> بدأ حزب ليكود الاسرائيلي امس الاثنين اقتراعا داخليا لانتخاب زعيم جديد في مسعى لاعادة توحيد الحزب اليميني بعد انشقاق رئيس الوزراء ارييل شارون الذي أدى الى تصدع الحزب الذي هيمن على الحياة السياسية طويلا.

والمتنافسان الرئيسيان على زعامة الحزب هما رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو الذي عارض خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة ووزير الخارجية سيلفان شالوم ويعتبر أكثر مرونة فيما يتعلق باقرار السلام مع الفلسطينيين,وهناك متنافسان اخران أقل ترجيحا هما اسرائيل كاتس وزير الزراعة وموشي فيجلين وهو زعيم قومي من أقصى اليمين.

ومنحت استطلاعات الرأي تقدما طفيفا لنتنياهو لكن الكثير يعتمد على نسبة الاقبال على المشاركة في الانتخابات,وتوقع خبراء في استطلاعات الرأي تدني نسبة المشاركة نظرا لانتشار الشعور باللامبالاة بعد انشقاق شارون عن الحزب الذي ساهم في تأسيسه قبل اكثر من ثلاثة عقود.

وقال متحدث باسم الحزب انه بعد عدة ساعات من بدء الاقتراع لم يدل بأصواتهم سوى عشرة في المئة من الأعضاء المؤهلين للاقتراع,وقال عضو الحزب لافي يشاياهو لرويترز "سأصوت لنتنياهو لانه الوحيد القادر على الحفاظ على هيمنة الليكود".

وانتهى الاقتراع الداخلي على زعامة الليكود الذي يضم 128 الف عضو في مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة مساء امس (20:00 بتوقيت جرينتش).

وقاد حزب ليكود اسرائيل منذ فوزه في الانتخابات لاول مرة عام 1977 باستثناء عشرة اعوام ولكنه يصارع الان لاحتلال المركز الثالث في استطلاعات الرأي خلف حزب كديما الجديد الذي يمثل الوسط وحزب العمل الذي يمثل يسار الوسط,ومن المقرر ان تجري الانتخابات العامة في 28 مارس اذار.

وخيم على انتخابات الليكود امس نبأ نقل شارون الى المستشفى الليلة الماضية اثر اصابته بجلطة خفيفة في المخ. ويقول محللون سياسيون ان المخاوف بشأن بقاء الجنرال السابق (77 عاما) في السلطة ربما تعزز فرص الليكود.

وفي نوفمبر تشرين الثاني انسحب شارون من ليكود لتفادي تمرد يقوده قوميون متطرفون بالحزب يسعون للاطاحة به لتخليه عن قطاع غزة في سبتمبر ايلول بعد احتلال دام 38 عاما.

وكان ليكود منذ فترة طويلة معارضا للتخلي عن مستوطنات يهودية اقيمت على الاراضي المحتلة في حرب 1967.

وقاد نتنياهو تحدي الحزب لشارون واستقال من منصبه كوزير للمالية بسبب الانسحاب من غزة.

وزار نتنياهو امس حائط المبكي اقدس المواقع لدى اليهود في القدس مع بدء عملية الاقتراع في انتخابات الحزب.

وقال للصحفيين "أصلي من اجل شفاء شارون لكن المهم هو صحة البلاد التي لا تبدو جيدة."

وهتف زائرون "دمرت حياتنا" في اشارة الى سياساته الاقتصادية المتقشفة كوزير للمالية والتي اشاد بها السوق لاسهامها في انهاء حالة الركود,وقال متحدث باسم ليكود "كان هناك نوع من التوتر بين المرشحين,ولكن لم تقع حوادث محددة في الانتخابات."

ومن المتوقع ان يفوز فيجلين بنسبة 15 بالمئة من الاصوات بفضل حملته القوية التي يقودها انصار المستوطنين والقوميون المتطرفون,وفي حالة عدم فوز اي مرشح من الاربعة بنسبة تزيد على 40 في المئة تعاد الانتخابات بين الاثنين الحاصلين على أكبر عدد من الاصوات.

وتوقعت استطلاعات للرأي خسارة كبيرة لليكود في انتخابات مارس آذار بعد ان اجتذب حزب كديما الذي يتزعمه شارون عددا كبيرا من أنصاره. وتوقعت الاستطلاعات ان يفوز الليكود بنحو 12 مقعدا بدلا من 40 مقعدا يشغلها في البرلمان الحالي المؤلف من 120 مقعدا,لكن حظ الحزب قد يتغير بعد ازمة شارون الصحية.