوف مظلمة بأفكارهم وسلوكاتهم التي تتسم بالفجاجة والإقصاء والسخرية العالية ويمارسون تسلطاً غير عفيف على المرأة ولا يريدونها أن تكون حرة وواعية ومتزنة، بل يريدونها أن تكون زهرة ربيع في حديقتهم يتسلون بنضارة أنوثتها ولا يوقـِّرون عقلها في معمعة العمل والحياة العامة. ومن الإنصاف القول، أن المرأة حققت نجاحات في معارك التنمية وأصبحت إلى حد ما بؤرة الانتباه ومادة خصبة للسجال والنقد والحوار الذي يساعد على فهم أرحب للمرأة للدفع بها خارج الأنوثة الضيقة، في خطوات سلسة لإزالة سوء الفهم ولتوسيع حدود الحرية النسوية.

وهناك خطوات محمودة أقدمت عليها اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في دورتها الرابعة (19-20 فبراير 2005م)، حين أقرت تخصيص 10% من الدوائر للنساء في الانتخابات النيابية و15-20% في المجالس المحلية.

ومن الملاحظ في الإطار أن المؤتمر العام الخامس للحزب الاشتراكي اليمني (26-31 يوليو2005م) أقر مواصلة المبادرات والمطالبة باعتماد الحصص النسبية للنساء (الكوتا) واقترح أن تخصص مقاعد للنساء بنسبة لا تقل عن 30% في المجالس المحلية والبرلمان والهيئات والمؤسسات الحكومية والمدنية وقيادة الأحزاب السياسية (وهناك خطوات متشابهة أقدمت عليها فعاليات مدنية لا يتسع المجال لذكرها).

فهذه الخطوات قد خالفت المنهج الكلاسيكي في الفضاء العام الذي قد تثبت في نسيج المجتمع وأكد عليه المفكر سقراط (469- 399 ق.م) أن (السياسة للرجل والمنزل للمرأة).

وبمزيد من الأمل، نرجو ألا تكون هذه المقترحات اللبيبة عبارة عن صخب دعائي تعكس صوراً متموجة في حياة تعج بالطنين والتشوش والتلميع والشطحات الانفعالية التي تثقل جيد المراة بالقيود وتجعلها تعيش على إيقاع الأمنيات الممتعة والمخدرة وتنام فوق سرير من الأحلام الرومانتيكية، (فيحدث للسماء أن تمطر دون قطرة ماء) «نوفاليس».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى