حكم بالسجن 5 سنوات لمنافس مبارك الوحيد على كرسي الحكم

> القاهرة «الأيام» جان مارك موجون:

>
زوجة أيمن نور داخل المحكمة تردد صراخ زوجها بعد الحكم
زوجة أيمن نور داخل المحكمة تردد صراخ زوجها بعد الحكم
بعد نحو عام من صعود نجمه على الساحة السياسية حكم أمس السبت بالسجن خمس سنوات على ايمن نور احد اقطاب المعارضة المصرية والمنافس القوي للرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية بتهمة تزوير وثائق رسمية.

وصدر الحكم على المعارض القوي (41 عاما) بتهمة تزوير توكيلات مؤسسي حزبه (الغد) والتي نفاها تماما وقال انها ملفقة. وهتف ايمن نور وزوجته عندما نطق القاضي عادل عبد السلام جمعة بالحكم "يسقط حسني مبارك".

وقال بيان لحزب الغد وزع امام المحكمة "تم اتخاذ كافة هذه الاجراءات لان نور يمثل تحديا حقيقيا لمبارك وابنه جمال" مبارك الذي يعتقد كثيرون انه يتم اعداده لخلافة والده.

وكان نور صرح قبل احتجازه احترازيا قبل ثلاثة اسابيع انه يتوقع ان يقضي عاما في السجن بانتظار البت في الاستئناف.

وقال نور لوكالة فرانس برس "فعلوا كل شيء من اجل سحق وادانة الشخص الوحيد الذي كان في وسعه الوقوف في وجه الاب والابن"، في اشارة الى الرئيس المصري حسني مبارك ونجله جمال.

وحوكم نور امام المحكمة نفسها التي حكمت على الناشط في حقوق الانسان سعد الدين ابراهيم، الاميركي من اصل مصري، بالسجن سبع سنوات في مايو 2001. وسطع نجم ايمن نور اول مرة في يناير كمحام شاب من المعارضة الغت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس زيارة الى القاهرة بسبب احتجازه مدة ستة اسابيع.

ومن زنزانته الف نور كتابا هاجم فيه نظام مبارك الذي يحكم منذ 24 عاما، واعلن نيته المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وفور الافراج عنه كرس نور نفسه للاعداد لخوض اول انتخابات تعددية في تاريخ البلاد في سبتمبر الماضي وكان المنافس الحقيقي الوحيد بعد حملة شديدة ضد مبارك الذي فاز بنسبة 88% من الاصوات في تلك الانتخابات.

واعلن ايمن نور الذي قال ان مبارك "سيتوفى بفعل الشيخوخة قبل ان ينهي فترة ولايته"، الحرب على نجله جمال مبارك رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم. الا ان سلسلة من الحوادث قال نور انها "اغتيال سياسي واضطهاد" اخمدت حماسه.

وقال ان النظام المصري حاول تلطيخ سمعته بفضيحة جنسية بإرسال تسجيلات صوتية ملفقة تورط زوجته جميلة اسماعيل الصحافية السابقة في مجلة "نيوزويك".

والقى ايمن كذلك باللوم على النظام في وفاة والده في اكتوبر. وكتب مقالا بعنوان "قتلوه بالحزن وقتلوه مرة ثانية بإرسال ممثل الى الجنازة".

ولم يتمتع حزب نور الناشئ بالهيكل والدعم الشعبي اللازمين للبناء على النجاح النسبي الذي حققه في الانتخابات الرئاسية والاداء القوي في الانتخابات التشريعية.

وانهار حزب الغد فعليا عندما انشق فصيل منه وسعى الى الاطاحة بأيمن نور.

ولم يتمكن اي من فصيلي الحزب من الفوز بأكثر من مقعد واحد فقط في الانتخابات التشريعية التي انتهت الاربعاء الماضي مما يعني نهاية حزب كان لفترة قصيرة اكبر قوة في المعارضة البرلمانية الشرعية.

مصرية من انصار أيمن تبكي خارج قاعة المحكمة
مصرية من انصار أيمن تبكي خارج قاعة المحكمة
وخسر نور نفسه في دائرة باب الشعرية (وسط القاهرة) التي تعتبر معقله في الجولة الاولى من الانتخابات. وقال في تعليق على ذلك ان "تلفزيون الدولة اعلن هزيمتي قبل ثلاثين دقيقة من انتهاء عمليات الفرز" التي ترشح فيها.

وكان نور طالبا في موسكو عندما بدأ انهيار الشيوعية وتحول الى رجل يدخن السيجار ويعيش في شقة فخمة في حي الزمالك في القاهرة.

وانحسرت الاضواء عن ايمن نور لتسلط على حركة الاخوان المسلمين الذين لا يثق بهم بعد الفوز الذي حققته في الانتخابات التشريعية. واعرب عن خيبة امله في تخلي واشنطن عنه.

ويقول ضيا رشوان المحلل السياسي وصديق ايمن نور انه "لم يكن ممثلا ابدا لكيان سياسي حقيقي. لقد لعب لعبة مع النظام ثم قرر ان يخوض اللعبة لوحده في منتصف الطريق. وقد تجاوز الخط الاحمر فارتد ذلك عليه".

واكد ان نور كان يرتبط بعلاقات مع شخصيات بارزة من الطبقة الحاكمة. وكان نور وضع قيد الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق في الخامس من ديسمبر الحالي.

وحكم ايضا على المتهمين الستة مع ايمن نور بعقوبات سجن: اثنان منهم خمس سنوات وثلاثة بثلاث سنوات والاخير بالسجن عشر سنوات غيابيا.

وقال امير سالم محامي ايمن نور "هذه الدائرة (المحكمة) تاريخها اسود في الاحكام القضائية وهذه الدائرة دائما يتم اختيارها لمحاكمة المعارضين السياسيين".

واضاف "هذا اختيار سياسي وهذا حكم سياسي سيسقط في مزبلة التاريخ وسنحصل على البراءة من محكمة النقض".

ضابط أمن يدفع أيمن نور داخل الزنزانة وهو يصرخ (يسقط حسني مبارك)
ضابط أمن يدفع أيمن نور داخل الزنزانة وهو يصرخ (يسقط حسني مبارك)
وكان نور قال خلال آخر جلسة محاكمة في 12 ديسمبر ان "سجني نوع من الارهاب انه اضطهاد"وبعد خمسة ايام ادخل الى المستشفى بشكل طارئ وتدهور وضعه الصحي بسبب اضرابه عن الطعام.

ومن جهتها ادانت جماعة الاخوان المسلمين اكبر قوة معارضة في مصر، أمس السبت الحكم على ايمن نور واعتبرت انه بريء.

وقال القيادي في الجماعة عصام العريان لوكالة فرانس برس ان "محكمة النقض ستبرئه".

واضاف العريان "اتمنى ان يخرج من هذه المحنة"، معتبرا انه "ينبغي تسوية الصراع السياسي بشكل حضاري".

واكد محاميه امير سالم انه سيتقدم بطعن في الحكم امام محكمة النقض واعرب عن اقتناعه بان هذه المحكمة ستبرئه، كما ابدت الولايات المتحدة أمس السبت "انزعاجها الشديد" من الحكم وطالبت بإطلاق سراحه وذلك في بيان صادر عن البيت الابيض.

وقالت الرئاسة الاميركية ان "الولايات المتحدة منزعجة بشدة للحكم الذي صدر اليوم من محكمة مصرية على السياسي المصري ايمن نور".

واضاف البيان "اننا نشعر ايضا بالقلق للانباء التي تقول ان حالة نور الصحية تدهورت بشدة بسبب اضرابه عن الطعام احتجاجا على محاكمته وحبسه".

وتابع البيان ان "الولايات المتحدة تدعو الحكومة المصرية الى احترام القوانين المصرية في اطار رغبتها المعلنة في المزيد من الانفتاح والحوار داخل المجتمع المصري والى اطلاق سراح نور لاسباب انسانية". حالته الصحية.

واعتبر البيت الابيض ان ادانة نور الذي احتل المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر الماضي خلف الرئيس حسني مبارك "تشكك في التزام مصر بالديموقراطية والحرية واحترام القانون".

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الغت زيارة لمصر في مطلع العام احتجاجا على حبس هذا السياسي الليبرالي للمرة الاولى.

واطلق سراحه على اثرها ليخوض غمار الحملة الانتخابية. الوكالات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى