دعوة جادة لمكافحة السحر والشعوذة في اليمن

> د. زينب حزام:

> انتشرت في السنوات الأخيرة في بلادنا ظاهرة ممارسة السحر والشعوذة، مما أدى إلى انتشار الفوضى والإخلال بأمن المجتمع، خاصة وأن هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل غير الأخلاقي من رجال ونساء، هم في الأصل عصابات تقوم بابتزاز المواطنين على مرأى ومسمع الأمن والدولة بحجة أنها أعمال غير ملموسة، لأن المشعوذ أو المشعوذة يقومان بتسخير الجن والشياطين لهذا العمل الإجرامي والمخل بأمن المجتمع.

طبعاً نحن في القرن الحادي والعشرين لا نؤمن بأن الجن والشياطين يدخلون جسم الإنسان ويلحقون الأذى بهذا الإنسان بأمر من الساحر أو الساحرة، ومن خلال تعرضي انا شخصياً للأذى من عصابة من السحرة وخلال خمسة عشر سنة وأنا أتعرض لهذه الابتزازات التي يقوم بها أفراد العصابة، وجدت أن هؤلاء يقومون بأعمال شيطانية هدفها الأساسي الابتزاز وإلحاق الأذى بي، وفي إحدى المرات وأنا أفكر في قضيتي التي رغم وصولها الى الجهات الأمنية في بلادنا، إلا أن أفراد العصابة تزيد من مضايقتها لي، جاءني زميل لي في العمل، وأخبرني بمضايقة أحد السحرة له أثناء العمل والدراسة، بل تجاوزه الأذى الى أفراد أسرته، والدخول في عرضه أي الحاق الأذى ببناته، ولم يستطع أن يعمل أي شيء لأن ممارسة السحر والشعوذة جريمة غير ملموسة، وما زاد همي هو قصة امرأة تسكن بالقرب من منزلي، خرجت من منزلها مذعورة بعد أن تعرضت لأذى قاس من عصابة من المشعوذات والمشعوذين بسماعها أصوات (السب والشتم والتهديدات) وهي لا تدري مصدرها، لأنها سحر من عصابة قريبة منها، ولم تعد المرأة الى منزلها حتى اضطرت الى بيع المنزل بسعر رخيص استفاد منه أفراد العصابة، وعندما سألتها هل عادت هذه الاصوات والتهديد بعد انتقالك الى المنزل الآخر؟ أخبرتني بالنفي، ولكنها تعيش في حسرة على منزلها السابق الواسع والصحي، فالمنزل الحالي ضيق وغير صحي، وأنها تشعر بأنها تعرضت هي وأفراد أسرتها لأعمال شيطانية من قبل عصـابة من السحرة.

إن قضية هذه المرأة وزميلي السابق وقضيتي أنا شخصياً ليست من نسج الخيال هدفها الكتابة لصحيفة "الأيام" فقط، أنما هي قضية رأي عام، نقدمه إلى مدير أمن عدن والنائب العام ومنظمة حقوق الإنسان في اليمن، لأن هذه الظاهرة تتحول في معظم الأحيان الى جرائم غامضة وضحايا لأعمال السرقة والنهب والدخول في الأعراض وابتزاز المواطن وتعرضه للأذى، وربما يحصل في بعض الحالات أن تتحول الى جريمة قتل غامضة.

إن ظاهرة أعمال السحر والشعوذة من الجرائم غير الملموسة بالأدلة القاطعة، ولكن اذا اتخذت الجهات الأمنية في بلادنا الاجراءات الصارمة في التحري عن هذه العصابات من الرجال والنساء فإننا نستطيع القضاء على الجريمة قبل وقوعها والحفاظ على أمن وسلامة المجتمع اليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى