كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

> في مقابلة مع برنامج (مهمة خاصة) الذي تبثه فضائية «الجزيرة».. قال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب في معرض حديثه عن حمل السلاح «إن الجنبية هي جزء من الملابس» فإذا كان هذا رأي الشيخ الأحمر (أبو القوانين) ..فإنني أقترح عليه مشروع قانون للموافقة عليه في مجلس النواب - إذا أمكن- ينص على (تلحيم) الجنابي في (أغمادها) .. حتى لا تستخدم لغير هذا الغرض .. بسبب الشجار أو الخصام أو الخلاف الشخصي .. وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي يكثر فيه استخدام (الجنبية) في الطعن والقتل لأتفه الأسباب ..وسوف يكون هذا القانون أنفع وأسلم للناس.

< وأقترح على مجلس النواب أيضاً مشروعاً آخر.. وهو بيع الأراضي في عدن كلها مرة واحدة ..أي (بالجملة) بدلاً من بيعها (بالتفاريق).. لأن بيعها بالتفاريق يسبب الوجع في القلب والرأس للأهالي في عدن .. وهم يتفرجون على تقطيع أوصالها وتوزيعها على غير أهلها .. مثل قطعة (التورتة) عندما يقطعونها بالسكين في حفلات العرس أو عيد الميلاد والمناسبات الأخرى.

< إن الذين باعوا - على الورق - منطقة الحاويات ورصيف المعلا وقرية الشحن وأحواض السفن لشركة موانئ دبي العالمية ..لم يدركوا أن هذه العملية هي أكبر كارثة.. وأنها تدل على مصيبة قد حلّت بالوطن ..لأن الذين باعوها ليسوا من ذوي الاختصاص وليست لهم أية علاقة بجوهر عمل الموانئ ..ليس ذلك فقط..بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم وضع (دراسة جدوى) للمشروع .. أو تكليف شركة استشارية لوضع هذه الدراسة قبل عملية البيع العشوائي ..بل الغريب في الأمر أنهم اكتفوا بدراسة الجدوى التي وضعتها وقدمتها لهم -على طبق من ذهب - شركة موانئ دبي العالمية.

< إن من أبسط قواعد وأصول المعاملات في البيع والشراء في مثل هذه الأمور .. عندما تقوم أية جهة رسمية أو غير رسمية ببيع مشروع كبير مثل منطقة الحاويات و(توابعها) .. أن تقوم هذه الجهة بوضع (دراسة جدوى) لهذا المشروع..ولكن الذي حدث عندنا بالعكس ..أننا لم نفعل شيئاً .. ثم طلبنا إلى الجهة الأخرى أن تضع (دراسة جدوى) وتقديمها لنا للموافقة عليها .. فكيف - بالله عليكم- نعرض مثل هذا المشروع لميناء منافس لميناء عدن ..ثم نطلب إليه أن يضع هو (دراسة جدوى) للمشروع .. ولكن الحمد الله أن البيعة لم تتم .. وأن التوقيع على عملية الخزي والعار والتنازل عن ميناء عدن العالمي لميناء دبي المنافس قيد البحث والنظر حتى الآن.

< إننا لم نكره الحياة بعد ..ولم نكره بلادنا ..ولم نكره أن نموت على أرضها .. ولكن الذي نكرهه حقاً هو أن نبيع أراضينا للغير ..وأن نبيع ميناء عدن لميناء منافس لنا بطريقة لا أبالية وغير مسئولة وغير مدروسة .. ونكره أيضاً تعميق شعورنا بالكراهية - عمداً- لبلادنا التي نحبها.. وعلى استعداد لأن نضحّي بأنفسنا ونفتديها بأرواحنا .. ولا أحد يستطيع أو يجرؤ على أن يضعنا في قائمة الكارهين للحياة والوطن .. ولا أحد يقدر أن يحذف وجودنا من كشف الأحياء في بلادنا .. فلا تزيدونا حزناً وهماً أكثر من أحزاننا وهمومنا التي نحن فيها .. ولا تحركوا الأوجاع والآلام في نفوسنا وقلوبنا .. يكفي أننا غير راضين ولا مقتنعين بأسلوب (الإدارة) بكل أشكاله في بلادنا.

< لا تفرطوا بثروات بلادنا .. وميناء عدن من أعظمها إذا أحسنّا إدارته وأعدنا الحياة إليه!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى