ذئاب وحمامات

> «الأيام» اسامة بن محمد الكلدي /المعلا- عدن

> في عالم الحيوان لا يلتقي الذئبُ مع الحمامة أبداً، هذا أمرٌ لا جديد فيه، إنما الجديد في عالمنا عالم البشر حيث التقت كثيرٌ من الحمامات مع ذئاب بشرية لا تعرف إلا هتك الاعراض وتمزيق العفة، عبر كلام معسول وابتسامة ماكرة وخُلق رقيق ظاهره الحُبُّ وباطنه من قبله المكر والإيقاع بالفريسة الحمقاء ثم تركها بعد الانقضاض عليها مضّرجة بدم الفضيحة ودنس العار وإثم الفاحشة، وهي تبكي عفـَّتها وتندُبُ حبها الذي انتهى في لذة شهوة ولحظة نزوة.

تلكم الفتاة - الحمامة- كانت السبب فيما حل بها، فهي التي غرَّت الذئب وكشفت له اللحم فظهر منها كل فتنة، فالمشية متكسّرة والعباءة مزركشة وضيّقة وحذاؤها عالي الكعب والعطر فوّاح مع مساحيق وألوان وأصباغ وأدهان، أفبعد هذا كله تنتظر من الذئب سلماً وسلاماً؟! كلا .. وإنها لأحق بالمحاسبة إذا اعتدت على عفـَّة كثير من الشباب وتعدَّت ما حرَّم الله بالتبرج والسَّفور وفتحت باب الإغراء والإغواء بين النساء.

ثم لا يلبث الوقت حتى تنقلب الحمامة إلى ذئبة خبيثة تعوي بالفساد والافساد، بالارتماء في أحضان الرجال وجرِّ الشباب إلى مستنقع الفواحش مشاركة قرناءها الذئاب في نشر الأوبئة والأمراض في المجتمع وتدمير أخلاق أهله وسط إجماع سكوتي من الخاصة والعامة، فاللهمَّ غفراً.

أما الذئاب البشرية فعجبٌ آخر فهي بشرية الشكل والصُّور لكنها ذئبية الطبع والخلق، بل حتى أشكالها لا توحي بالرجولة ولا أفعالها تدل على المروءة قصات غريبة غرْبيّة وضحكات أنثوية وألبسة فوضوية وموضات عشوائية وهي - بزعمهم -من أصول الاتيكيت ولزوم الشياكة!!

كم من فتاة ذكية في دراستها وامرأة جادة في عملها بلهاءٌ في مشاعرها، فهي ساذجة يوم أن فتحت قلبها لرجل لا تعرف أصله ولا فصله ولم تسأل عن خلقه ودينه، تخلو معه في الطرقات والغرفات، وتحادثه على الهاتف بالساعات، تغتر بحبه العاشر- وليس الأخير- فقبلها تسعٌ سقطن في شباكه عبر مواقع الشات ودهاليز الماسنجر وأرقام الجوّالات.

أختاه .. تخلصي من أي علاقة محرّمة الآن ولا تتردي في ذلك ولا تخافي من الصور والرسائل المُسجلة .. توبي إلى الله .. وما هي إلا أيام تـُقاومين فيها مكر العابثين بالحرمات والشرف لتنطلقي بعدها إلى رحاب الطاعة ولذة العبادة والبكاء من خشية الله، وعندئذ تجدين نفسك وتعيشين ما بقي من عمرك في سعادة واستقرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى