كارلوس "احتجز" منظمة اوبك باكملها قبل ثلاثين عاما

> فيينا «الأيام» ا.ف.ب :

> قبل ثلاثين عاما، وتحديدا في 21 كانون الاول/ديسمبر 1975،قام الارهابي "كارلوس" وخمسة متطرفين باحتجاز 11 وزير نفط كانوا يشاركون في اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في فيينا، في ما يعد اجرأ عملية احتجاز رهائن في تاريخ الارهاب المعاصر.

كانت الساعة 11:15 حين قام كومندوس مؤلف من اربعة رجال وامراة بقيادة الفنزويلي ايليتش راميريز سانتشيز بمحاصرة مقر المنظمة في جادة الرينغ التي تحيط بالوسط التاريخي للعاصمة النمساوية.

وكانت المنظمة التي اسست عام 1960 في بغداد خرجت الى العلن قبل سنتين حين قررت في خضم حرب تشرين الاول/اكتوبر، في 16 تشرين الاول 1973، رفع اسعار النفط بشكل مباغت مما تسبب بازمة اقتصادية عالمية.

ودخل افراد الكومندوس الى قاعة المؤتمرات حيث كان الوزراء ومساعدوهم مجتمعين،وقتلوا مندوبا ليبيا وتحريا نمساويا كان يحاول الهرب وحارسا شخصيا عراقيا.

وتمكن شرطي نمساوي آخر يدعى ارنست فياشيك من الدخول الى المبنى وعلى الرغم من اصابته بطلق ناري، استطاع ان يصيب احد الارهابيين برصاصة في البطن.

وقال في مقابلة حديثة مع التلفزيون الرسمي "او.آر.اف" "لقد اصابني في مؤخرتي،لكني استطعت معاقبته على فعلته".

وفي قاعة المؤتمرات، تحدث "كارلوس" بالعربية الى رهائنه السبعين ومن بينهم 11 وزيرا (المملكة العربية السعودية وايران والامارات العربية المتحدة وقطر والجزائر وليبيا والعراق والكويت وفنزويلا ونيجيريا والغابون).

وقال انه يتحدث باسم "درع الثورة العربية" وكانت حركة غير معروفة في ذلك الحين، وطالب الرهائن، تحت طائلة قتلهم جميعا، ببث عبر الاذاعات نص يدينون فيه كل من اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات ودول الخليج والرئيس المصري انور السادات.

وكانت نظرياته تتطابق مع نظريات "جبهة الصمود والتصدي" التي كانت تشكلها ليبيا والجزائر وسوريا على وجه التحديد، والتي ترفض اجراء اي مفاوضات مع الدولة العبرية
وتعارض "سياسية الخطوة خطوة" التي كان يتبعها وزير الخارجية الاميركي هنري كيسينجر.

وتواصل الحصار حتى صباح 22 كانون الاول/ديسمبر الى حين حصل الكومندوس من السلطات النمساوية على طائرة من طراز "دي-سي 9" وفر على متنها الى الجزائر آخذا معه اربعين رهينة.

حينها وعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وزير خارجية آنذاك بمعاقبة الارهابيين.

ومساء ذاك اليوم، توجهت الطائرة الى طرابلس الغرب حيث بقيت حتى 23 كانون الاول/ديسمبر، قبل العودة الى الجزائر.

ثم اختفى افراد الكومندوس بسحر ساحر بعد ان اطلقوا سراح رهائنهم ومن بينهم وزير النفط السعودي الشهير احمد زكي يماني الذي كان اول المستهدفين في العملية,ولم يتعرض الرهائن لاي اذى.

وبعد ثلاثين عاما، يمضي "كارلوس" الذي قبضت عليه اجهزة الاستخبارات الفرنسية في السودان في آب/اغسطس 1994، عقوبة سجن مؤبد في سجن فرين في احدى ضواحي باريس لادانته بقتل ثلاثة اشخاص في 27 حزيران/يونيو 1975 في باريس.

وفي السجن، كشف "كارلوس" عن اسم ثلاثة من معاونيه، اولهم انيس نقاش وهو متطرف لبناني سجن في فرنسا بين 1980 و1990 بتهمة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الايراني الاسبق شهبور بختيار الذي كان منفيا في فرنسا.

اما الاسم الثاني فهو غابرييل تيدمان المعروفة بلقب "نادا" وهي متطرفة المانية اوقفت في كانون الاول/ديسمبر 1977 عند الحدود بين النمسا وسويسرا.

وبعد احالتها امام القضاء بتهمة المشاركة في عملية احتجاز الرهائن في فيينا،اطلق سراحها عام 1990 بسبب عدم توفر الادلة الكافية في كولونيا (الماني),وتوفيت عام 1995 عن عمر 43 سنة بمرض السرطان.

والاسم الثالث هو الالماني هانس يواكيم كلين الذي ينتمي الى مجموعة بادر ماينهوف.

وقد عبر كلين البالغ من العمر اليوم 55 عاما عن ندمه في كتاب من تقديم النائب الاوروبي دانييل كونبنديت، غير انه تم توقيفه عام 1998 في فرنسا.

وتمت محاكمته في المانيا عام 2001 وحكم عليه بالسجن تسع سنوات لمشاركته في احداث فيينا ثم منح العفو في كانون الاول/ديسمبر 2003.

وحتى الآن افلت عنصران في الكومندوس من العقاب، احدهما فلسطيني والآخر ناشط لبناني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى