وتلك الأيــام..وجوه في الظلام

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
عقدت الدهشة لسان قطاع واسع من المثقفين والقراء والزملاء في مهنة الصحافة، وامتدت ايضا لتدخل في اهتمام السياسيين وكل البسطاء يوم انتشر خبر نشرته "الأيام" في عدد الاربعاء بشأن تلك السيارة الغريبة المشبوهة ومن بداخلها والذين يحملون السلاح .. سيارة تتستر بظلام الليل ويركبها العسس ويقتربون من مبنى صحيفة "الأيام"، وهي لم تأت لتقف او تسأل عن طلب بنزين أو زيت او حمولة شحن أمام دكان في سوق الطعام، او ليقف عساكرها بجانب مخبازة ويدخلوا في مشادة مع صبية المحل، القصد كان هنا وتحت جنح الظلام هو موقع ومطبعة وصحيفة وكتاب ورأي، والدليل على ان هذا التصرف له مقاصد خفية وشيطانية ولا يعلم ما كان يمكن أن يحدث الا علام الغيوب لو جرى احتكاك او انعطف الأمر بمسار آخر غير معروف، هكذا نفسر الوضع ساعتئذ، والاقتراب والسؤال عن صحيفة "الأيام" هو ايصال هدف، إما لزيارة واضحة وعلاقة نظيفة نقية او لعمل ، وإما التلصص ومن ثم الحوم وخلق اجواء من ملامح التهديد او التلميح، وهذا انتهاك حقيقي لأمن وطمأنينة الناس ولا يقوم على هذه الحالة بخرق السلام والامان إلا من قصد الفعل او (قالوا له).

في ذاكرتنا وقائع عديدة لمثل هذه التجاوزات وصور التهديد وممارسته على الناس جميعا، وأما ما يخص الصحف والاقلام والكتاب فقد انتقدت في الداخل والخارج، أما اذا تحدثنا عن حالات الشتم والركل والمنع لبضع الصحفيين وليس كلهم فقد عرفناه، وآخر القصص ما حدث مع المراسلة الزميلة في صحيفة "الأيام" بميناء عدن وما قاله ذلك العسكري يومئذ، وهذا العسكري وصحبه والعسكري الآخر ومن معه، أكانوا اولئك الذين شتموا عند الميناء او داهموا في مكان ما أو اطلقوا الرصاص على مواطن مسالم، او هؤلاء العسكر الذين اختاروا الظلام صديقا وقدموا للتهديد ببنادقهم ووجوههم مخفية، انهم اصحاب فعلة واحدة ومسلك وحيد، فالجندي والحارس والمقاتل ورجل الميدان والشرطي في الحي ورجل المرور تحت الشمس وحارس العمارة، كل هؤلاء يتلقون اوامر بالحفاظ على الامن ولا يتجاوزون حدود الآداب او الاخلاق ولا يمارسون تهديدا او ضربا للآخرين كنتاج للشحن وايدولوجيا التفهيم التي تهدف الى قصد بالأسماء والاشخاص والمكان، هذه صور التوجه النفسي والمسلكي الاستهدافي حينما تقرأ في اذن عسكري يقف بالجانب المطلوب وتعلمه ما يجب فعله وزيادة، وهذه شر البلية، فقد اختلف المفهوم من الحفاظ على السلام والوئام الى افتعال الازمات واشعال نيران البلاء هنا وهناك.

صحيفة "الأيام" الغراء وكل صحيفة وكل كاتب وقلم ومنزل صحفي او مقر صحيفة مصان بحكم القانون وأعراف الناس وتراث المجتمع ومن أراد ان يأتي الى صحيفة "الايام" فليدخل من ابوابها وتحت شارقة الشمس، ولكن ليس في الظلام الدامس ويتلصص، وهناك فرق بين من يتلصص للسرقة ومن يتلصص للتهديد وافزاع المجتمع ونشر سياسة الخوف نهارا وليلا .. وارفعوا أيديكم عنا وكفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى