مع الأيــام..نحن والوطن ..و(خطوطهم الحمراء)

> احمد عمر بن فريد:

>
احمد عمر بن فريد
احمد عمر بن فريد
زمان بلادي فراغ/وتلك المقاهي ..فراغ/وذاك الذي (مل) من شعبه/ومن أرضه .. فراغ/وذاك الذي لا يرى غيره/ولا يجد الخير خيراً ..إذا لم يكن خيره/فراغ ..فراغ (أدونيس)

بهدوء وروية ..دعونا نتحدث عن الثوابت الوطنية التي باتت من قبل البعض، باباً كبيراً لا يدخله ولا يفتحه سواهم (هم) أولئك الذين يرفعون علينا هذه اللافتة التهديدية كل يوم، ومع قراءتهم لكل كلمة حرة نطلقها على صفحة من صفحات جريدة «الأيام» الغراء، وكأنما هذا الوطن المسكين بثوابته الكبيرة ولد يوم أن ولدوا هم في اليوم والساعة ..وبهدوء وروية دعونا نتحاور حول هذه الثوابت التي أسميتومها (خطوطاً حمراء) يمنع الاقتراب منها أو المساس بها حتى بات الحديث دفاعاً عنها (من قبلنا) أشبه ما يكون بارتكاب موبقة عظيمة ..لا تحتمل ولا تغتفر.

دعونا نخبركم، أن هذه الثوابت الوطنية تتعرض للانتهاك الصارخ من قبلكم كل يوم وبفعل الكثير من التصرفات والأفعال (المتعمدة وغير المتعمدة) فلسنا نحن الذين نبعث بآلاف الدولارات (من قوت الشعب المسكين) إلى كتبة (محترفين) متخمين، وغير يمنيين، يسكنون (هناك) في دول ما وراء المحيط، من مهامهم أن يستيقظوا في أي وقت يسمعون فيه صرير الفاكس المحمل بعنوان موضوع (المقال) وما هو مطلوب أن يرص فيه من مغالطات ومكايدات ومناكفات ..لكي ينجزوا المهمة ويبعثوا الكلام الذي (يبعث) على الغثيان في نفوسنا والارتياح في نفوسكم، ولكي يسكبوا الزيت ساخناً وحارقاً في جذوة التلاحم الوطني، بغرض زرع الفرقة والفتنة وإذكاء التنافر الوطني (المناطقي) .. وهي مهمات ثبت عملياً في (الأيام الماضية) أنها فشلت تماماً وانعكس سحرها على الساحر ..فكف قلمك عنا (يا خير الله) ..أو قل خيراً لصالح اليمن ..وإلا فاصمت.

محمد صالح المشرقي أراد هو بمحض اختياره أن يساهم مع جميع الخيرين في إنجاح لقاء (التسامح والتصالح) الذي كان لجمعية ردفان الشرف والسبق في تنظيمه فجاء متساحماً و متحمساً وفرحاً ولكن قراره الوطني هذا لم يعجبهم فأرسلوا من يتعقبه إلى حيث (قبض عليه) قبل أن يهم بالعمل (بجهده وعرق جبينه) على سيارته الخاصة (الأجرة) ..فأخذوه من (فرزة الشيخ عثمان) إلى (حي التواهي) أسيراً لديهم ولايزال حتى يومنا هذا معتقلة حريته ومصادراً حقه في الوجود بين أهله وذويه (في منزله) وليس في (زنازينهم) ..إنها ضريبة حضوره وانسجامه وتفاعله مع ما يبني الوحدة الوطنية، ولكن هذه (الوحدة الوطنية) الثابت الكبير ..لها مقاييس خاصة لديهم ربما لا يفهمها المشرقي ولا كاتب هذا المقال ..فمن أضرَّ بهذا الثابت الوطني في هذا الحدث الصغير على سبيل المثال لا الحصر.

ربما نكون نحن والمشرقي ومن حضر اجتماع جمعية ردفان (التصالحي) وعلى الرغم من عددنا الكبير لم نفهم (المعنى الحقيقي) للوحدة الوطنية التي يتحدثون عنها ولا نراها، ولكنني أتساءل ..كيف اتفق معنا في الفهم ذاته أكثر من (24) مواطناً يمنياً أرسلوا خطابهم التضامني من أمريكا الشمالية حيث يبعدون عنا آلاف الكيلومترات، وكيف اتفقت معنا ايضاً أكثر من تسع جمعيات خيرية ممثلة بالآلاف من منتسبيها على الرغم من عدم حضورهم معنا لقاءنا المذكور الذي لم يخـطر بـبالنا لـوهلة واحـدة أنه سيكون مزعجاً ومقلقاً إلى هذه الدرجة وإلى هذا الحد!!

إن الوحدة الوطنية - بحسب علمي وظني - تقتضي أن تتعامل قوات الأمن مع المواطنين في الخيسة وهم الذين لم يحضروا اجتماع جمعية ردفان - بطبيعة الحال- وفقاً للشعار العالمي الذي يقول : إن الشرطة في خدمة الشعب ..ولكنني على يقين تام ومطلق أن وسائل تطبيق هذا الشعار لا تخول أحداً من الشرطة - أياً كانت رتبته وظرفه الأمني- إطلاق الرصاص الحي على المواطنين هناك وقتل طفلة صغيرة اسمها (يسار) وإصابة امرأتين إلى جانبها من قبل من فهم معنى الوحدة الوطنية ومعنى خدمة الشعب (من اليسار) ..غفر الله لك يا يسار وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى