تهاوت الدموع من عينيه

> «الأيام» وليد عبدالله معرج /لودر - ابين

> في يوم من الأيام ذهبت الى مكان فيه بعض الفقراء، بينما كنت أمشي في الطريق وجدت أطفالا يشتمون أحد الأطفال الفقراء ويسبونه بالكلام الجارح والقاسي، ويدعونه بالسارق، فكان الطفل لا يرد عليهم، فتقدمت اليه وقلت له لماذا لا ترد عليهم؟ فقال: إني فقير ولا يسمح لي أن ارد على أبناء الاغنياء. فقلت له: لماذا يقولون كل هذا الكلام؟ هل أنت فعلاً تدعى بالسارق؟ فقال: لا.. لكن كنت انا وعائلتي في ليلة من الليالي قارس بردها حالكة ظلمتها كنا لم نأكل منذ يومين فكان أخي الصغير يبكي من شدة الجوع ولم يتحمل حتى الصباح، فذهبت إلى منزل فيه عاملة طيبة جداً سبق وأن عرفتها، لكي تعطيني بعضاً من الطعام لأخي الصغير، ولكن لسوء الحظ لم أجدها فقفزت من النافذة ووجدت أمرأة فلما رأتني اخذت تصرخ وتنادي: أيها الحراس أنه لص أراد أن يسرق المنزل، وكان عذابي في تلك الليلة شديدا حتى أني حاولت الهرب لكني لم أستطع ذلك .. هذه كل حكايتي.

استمعت لحكاية الطفل فاتسع جرح قلبي وأخذت ابكي العالم كله. وعرفت أن كل إنسان يمتلك هموماً وأحزانا وأن الله خلق لنا قلوباً تحمل الاحزان، فإنه هو المضحك والمبكي فسبحانه هو الخالق..

فقلت للصبي لمَ تحزن؟! إن قصتك هذه تذكرني بفتاة كانت تدرس في الصف الخامس، كانت من عائلة فقيرة جداً .. تلبس عباية بالية وفي يدها شنطة مقطعة، ومع أنها فقيرة الى أقل درجة الا انها أحبت الرسم كثيراً، وفي يوم طلب منها مدير المدرسة أن ترسم لوحة فنية وحينها أحست أنها في موقف حساس لأنها لا تملك علبة ألوان وليس لديها مال لشراء علبة ألوان.. فلا تحزن يا صغيري إنك لست الوحيد الذي يعيش في عالم الاحزان.. يا إلهي إن الاغنياء لا يظنون أنهم بشر؟ يا لهذا الصبي كم يعاني من صعوبة العيش وكم كانت قصته حزينة ومؤلمة .. كان يقص لي حكايته حتى تهاوت الدموع من عينيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى