كتاب يحمل بين دفتيه جرعات ثقافية وتنويرية

> «الأيام» د. سمير شميري:

> الجامعات من أرفع المنابر الثقافية والأكاديمية، وتسهم دور النشر فيها بغير قليل في إثراء حياتنا بالثقافة والعلم والتنوير، وعن دار جامعة عدن للطباعة والنشر صدر مؤخراً للدكتور سمير عبدالرحمن هائل الشميري كتاب بعنوان: (محاضرات في علم الاجتماع السياسي) ولأهمية هذا الكتاب ننشر ما جاء في مقدمته بقلم المؤلف.

«ذات يوم بعيد، في قاعة الدرس الجامعي، أومأت لطلبتي بتلخيص كتاب في الاجتماع السياسي، فاستعسروا ذلك، وبعد حين عادوا بخفي حنين، خائبين، فلم يتيسر لهم المطلوب، لندرة الكتب في المكتبة وصعوبة اقتنائها.. فخطر لي خاطر بتأليف كتاب في الاجتماع السياسي كمرجع أكاديمي يحمل بين دفتيه جرعات ثقافية وتنويرية للمتمدرسين والمختصين، وكل من ترنوا أعينهم للرحابة والسعة في العلم والثقافة.

عسى أن يكون هذا الكتاب، قد حمل بين دفتيه عمق ومضمون وتضاريس علم الاجتماع السياسي، وقدم غذاءً فكرياً وروحياً للطامحين لمزيد من المعرفة والتفقه. إن غايتي هو تقديم مطالعة تنويرية مفيدة في الاجتماع السياسي بأبسط ما تيسر، تبصر الطلاب والمختصين والعامة بالمسائل والقضايا التي هي محل مدارسة من قبل هذا العلم.

ولست بحاجة للقول، أني كنت منذ البداية مترعاً بشعور القلق والتردد، وفي غير مرة راودتني فكرة الكف عن الكتابة، وتعثر يراعي عن الكتابة وكدت أعيده إلى محبرته خوفاً من الفشل أمام أعين الناظرين.

إن مقصودي مما تقدم هو أن ولادة الكتاب كانت عسيرة إلى حد ما، لا لصعوبة الموضوع وعقمه وتشعباته، وإنما في كيفية تيسير وبسط وعرض الكتاب بصورة سلسة ومقبولة، بحيث يكون الكتاب مادة علمية وفكرية سهلة الهضم وبعيدة عن السماجة والملل، وهذا هو الهاجس الذي سيطر على كياني منذ البداية وحتى آخر حرف في الكتاب. وحسبي أن أكون قد وفقت فيما ذهبت إليه، ونجحت في تحريك دوائر المياه الراكدة وحفزت غيري للكتابة والحراك والنشاط المثمر في هذا المجال.

الكتاب رحلة علمية وثقافية ومعرفية في علم الاجتماع السياسي وضع يده بانبساط على جملة من القضايا في الاجتماع السياسي، وهناك مواضيع شائقة وساخنة لم يتم التعرض لها خوفاً من الرتابة والتطويل، وتجنباً للتعاجم والتكرار.. يخامرني شك كبير، أن الكتاب لم يبلغ ذروة الكمال، فالكمال شرف لا أدعيه لنفسي، يتكون من سبعة فصول:

ففي الفصل الأول، نركز اهتمامنا على مفهوم علم الاجتماع والاجتماع السياسي، وموضوع الاجتماع السياسي وعلاقته بالعلوم الاجتماعية والأخرى، فضلاً عن الجذور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لنشأة علم الاجتماع السياسي، ومصادر ومناهج الاجتماع السياسي.

أما الدولة وتعريفها وعناصرها ونشأتها وأشكالها وأنواعها وأدوارها، فهي محل مدارسة في الفصل الثاني.

وستكون الصفوة ومفاهيمها عند ابن خلدون وبارتيووموسكا والصفوة السياسية في الوطن العربي، مجالاً للدارسة والتقصي في الفصل الثالث.

أما في الفصل الرابع فنقدم عرضاً تحليلياً للثقافة والثقافة السياسية وأنواعها ومؤسساتها، فضلاً عن التركيز على سمات الثقافة السياسية اليمنية.

والديمقراطية بمضامينها ومعانيها وتطورها التاريخي ومقوماتها واتجاهاتها الرئيسية وأهم ملامحها وآفاق تطورها في البلدان النامية، ستشغل حيزاً كاملاً في الفصل الخامس.

والأحزاب السياسية ونشأتها وصنوفها والاتجاهات المؤيدة والمعارضة للأحزاب السياسية، والتعددية الحزبية اليمنية وسماتها في ظل الوحدة اليمنية المباركة، ستكون ضمن محتويات الفصل السادس.

ولا ننسى أن مفاهيماً ومصطلحات متداولة في الاجتماع السياسي ومبهمة حيناً، وشائعة في أحايين أخرى، بحاجة إلى بلورة ووضوح لإبعاد الغشاوة الفكرية والمفهومية عنها ولمزيد من الوضوح، فهذه المصطلحات والمفاهيم، ستكون محل عرض وتحليل في الفصل السابع.

لقد دأبنا في هذا الكتاب أن نقدم مطالعة مفيدة في الاجتماع السياسي بطريقة علمية ممنهجة، ولربما المساهمة ولو بنقطة صغيرة في بحر المعرفة الإنسانية.

وعلي واجب الاعتذار مقدماً على الزلات والنقائص إن وجدت، فكل ما تقصدنا هو الإنارة العلمية والمعرفية السليمة في المسائل والأمور اللصيقة بالمجتمع والسياسة، لتجنب المنزلقات وللقبض بحنكة على بوصلة لإزالة المحاجزات والانعتام في حياتنا المعاصرة.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى