الاتحاد الاوروبي يحذر إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي

> بروكسل «الأيام» د.ب.أ :

>
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
وافق زعماء الاتحاد الاوروبي امس الجمعة على إعلان حاد اللهجة يحذر من أن الوقت ينفد قبل التوصل لاتفاق دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الايراني,كما أدان الاعلان إنكار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وقوع المحرقة النازية لليهود (هولوكوست).

وقال الاعلان الصادر عن اجتماع لاعضاء الاتحاد الاوروبي وعددهم 25 دولة في بروكسل "بينما يواصل الاتحاد الاوروبي العمل للتوصل إلى حل دبلوماسي لن تظل الفرصة متاحة للابد".

ويحاول الاتحاد الاوروبي وضع حد بشأن المخاوف من البرنامج النووي الايراني عبر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بريطانيا وفرنسا وألمانيا دول الترويكا الاوروبية.

وقال مسئول بارز إن "الوضع يثير مزيدا من الشكوك...حول إذا ما كان بمقدور ثلاثي الاتحاد الاوروبي أن يلعب دورا" مضيفا أن الكرة الان في ملعب الحكومة الايرانية.

وكان الاتحاد الاوروبي عرض على إيران تقديم مساعدات وامتيازات تجارية لوقف الانشطة النووية التي تعتقد دول مثل الولايات المتحدة أنها تهدف لبناء قنبلة نووية.

وقال الاعلان إن "المجلس الاوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء فشل إيران في بناء ثقة بأن برنامجها النووي سلمي بصورة محضة".

يذكر أن المجلس الاوروبي الذي يضم وزراء من الدول الاعضاء هو الهيئة الرئيسية لصنع القرار داخل الاتحاد الاوروبي.

وقال الاتحاد الاوروبي إنه يبقي على "الخيارات الدبلوماسية رهن المراجعة" فيما يتعلق بإيران من خلال توجيه تحذير ضمني أو مقنع بأن التكتل ربما يؤيد تحركا بإحالة الملف الايراني لمجلس الامن الدولي لتوقيع عقوبات محتملة.

وأشار الاعلان إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس الايراني في وقت سابق هذا الاسبوع وصف فيها محرقة اليهود بأنها "قصة مختلقة". وقال الاتحاد الاوروبي إن "تلك التصريحات غير مقبولة تماما وليس لها مكان في النقاش الدبلوماسي المتحضر".

وكان إنكار وقوع المحرقة ووصفها بأنها قصة مختلقة الحلقة الاحدث في سلسلة تصريحات أدلى بها نجاد ضد إسرائيل.

وقادت ألمانيا التي تتعامل مع إنكار المحرقة باعتباره جريمة الاصوات الداعية الاتحاد الاوروبي باتخاذ موقف صارم ضد إيران,ولكن ماندلسون رفض الطلب وقال إن الاتحاد الذي يضم 25 دولة سيوافق على هذا الطلب إذا قدمت الدول الاخرى تنازلات مقابلة مشيرا إلى ضرورة توقف الولايات المتحدة عن إغراق أسواق الدول النامية بفائضها من المنتجات الغذائية في صورة مساعدات غذائية وقيام دول مثل كندا أستراليا ونيوزيلندا بفرض قيود أشد صرامة على التكتلات الزراعية التي تديرها الحكومة في الدولتين.

ورغم أن الاتحاد الاوروبي يوافق على ضرورة إلغاء دعم الصادرات الزراعية الاوروبية الذي تصل قيمته إلى ثلاثة مليارات يورو سنويا فإن المسئولين الاوروبيين يرون أن وضع تاريخ محدد لتنفيذ هذه الخطوة في هونج كونج سوف يسحب من الاتحاد ورقة مهمة في التفاوض بشأن الملفات الاخرى في مفاوضات تحرير التجارة العالمية.

وقال مندلسون إن وزير خارجية البرازيل أبلغه في ثلاث مناسبات أن موعد 2010 لالغاء دعم الصادرات الزراعية ليس له سوى قيمة "رمزية" وأنه لن يؤدي إلى تنازلات مقابلة من جانب الدول النامية في المجالات الاخرى للتجارة العالمية.

كما انتقد المفوض الاوروبي الموقف الامريكي من المفاوضات ووصفه بأنه موقف "تكتيكي وليس واقعيا".

ورغم ذلك قال دبلوماسيون يشاركون في المفاوضات إن الامل مازال قائما في التوصل إلى اتفاق لاعفاء تجارة الدول الاشد فقرا والاقل نموا في العالم من الجمارك.

