والله من وراء القصد

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
إماطة الأذى عن الطريق والبحث عن الحق والحقيقة وحب الوطن والأرض والناس (أكانوا في مدينة أو قرية أو مديرية أو جبل أو واد أو شارع أو حارة) هو الذي منحني الحق في أن أكتب وأناقش قضيتهم وأحزانهم في سماء صاحبة الجلالة.

لست بحاجة إلى استئذان للحصول على موافقة تمنحني حق الكتابة عن قضايا وهموم وطني وشعبي ومدينتي وقريتي. كما أنني لست بحاجة إلى تفويض صريح للكتابة (مثلاً) عن مدينة أو قرية منكوبة تأخرت عنها الإسعافات وإمدادات الإغاثة بالطعام والدواء والخيام بسبب زلزال عنيف ضرب أهلها وأصاب الأب والأم والأخت وفلذات الأكباد وجر معه خراباً واسعاً للأرض والغرس والشجر.

ولأن للمقاصد الجميلة أركاناً ثابتة ومتينة لا يشوبها أي شائب، فإن عظمة القضية المطروحة باستدلالاتها وحيثياتها المسطورة توضح بجلاء سلامة الطرح ونضوج الفكرة وعقلانية الهدف واستقامة الضمير.

ولأن للمقاصد السلبية أركاناً عرجاء مهزوزة مليئة بالخدوش ومعانقة الفكرة الخاطئة فإن لسلبية القضية المطروحة خيوطا هزيلة تتبدى أبعادها ودلالاتها وهي مشعة ساطعة وسط ترنح واختلال السطور.. فهل يا ترى الكتابة عن سرعة إسعاف المدينة أو القرية المنكوبة يعد أمراً عقلانياً أم لا؟ وهل يتطلب استئذاناً؟ أفيدونا يا أصحاب المقاصد الحائرة.

لعل وضع استفتاء للجموع حول إجازتها منح الحق للكتاب في طرح ومناقشة قضاياها يسبق توجيه السؤال للكتاب حول من أعطاهم الحق في الكتابة عن هموم الناس.. فاعملوا استفتاء واحصدوا النتائج وعندما ترون أن النتيجة تحتم وضع السؤال يمكنكم عرضه للحصول على الجواب الشافي.

إن الكتابة النقية لا تنكسر ولا تتعفن معانيها مطلقاً، لأن الأفكار النظيفة تحلق دائماً إلى السماء العالية مصانة ومحاطة بهواء نقي عليل لا يقبل الصدأ والتآكل.. أما الأفكار المشوشة، وإن صيغت بهتاناً بأنها المالكة الوحيدة لصكوك الوطنية، فإنها سرعان ما تنكسر وتتحطم لأن الصراع السلبي وعدم الرضا الداخلي الممزوج بين سطورها وصفحاتها لا يقود الا إلى أسوار الخطيئة.نسأل الله أن يعيد العقول الحائرة إلى كنف الحكمة والصواب.

والله من وراء من القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى