البحث عن الصحفية المخطوفة يبرز مأزق القوات الامريكية في العراق

> بغداد «الأيام» مايكل جورجي:

>
القوات الامريكية في العراق
القوات الامريكية في العراق
تشن القوات الامريكية التي تبحث عن الصحفية الامريكية المخطوفة جيل كارول حماتت مداهمة لمنازل عراقيين في سباق مع الزمن ولكنها تواجه خلال حملتها ضد المسلحين مشكلة تتمثل في ان اساليبها يمكن ان تنمي مشاعر الاستياء بين العراقيين.

واثارت العمليات التي تهدف الى مباغتة خاطفيها غضب اولئك العراقيين الذين يقولون ان القوات اقتحمت منازلهم بالقوة ووضعت اكياسا على رؤوسهم واعتقلت افراد عائلاتهم في اطار عملية البحث عن كارول التي خطفت في السابع من يناير كانون الثاني.

واستهدفت احدى عمليات المداهمة التي شنت عقب اختطاف الصحفية واحدا من اكبر مساجد السنة في بغداد واثار مشهد هبوط الجنود على حبال من طائرات هليكوبتر واقتحام المجمع غضب القادة السياسيين السنة وادانة من جانب مبعوث الامم المتحدة الى العراق.

وقال اللفتنانت كولونيل باري جونسون المتحدث باسم الجيش امريكي انه اذا لم يتحرك الجنود بسرعة فسوف يعرضون ارواح الرهائن وانفسهم للخطر.

وقال ان "السرعة الاساسية في اي غارة,ربما تثير فزع او انزعاج الناس لكنها ضرورية في بيئة نقاتل فيها متمردين وارهابيين,اذا تعرضت المنازل ضرار فلدينا برنامج شامل للتعويض."

واقتحمت القوات الامريكية منازل في مناطق عدة ببغداد وهي تسابق الزمن في مواجهة تهديد خاطفي كارول بقتلها ما لم تطلق السلطات سراح سجينات عراقيات بحلول يوم الجمعة الماضي,ولم يعرف عدد المنازل التي داهمتها القوات الامريكية.

في مثال متكرر .. سمعت عائلة نزيه اصوات تحركات في حديقة منزلهم بعد منتصف الليل مباشرة,لكن لم يسعفهم الوقت لتحري الامر.

وقالت حمدية صبري (55 عاما) عن ابنها جاسم (23 عاما) "كان ابني في الحديقة وتوجهت انا الى الباب الخلفي تفقد امر وفجأة شهر جنود امريكيون البنادق في وجوهنا."

واضافت "ثم سمعنا فجأة صوت انفجار,نسفوا الباب امامي والقوا قنابل ارتجاجية في غرفة المعيشة,امسكوا بنا والقوا بي على ارض ووضع جندي حذاءه على ظهري.. لماذا كل هذا."

وقال اثنان اخران من ابنائها ان القوات الامريكية سألت ما اذا كانوا يعرفون شيئا عن الجيران ثم سألوا عن كارول وهى صحفية تبلغ من العمر (28 عاما) وتعمل لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور.

وقال سامر نزيه (40 عاما) "اخبرونا انهم تلقوا بلاغاً بان الصحفية الامريكية محتجزة في هذه المنطقة وسألوني عن رأيي فيها."

واضاف "قلت انني متعاطف مع جيل كارول وانها بريئة,ثم سألوني اذا كنت اعرف اي ارهابيين.. هذا كله بعد ان اقتحموا المنزل وعاملوا عائلتي بطريقة مهينة."

وبعد انتهاء من عملية التفتيش وعد جندي امريكي بدفع 300 دولار تعويضا واعتذر قائلاً ان القوات الامريكية تصرفت بناء على بلاغ كاذب.

واقتاد الجنود جاسم ابن اصغر للعائلة معهم قائلين انه سيتم استجوابه ثم يطلق سراحه بعد يوم او يومين.

وانقض الجنود بعد ذلك على جيران عائلة نزيه في حي الغزالية ببغداد حيث ينشط المسلحون.

وقالت حباب حميد "اقتحموا منزلنا ثم جذبوني من شعري,ظللت اخبرهم بان لدينا طفل رضيع ثم دخل جندي الى الحجرة حيث كان شقيقي نائما بجوار الرضيع ولكموا شقيقي في وجهه."

وبعد تفتيش المنزل ابلغها الجنود بانه سيتم اعتقال اثنين من اشقائها لاستجوابهما.

وقالت "سألت كم سيطول غيابهما فقالوا انه سيتم اطلاق سراحهما اذا كانا بريئين,سألت اين سيتم احتجازهما فضحك المترجم العراقي مني."

وتحتجز القوات الامريكية حاليا نحو 14 الف شخص لشتباه في قيامهم بانشطة مسلحة. وافرج عن اف اخرين دون توجيه اتهام اليهم بعدما امضوا عدة اشهر رهن اعتقال في كثير من الاحيان,وقالت حباب حميد ان أحد الجنود اظهر شفقة بهم.

وقالت "نظرت اليه ورأيت الدموع في عينيه وهو يشاهد معاملتهم السيئة لي ولشقيقاتي." واضافت "ثم اعطانا بطانية واعتذر." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى