تشيني يزور العراق وسط دعوات لانسحاب الولايات المتحدة

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وبجانبة السفير زلماي خليل زاد
ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وبجانبة السفير زلماي خليل زاد
زار ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي العراق امس الأحد للمرة الأولى منذ الغزو عام 2003 فيما جدد زعماء متشددون من السنة والشيعة على حد سواء مطالبتهم بانسحاب القوات الأمريكية.

والتقى تشيني الذي كان احد المهندسين الرئيسيين للحرب التي أطاحت بصدام حسين برئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري والرئيس جلال الطالباني خلال زيارته التي استمرت ثماني ساعات وأشاد بالانتخابات التي جرت يوم الخميس الماضي ووصفها بأنها "هائلة".

ولكن صالح المطلك وهو زعيم قومي من العرب السنة خاض الانتخابات البرلمانية وتعكس تصريحاته وجهات نظر المتمردين قال ان الأمريكيين ليسوا موضع ترحيب بالعراق ويتعين عليهم الرحيل.

وكانت تصريحاته صدى لتصريحات أدلى بها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي اتهم الأمريكيين أمس الاول السبت بالاهتمام بمصالحهم وعدم الاهتمام بمصالح العراقيين.

وبددت قنبلة انفجرت امس الأحد في سوق مزدحمة ببغداد فترة الهدوء التي صاحبت الانتخابات التي جرت في اجواء سلمية الى حد بعيد,واسفر الانفجار عن مقتل خمسة أشخاص واصابة سبعة آخرين على الأقل. وانفجرت القنبلة قرب مسجد شيعي الا انه لم يتضح إن كان هو الهدف المقصود.

وقتل مفجر انتحاري ضابط شرطة في هجوم ببغداد ولاقى اخر حتفه قرب العاصمة عندما انفجر حزامه الناسف عرضا.

وقالت الشرطة بمدينة كركوك بشمال العراق ان اثنين من اقارب زعيم سياسي كردي محلي قتلا بالرصاص أمس الاول السبت,وفي بغداد قالت الشرطة ان احد افراد منظمة بدر وهي ميليشيا موالية لأكبر حزب شيعي بالعراق قتل أمس الاول أيضا.

ولن يرأس الصدر أو المطلك الحكومة القادمة الا ان كلا منهما يحظى بنفوذ داخل طائفته وتعكس معارضتهما جسامة المهمة التي تواجه الحكومة القادمة التي سيكون عليها كبح الطوائف والجماعات العرقية المتنافسة بالعراق مع السعي لبناء دولة ديمقراطية تنعم بالاستقرار.

وقال المطلك ان الرئيس الأمريكي جورج بوش يخدع نفسه ان اعتقد ان الانتخابات كانت ديمقراطية حقا وأضاف ان بعض مرشحيه قتلوا يوم الانتخابات في المناطق الجنوبية ذات الغالبية الشيعية. وكان هذا أول تصريح بخصوص مقتل مرشحين ولم يتسن التحقق من مدى صحته.

ودعا المطلك في مؤتمر صحفي بوش الى عدم الاعتقاد بان عملية ديمقراطية حقيقية جرت في العراق وقال إن من يقول ذلك مخطيء.

وتأمل الولايات المتحدة أن تسمح لها الانتخابات التي حظيت بالاشادة على نطاق واسع باعتبارها نجاحا كبيرا بالبدء في سحب القوات من العراق بأعداد كبيرة العام القادم.

رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني
رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري مع نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني
ويواجه بوش تراجعا في شعبيته بعد سقوط أكثر من 2100 قتيل من القوات الأمريكية وتنامي بواعث القلق بشأن سياسته بالعراق.

وتفقد تشيني في اول زيارة للعراق منذ 14 عاما قاعدة التاجي العسكرية الواقعة شمالي بغداد وقال في كلمة أمام تجمع للقوات الأمريكية "السبيل الوحيد لخسارة هذه المعركة هو الخروج وهذا ليس خيارا مطروحا."

ويقول الجيش الأمريكي انه يحقق تقدما ضد التمرد الذي يقوم به مسلحون غالبيتهم من العرب السنة والذي قتل عشرات الآلاف من العراقيين في السنوات الثلاث الاخيرة وجعل ملايين آخرين يعيشون في ظل ظروف متدنية وشعور بالخطر.

وقالت القوات الأمريكية امس الأحد انها اكتشفت مخبأ لمعدات صنع القنابل قرب تكريت مسقط رأس صدام على بعد 175 كيلومترا شمال بغداد.

ويحتوي المخبأ الذي عثر عليه يوم الانتخابات على 414 جهازا للارسال والاستقبال اللاسلكي و48 لوحة دوائر وأكثر من مئة جهاز توقيت يمكن استخدامها في صنع القنابل التي تفجر على جوانب الطرق وهي أكبر تهديد للجنود الأمريكيين في دورياتهم.

ومع اعادة فتح الطرق والحدود بعد اغلاقها في اطار اجراءات أمنية صارمة للمساعدة على اجراء الانتخابات عاد العراقيون الى ممارسة حياتهم الطبيعية,ولكن سيتعين عليهم الانتظار فترة طويلة قبل أن يروا ملامح حكومتهم الجديدة.

وليس من المتوقع اعلان نتائج الانتخابات قبل أسبوعين وسيعقبها بالتأكيد فترة طويلة من المساومات السياسية في ظل محاولات الأحزاب والتكتلات على الساحة السياسية المفتتة بالعراق الحصول على أكبر نصيب من السلطة.

ويقول دبلوماسيون غربيون في العراق تابعوا الانتخابات انهم يعتقدون ان الائتلاف الشيعي الذي يشكل العمود الفقري للحكومة الحالية سيكون مرة أخرى أكبر تكتل في الجمعية الوطنية الجديدة رغم تناقص عدد مقاعده.

ويتكهن الدبلوماسيون بأن يحصل هذا الائتلاف على نحو 110 مقاعد مقابل 140 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته مع حصول الكتلة الكردية على 55 مقعدا في حين يحصل الائتلاف الموسع الذي يقوده اياد علاوي رئيس الوزراء السابق على 40 مقعدا وهو نفس عدد المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات الماضية في 30 يناير كانون الثاني.

وسيكون أكبر اختلاف بين البرلمان القديم والجديد هو وجود ممثلين للعرب السنة الذين قاطعوا انتخابات يناير كانون الثاني ولكنهم شاركوا هذه المرة,ويتوقع دبلوماسيون حصول السنة على ما بين 50 و55 مقعدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى