السودان يستذكر حروبا ونظما ديكتاتوية في عيد استقلاله الخمسين

> الخرطوم «الأيام» محمد على سعيد:

>
هجوم الثورة المهدية على مقر جوردون
هجوم الثورة المهدية على مقر جوردون
يحتفل السودان اليوم الاحد بمرور خمسين عاما على استقلاله ويستذكر نظما ديكتاتورية وحروبا عدة مرت عليه منذ انهاء الحكم الثنائي المصري-البريطاني عام 1956,عرف السودان قرابة اربعين عاما من حكم الانظمة العسكرية وعشر سنوات فقط من الديموقراطية تخللتها صراعات حزبية واضطرابات اجتماعية. وبمناسبة العيد الخمسين القى الرئيس السوداني عمر البشير كلمة للامة امس السبت.

ومنذ استقلاله يحاول السودان، الذي يسيطر على السلطة المركزية فيه الشمال حيث توجد اغلبية عربية مسلمة، المحافظة على وحدته الاقليمية التي هددها تمرد القبائل الافريقية في الجنوب والغرب.

وبعيد الاستقلال مباشرة، اندلعت حرب اهلية في الجنوب حيث غالبية السكان من المسيحيين والارواحيين الذين يطالبون بالانفصال.

وخلال العامين الاولين للاستقلال حكم السودان نظام برلماني برئاسة رئيس الحزب الاتحادي اسماعيل الازهري حليف حزب الامة.

ولكن في العام 1958 قام الجيش بانقلاب عسكري بقيادة اللواء ابراهيم عبود الذي اطيح عام 1964 اثر اضطرابات شعبية. واعيدت الديموقراطية لعدة سنوات بعد سقوط الحكم العسكري.

ولكن في العام 1969 قام العقيد جعفر نميري بانقلاب جديد واستولى على السلطة وحكم السودان 16 عاما نجح خلالها في اجهاض عدة محاولات انقلاب.

وتميز عهد نميري بالقمع وامر باعتقال الاف المعارضين واعدم بعضهم ومن بينهم جوزف قرنق وزير شؤون الجنوب السابق، وامين عام الحزب الشيوعي، الذي كان انذاك اقوى الاحزاب الشيوعية في افريقيا، عبد الخالق محجوب.

وشهد الاقتصاد السوداني ازمة عنيفة بسبب مديونية عامة ثقيلة وارتفاع كلفة المعيشة التي ادت الى انهيار العملة المحلية.

ولكن السودان عرف عشر سنين من السلام في عهد نميري الذي منح الانفصاليين الجنوبيين بقيادة حركة انيانيا حكما ذاتيا عام 1972.

غير ان الجنوبيين تمردوا مرة اخرى عام 1983 احتجاجا على تقسيم اقليمهم الى ثلاث محافظات وعلى قرار نميري تطبيق الشريعة الاسلامية في البلاد وتوحدوا خلف جون قرنق لمحاربة القوات الحكومية.

واطيح نميري عام 1985 اثر انتفاضة شعبية اندلعت اثناء وجوده في الولايات المتحدة لاجراء فحوص طبية,وبعد فترة انتقالية، اعيدت الديموقراطية وانتخب زعيم حزب الامة الصادق المهدي رئيسا للوزراء عام 1986.

واشتعلت حرب الجنوب من جديد بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وحدوث مجاعة وفيضانات عالية لنهر النيل,وفي حزيران/يونيو 1989 قاد اللواء عمر البشير انقلابا وتراس حكما عسكريا اسلاميا قمع المعارضة بشدة.

وفي كانون الثاني/يناير 2005 وقعت اتفاقية سلام بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين وضعت حدا لحرب دامت 21 عاما وادت الى سقوط 5،1 مليون قتيل ونزوح وتهجير 4 ملايين شخص.

ولكن قبل توقيع اتفاق السلام مع الجنوب كان نزاع اخر قد اندلع في اقليم دارفور الغربي. ومند شباط/فبراير 2003 يقاتل المتمردون الافارقة القوات الحكومية والميليشيات العربية المحلية المتحالفة معها ويطالبون بتوزيع عادل للسلطة والثروة ينهي "تهميش" اقليمهم.

اسفر هذا النزاع عن وقوع ما بين 180 الف و300 الف قتيل ونزوح اكثر من مليوني شخص,واعتبرت الامم المتحدة في العام 2004 ان مشكلة دارفورلا هي "اكبر مشكلة انسانية في العالم".

وشهد شرق البلاد تمردا كذلك على السلطة المركزية لاسباب مماثلة,ورغم بدء انتاج البترول في حقول الجنوب الذي يغطي الاحتياجات المحلية ويسمح للخرطوم بتصدير 300 الف برميل يوميا الا ان السودان يعد من افقر دول العالم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى