الديمقراطية..المساواة..حقوق الإنسان..مبادئ وطنيٍّ أبكى وطن

> أديب الجيلاني:

> مرت علينا الجمعة 23 ديسمبر 2005م الذكرى الثامنة لرحيل فقيد الوطن الغالي عمر بن عبدالله الجاوي (السقاف) أحد أبرز عمالقة الأدب.. الفكر.. السياسة والنضال الدؤوب في هذا الوطن.. ذكرى عطرة ذكرتني بكلمات قالها د. عبدالعزيز المقالح رثاء في أربعينية (الجاوي) وجاء فيها: «من حسنات الموت أنه يجعل الأحياء يدركون أهمية الموتى ويجعلهم أيضا يتحسسون الفراغ الذي يتركه الراحلون ولو بعد فوات الأوان».

وبالفعل فقد أبكى (الجاوي) برحيله الوطن، وملأ حناجر رفاقه بمرارة الحزن.. وأجرى في مآقيهم دموعا فُجعت برحيله من دنيا الفناء إلى دنيا الخلود والنعيم.

لن يدعي كاتب هذه السطور بأنه كان أحد حواريي الفقيد في صومعة الوطنية - كما قد يفعل البعض تزلفا - كما لن يتصنع الحكايات أو المواقف التي جمعته بالفقيد الراحل.. وربما لعدة أسباب أهمها فارق السن ولكونه أيضا لم يلتق بفقيد الوطن سوى عدد من المرات التي لا تتجاوز أصابع اليد، ومع أنها كذلك.. إلا أنها تركت في ذهن كاتب هذه السطور انطباعا جسّد أسمى معاني الوفاء وأرقى مشاعر الاحترام والتقدير لوطني بارز اتسم بالقناعة والمبدئية والصلابة في الرأي والشجاعة في الدفاع عن مواقفه.. وربما لتلك الصفات علاقة بتلك الهوة التي فصلت بين الجاوي والسلطة برغم مكانته وشعبيته وعلاقاته الواسعة!

لقد كتب الكثيرون من زملاء ورفاق (الجاوي) ما لا يطيق قلمي المتواضع أن يزيد عليه، فنعته منهم من نعته بالصوت المدوي من أجل الدفاع عن الثورة والجمهورية، ووصفه آخرون بالنموذج المثالي للوطن والوطنيين المدافعين بجسارة عن قضايا الناس ومصالحهم، مع ذلك لم أجد أروع من وصف د. ياسين سعيد نعمان له حين قال عنه في إحدى كتاباته بأنه مستودع أحلام البسطاء ومخزن ذاكرة الفقراء.

أخيرا.. لقد أفنى (الجاوي) حياته في سبيل الوطن ليرحل عنا دون ضوضاء بعد رحلة معاناة وألم مع السقم.. تاركا لنا رصيدا وطنيا رائعا يخلد للأجيال القادمة مثالا عظيما في التضحية والوفاء.. فهل أوفيناه نحن بدورنا حقه؟

الإجابة بالطبع «لا» لذلك فإني ومن هذا المنبر الإعلامي الحر لن أطالب الدولة بمنح أسرته بالأصالة عنه نياشين أو أوسمة.. ربما لأن (الجاوي) أكبر من أي نيشان أو وسام .. ولكني بالمقابل أناشد الدولة والجهات المسؤولة في هذا الوطن بإطلاق اسمه على إحدى مدارسنا، وهذا أقل تقدير وفاء وعرفانا لصاحب المبادئ والقيم الوطنية الرفعية التي لا يزال حزب التجمع الوحدوي اليمني ينادي بها حتى اليوم، وهي الديمقراطية.. والمساواة.. وحقوق الإنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى