> «الأيام» زكريا محمد محسن /الحود - الضالع

إن استفحال الغش في مدارسنا قد أدى إلى تدهور التعليم، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فالطالب يتخرج من الثانوية العامة وبالكاد يستطيع أن يقرأ ويكتب، أما أن يكون متسلحا بالعلم والمعرفة، فهيات هيهات!!.. وللأسف الشديد أن الكثير من المثقفين والتربويين وغيرهم قد وجهوا الدعوات مرارا وتكرارا لمحاربة الغش لما يترتب عنه من آثار تلحق الضرر بالمجتمع ككل، ولكن لا حياة لمن تنادي.

والطامة الكبرى أنه حتى أولياء الأمور قد غضوا الطرف عن ظاهرة الغش ولم يحثوا أبناءهم الطلاب على طلب العلم والمثابرة الجادة وتحذيرهم من الغش، فيا ليتهم يعلمون أن الغش مفسدة للعقول، ومن الناحية الدينية نعلم أن الغش محرم ولا يجوز في أي حال من الاحوال، فالشيخ ابن باز رحمه الله ووسع مدخله يقول: الغش في الامتحانات، وفي العبادات والمعاملات، محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من غشنا فليس منا»، ولما يترتب عليه من الاضرار الكثيرة في الدنيا والآخرة، فالواجب الحذر منه وعلينا تركه.

ويؤيده في ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «لا يجوز الغش لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من غشنا فليس منا»، ولأن فيه ضرر عام للأمة كلها، لأن الطلبة لو اعتادوا الغش كان مستواهم العلمي ضعيفا وأصبحت الأمة ذات ثقافة ضحلة ومحتاجة إلى غيرها.. ويضيف ابن عثيمين: «ولا فرق في هذا بين اللغة الإنجليزية وغيرها لأن كل مادة من المنهج قد طولب بها الدارس»، وبعد كل هذا أيها الغشاشون.. هل أنتم منتهون؟.. أخيرا: أضم صوتي إلى اصوات أولئك الخيرين وأتمنى لو نرى وقفه جادة من قبل المعنيين.. وحسب الطلاب تعاون (لجنة الرأفة) أمام الغش وهو ليس تعاونا بل إنه هدم وأي هدم؟!.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.