ولكن التقدم في هذا الملف مازال بطيئا أيضا بسبب تردد الولايات المتحدة واليابان في شمول مثل هذا الاتفاق كل الدول الاقل نموا وكل المنتجات.

وقد اعترف بورتمان بأن إعفاء صادرات المنسوجات البنجلاديشية إلى أمريكا من الرسوم الجمركية تماما يمثل مشكلة لبلاده بسبب القدرة التنافسية المرتفعة لهذه المنسوجات في السوق الامريكية.

أما اليابان فتعارض إلغاء الرسوم الجمركية عن وارداتها من بعض المنتجات الحساسة بالنسبة لها مثل الارز والمنتجات الجلدية التي يمكن أن تلحق ضررا بهذه القطاعات في اليابان.

أما الاتحاد الاوروبي الذي بدأ منذ سنوات تقديم بعض المزايا لوارداته من الدول الاشد فقرا في العالم فقال إن التوصل إلى اتفاق بشأن إعفاء صادرات هذه الدول من الجمارك أمر حيوي من أجل مصداقية اجتماعات هونج كونج.

وقال بيتر مندلسون إن الاتفاق بشأن إعفاء صادرات الدول الاشد فقرا من الجمارك سوف يعطي "وجها إنسانيا" لمحادثات منظمة التجارة العالمية في الوقت الذي تواجه فيه هذه المفاوضات انتقادات حادة من المنظمات غير الحكومية المناهضة للعولمة باعتبارها وسيلة لتحقيق مصالح الدول الغنية فقط على حساب الدول الفقيرة والنامية.

كما اصطدمت المفاوضات في هونج كونج اليوم بمطالب الدول الافريقية بالحصول على معاملة تفضيلية لصادراتها من القطن بعد إعلان الولايات المتحدة أمس موافقتها على دخول القطن الذي تنتجه دول غرب إفريقيا إلى أسواقها بدون جمارك.

ولكن الولايات المتحدة في البداية قالت إن هذا هو أقصى ما يمكن أن تقدمه من طرف واحد حيث أصر بورتمان على تأجيل الحديث عن الدعم الذي تقدمه الحكومة الامريكية لمزارعي القطن سواء في السوق المحلية أو الاسواق العالمية ليكون جزءا من اتفاق أوسع بشأن تحرير التجارة العالمية.

من ناحيته طالب مدير منظمة التجارة العالمية باسكال لامي بتحقيق تقدم في مفاوضات هونج كونج على صعيد تحرير تجارة المنتجات الزراعية والسلع الصناعية والخدمات بما يسمح بالتوصل إلى اتفاق شامل لتحرير التجارة العالمية قبل انتهاء جولة الدوحة الحالية في نهاية 2006.

من المقرر استمرار مفاوضات هونج كونج التي يشارك فيها أكثر من 6000 شخص يمثلون 149 دولة عضو في منظمة التجارة العامية حتى 18 كانون أول/ديسمبر الحالي.

في الوقت نفسه استمرت الاحتجاجات ذات الطابع السلمي لمناهضي المفاوضات لليوم الثاني على التوالي حيث استلقىحوالي 40 فلبينيا من مناهضي مفاوضات تحرير التجارة العالمية أمام أحد متاجر التجزئة في حي كوزواي باي في هونج كونج في الوقت الذي دخلت فيه المفاوضات يومها الرابع.

واتسمت احتجاجات اليوم الرابع من أيام اجتماعات المؤتمر الوزاري السادس لدول منظمة التجارة العالمية بالطابع السلمي بعد أعمال العنف خلال اليومين الاول والثاني.

ورغم المخاوف من وقوع أعمال عنف واسعة من جانب الفوضويين ومناهضي العولمة "المتطرفين" أثناء اجتماعات هونج كونج فإن الامور تسير بصورة جيدة حتى الان ولم تقترب المواجهات بين المتظاهرين وأجهزة الامن إلى ما حدث أثناء اجتماعات سياتل في الولايات المتحدة منذ ست سنوات.

ولكن شرطة في هونج كونج تتوقع تصاعد وتيرة العنف مع اقتراب الاجتماعات من نهايتها يوم غداً الاحد ودعت الناس إلى الابتعاد عن وسط المدينة,يقدر عدد مناهضي العولمة الذين وصلوا إلى هونج كونج للاحتجاج على اجتماعات منظمة التجارة العالمية بحوالي 10 آلاف شخص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى