أنـــا مؤتمري جنوبي

> د.عبده يحيى الدباني:

>
د.عبده يحيى الدباني
د.عبده يحيى الدباني
تحية صادقة راجية إلى مؤتمر الشعب في مؤتمره السابع المنعقد في عدن المدينة والرمز والتاريخ والجغرافيا، تحية إلى كل المؤتمريين المخلصين الصادقين من غير الفاسدين الذين يسيئون إلى أنفسهم ومؤتمرهم ووطنهم وخالقهم .. تحية وتقديراً إلى قيادة المؤتمر الحكيمة المجربة، تحية وإجلالاً إلى شعبنا اليمني المكافح المناضل الصابر.

عزيزي القارئ، إن ما أكتبه هنا ليس مقالاً سياسياً رصيناً وإنما هو دردشة وخواطر ورأي على هامش مؤتمر المؤتمر. وأما كلمة (جنوبي) الواقعة في العنوان فإنها لا تحمل أي معنى سياسي أو عدائي أو استعدائي، وإنما تحمل فقط معناها الجغرافي كإحدى الجهات الأربع الطبيعية، وهذا ليس تبريراً أو خوفاً أو اعتذاراً، ثم إن تهمة (الانفصالية) لم تعد تخيف أحداً لأنها تهمة سياسية هدفها المزايدة والمكايدة أو السطو على حق، فضلاً عن أننا في زمن ديمقراطي هبت رياحه من كل مكان وصارت فيه شجاعة المرء أقوى من أي خوف أو عسف أو قمع أو غير ذلك من الممارسات.

والحمد لله فنحن معاشر الأدباء في اليمن ولدتنا أمهاتنا وحدويين كما ولد اتحادنا العريق وحدوياً في سبعينات القرن الماضي في ظل شطرية كاسحة ومجنونة.

أذكر جيداً أنني بعد حرب 1994 مباشرة سرت ضمن عدد من أبناء منطقتي - منطقة (حالمين) - لمقابلة سيادة الرئيس علي عبدالله صالح في مدينة تعز وكانت من قبلنا ومن بعدنا قد جاءت الوفود تترى من كل مناطق الجنوب تقريباً لمقابلة الرئيس سواءً في صنعاء أم في تعز كنوع من إبداء حسن النية، وكنت فرحاً لانتصار الوحدة وهزيمة الانفصال من حيث المبدأ العام وألقيت يومها في حضرة الرئيس قصيدة طويلة معبرة عن المناسبة وملابساتها لا تخلو من إعجاب بالقائد ومدح صادق له، فواجهت بعد ذلك نقداً لاذعا من الكثيرين وقوبلت باتهامات مع أن ذلك لم يكن تواطؤاً مني مع جهة أو شماتة لجهة أخرى ولكنه كان فرحاً بالوحدة واستمرارها، فكيف لا ونحن أبناء الزبيري والجرادة والبردوني والجاوي وغيرهم من الأدباء.

أنا مؤتمري، واللهم لا فخر ولا حرج ولا مزايدة، نعم أنا مؤتمري ولكن جنوبي ولا عجب في ذلك ولكنني أقصد هنا بكوني مؤتمرياً جنوبياً أنني لا أنسى انتمائي إلى هذا الجزء من الوطن الغالي من حيث أنه عاني كثيراً في الماضي وشهد ثورة مسلحة ونال استقلالاً ودخل تجربة عاصفة مريرة لها ما لها وعليها ما عليها، لا أنسى أيضاً دور هذا الجنوب الرائد في الوحدة وكيف ترك أبناؤه مواقعهم في الزمان والمكان والمناسبة وشدوا الرحال إلى صنعاء، كما لا أنسى أن الجنوب بلاداً وسكاناً هو صاحب قضية في إطار قضية الوطن العامة، فلقد انعكست عليه حرب صيف 1994 وتجرع مراراتها وما يزال يدفع ثمن نتائجها إلى اليوم، وكان التعامل معه كطرف مهزوم في الحرب، كما أن عضويتي في المؤتمر لا تنسيني أنني عدني بحكم الارتباط الطويل بهذه المدينة الحبيبة والإقامة فيها، فكيف لا أحزن لحزنها وهو الغالب، ولا أفرح لفرحها وهو النادر، فما ذنبها لتتحمل كل هذه المعاناة والعشوائية ويضيع أهلها في الزحام ويحرمون من خيرها براً وبحراً وميناء وشواطئ؟

أنا مؤتمري حقاً مؤمن بما جاء بالميثاق الوطني، وأقدر المؤتمر لأنه حزب واسع ومرن ومتسامح وعقيدته النظرية سليمة وهو ضد التطرف الحزبي أو التبعية، ولكني لن أدافع عن الفاسدين الذين يتمترسون خلفه وبعض المتنفذين الذين يحكمون من خلاله، بل دائماً ما أنصح الحزبيين أو المتحزبين أن يخلصوا لمناطقهم وقضاياهم ومشاريعها بدلاً عن التعصب لأحزابهم على حساب المنطقة أو الوطن أو أواصر القربى بينهم، فالاختلاف الحزبي لا يفسد للود قضية ولا يعني التقاطع والمكايدة ونبذ التراحم والعلاقات والأواصر الاجتماعية الأخرى التي يستوجبها الدين أو المكان الجغرافي أو العمل أو غير ذلك.

أنا مؤتمري جنوبي .. أقولها صريحاً صادقاً بعيداً عن المماحكات أو الرياء السياسي وأدعو كل أعضاء المؤتمر من أبناء الجنوب ألا ينسوا أن الجنوب سيظل صاحب قضية إلى أن تتم المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة ترتيب أوراق الوحدة كما ينبغي أن تكون، بل وأدعو كل أعضاء المؤتمر الشعبي من أقصى اليمن إلى أقصاه أن يتفهموا قضية الجنوب ويتبنوها على طريق معالجة وإصلاح كل القضايا الوطنية العالقة والمستعصية أملاً في أن ينبثق التغيير والإصلاح من الحزب الحاكم نفسه، فتحية للمؤتمر في مؤتمره السابع الذي نتمنى أن يكون انعطافة حقيقية في مسيرة الوطن الوحدوية المباركة.

أ. مساعد - جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى