إلى (جبران) ..المفتري علينا وعلى الوطن والديمقراطية

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
إليك أيها المدفوع (بجهلك وتجهيلك) للحقائق الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، إليك يا من اخترت أن تكون منعزلاً وحيداً في دهاليز مظلمة اخترتها أنت بنفسك ..لا يصحبك فيها ولا يرافقك سوى (الكذب والنفاق ووخزات تأنيب الضمير) .. إليك أيها المدفوع (بهبات الفساد والمفسدين)، يا من اخترت أن تغمس قلمك في محبرة الزيف والكذب والافتراء، علينا وعلى الفقراء وعلى الوطن وحتى على الديمقراطية ..واخترت (بغير إرادتك) رفع راية المزايدات عالية في سماء النفاق والدجل لتتحدث عن فضائل المدينة الفاضلة التي باتت تحيط بحياتنا من مختلف الاتجاهات!! حتى أشعرتنا بما كذبت فيه وكتبت، وكأنما أصبحنا نستيقظ كل يوم على أصوات طيور الكناري التي قررت أن تغادر وتهجر جزرها الخضراء الغناء استجابةً لدعوتك لها يا (جبران) .. أنت وأسيادك (أصحاب الدعوة الكريمة).

نعم ..عليك أن تحمد الله في اليوم الواحد ألف مرة ومرة على هذه الديمقراطية التي تتساءل إن كان لها من آخر ؟؟ وهو سؤال لا أجد أغرب ولا أعجب ولا أبشع منه، إلا وقوفك وأمثالك على قتل الديمقراطية الحقة فوق صناديق الاقتراع ..أحمد الله كثيراً (ياجبران) أن ديمقراطية «الأيام» التي يؤمن بها الناشران العزيزان هشام وتمام باشراجيل ويجسدانها قولاً وفعلاً قد سمحت لك أن تسيل مداداً أسود ملؤه الغباء والحقد والجهل والنفاق على صفحة من صفحاتها العزيزة..عبر مقالك المسموم، المرصع بمغالطاتك الكثيرة لتكتب عن عدن وعن الوحدة وعن الديمقراطية وعن كتابها الشرفاء ..على الرغم أن (شجاعتك) لم تسمح لك بطرح أسمائهم حتى وإن كتبت ذلك بقلم مرتعش، وقلب أكثر ارتعاشاً.

اسمح لي أن أرتب معك حلقات نفاقك (الباعث على الغثيان) تباعاً ..وحلقة خلف أخرى حتى أوصل القارئ الكريم إلى نهاية العقد ..عقد الافتراءات والدجل والحقد .. ولنبدأ بتجهيلك لحقيقة كبرى لوطن 22مايو، حينما تجاهلت بغير جهل هذه، المرة، وبشكل متعمد، حقيقة تاريخية استكثرت فيها على صاحبها المنفي بعيداً عن وطنه (علي سالم البيض) أنه كان يقف إلى جانب أخيه الرئيس علي عبدالله صالح لحظة رفع علم الوحدة، رغم علمي أنك وأمثالك لتودون وتمنون النفس أن تطمس هذه الحقيقة التي تشير إلى تضحية الجنوب وأبنائه من أجل الوحدة والديمقراطية ..التي تزايد عليها اليوم.

أما أنا أيها الجاهل بتاريخي ..فقد كنت ضحية التجربة الماركسية التي تتحدث عنها وعشت مغترباً (قسرياً) مشرداً كطفل في بلاد الخير (المملكة العربية السعودية)، وتاريخي إذا لم تعرفه يحكي أن والدي هو شهيد الوطن (عمر بن أحمد بن فريد)، وهو من سالت دماؤه هناك في مدينة (الصعيد الباسلة) بمحافظة شبوة ..شبوة العز والناموس، كما سالت دماء آلاف الشهداء من أمثاله، وإن بحثت عن اسمي في قائمة (أبناء الشهداء) فلن تجده ولن تجده .. لأنني لست مديناً لأحد بدماء والدي أيا كان، وهي دماء زكية طاهرة أهديتها أنا وإخوتي «للوطن» .. لكل الوطن من المهرة إلى صعدة، فلا تزايد على إيماني العميق بالوحدة الوطنية ولا بثوابت الوحدة اليمنية، وهي حقيقة يعلمها أصدقائي وتجهلها أنت وأسيادك.

تتحدث عن المصالحة والثوابت الوطنية .. وتقول إن المصالحة قد حدثت منذ يوم 22 مايو ولا أعلم والله أي مصالحة وتصالح وتسامح هذه التي تجيز لك ..(آسف لأسيادك) تسريح أكثر من 280 ألف موظف من أبناء الجنوب عسكريين ومدنيين وغالبيتهم من موظفي عدن، حتى اذا ما فرضنا أن كل واحد من هؤلاء يعيل خمسة أفراد (على أقل تقدير) لحصلنا على رقم مخيف يتجاوز المليون بكثير من الذين تضرروا من هذا التسريح الجماعي، وتعرفوا على الفقر الذي تتحدث عنه، وحينها يحق لك ولأمثالك أن يفتري عليهم بأنهم يعيشون في رغد وهناء وسعادة، وأنهم يذهبون بناء على دعوتك الكريمة لهم إلى حدائق عدن ومتنفساتها كل مساء، يصاحبهم الفقر والغبن والشعور بالظلم.. وطيور الكناري التي أحضرتها.

تتحدث عن الهناء والسعد الذي يعيشه الفقر هنا في عدن ..أي تناقض هذا الذي تتحدث به، فتارة تسأل عن دفاعنا عن فقراء عدن، وتارة تتحدث عن النعيم الذي يعيشه أهالي عدن وتوجههم كل ليلة إلى حيث الراحة والهواء الطلق في متنفاساتك العظيمة ..فماذا عسى أحد أن يجيبك عن هذا التناقض الغريب!! الذي لم أفهمه وكأنما نحن المسئولون عن هذا الفقر المدقع الذي اعترفت به من حيث لا تدري ..ولم تستطع أن تتجاهله.. ولا يستطيع أحد أن ينكر وجوده لأنه حقيقة مرصودة ليست في مقالاتي ومقالات غيري من الشرفاء، وإنما في التقارير الدولية التي لا تعرف ولا تريد أن تعرف لها طريقاً.

دعني أسألك عن فقراء عدن ..وأطلب منك أن تذهب إليهم ويدي في يدك (معا) حتى نكتشف الكذب أمامهم، وحتى يستضيفنا (أنا وأنت) واقعهم المؤلم المر المحزن، الذي تعلمه تماما وتشاهده كل يوم، رغم علمي أن ذرة رحمة لحالهم لا يمكن أن تتسرب إلى قلب أراد المتاجرة بمعاناتهم، فنحن يا عزيزي من ذهب إليهم في (قرو) أولئك المساكين الذين (صودرت أراضيهم) ونحن من تعاطف معهم .. وأسيادك هم من أمر بوضعنا (عقاباً لذلك) في حبس لم يصمد أمام الحق سوى ساعتين فقط ..و(السوكة) الذي قتل أمام المحكمة في عدن ظلماً وعدواناً، هو من فقراء عدن ايضا، وطفله المسكين الذي شاهد أباه (محمد) يقتل أمامه، لم تدخله مقالاتي في الظلام الدامس- على ما أظن وأعتقد- وإنما أدخلته رصاصات الطيش والفرعنة على الغلابى والمساكين ..فهل لك أن تخبره من قتله بهذه الحقيقة؟ وهل تعلم أين هو الآن وكيف يعيش ومما يعاني يا جبران؟؟

والطفلة (يسار) ابنة الثمانية أعوام التي قتلت في الخيسة، هي من فقراء عدن .. فهل لك أن تذهب إلى والدها وأمها وتصطحبهما في نزهة قصيرة إلى حيث يوجد الأمن والأمان في المتنزهات التي تخبرنا عنها ..فعسى أن تقنعهما (هناك) أن مقالات أحمد بن فريد هي التي أحضرت رجال الأمن بسلاحهم المدجج إلى الخيسة، وأنها هي التي أطلقت الرصاص الحي على ابنتهما المسكينة ومن كان معها في تلك اللحظة التعيسة!!

المنتصر محمد فريد، قتيل قوات لواء 7/7 هو من سكان عدن يا جبران .. فهل تعلم كيف قتل ولماذا؟ وهلا تكرمت وأحضرت لنا القانون من تلابيبه لكي يحضر لنا ولوالده من قتل ابنه في وضح النهار؟؟ أم ترى أنها من شيم الرجال ومن فضائل الأخلاق والشرف لي ولقلمي أن يسكت ولاي سيل قطرة حبر وراء دماء المنتصر المهدرة دفاعاً عن أرضه ؟

ولابد يا عزيزي جبران، أنك تعلم أيضا أن عشرات الآلاف من الكيلومترات التي نهبت واغتصبت هي من أراضي أبناء عدن الذين تتشدق بالدفاع عنهم ..وإن فتحت لك ملفات الأراضي المنهوبة بفعل قوانين (الوحدة الوطنية) لطلبت من عزيزي هشام باشراحيل إفراد صفحات جريدة «الأيام» كاملة بهذا الشأن .

وذو يزن (ابن عدن الفقير) الذي لم تشفع له مواطنتك المتساوية بأن يأخذ حقه الطبيعي في الحصول على منحته الدراسية المستحقة وهو من أبناء عدن .. فهل قرأت مأساته عبر كتابات اليابلي في «الأيام» ؟..وهل شعرت بآلامه وأحزانه حينما شعر وأيقن أنها باتت وشيكة الرحيل والضياع.

فلاشك وأنك قد سمعت بامتعاض شديد عن تدخل (الشيخ الصريمة) منقذاً لذي يزن، كاشفاً الحقيقة المرة التي لا تريد أن تعترف وتتعرف عليها، ولا أعتقد أنك ستنكر أن مقالات اليابلي هي التي (عرفت) أخي الصريمة على معاناة ذي يزن ..فكان أن أدخلت فرحة وبسمة في منزل لم تستطع أنت ولا من أمرك بالكتابة أن تدخلها إليهم ..مع أنني والصريمة - إن كنت لا تعلم- كنا من ضحايا الماركسية وحقبة الحكم الشمولي في الجنوب، ولكن الحقد لا يمكنه أن يعمي أعيننا عن الحقيقة وعن التسامح من أجل الوطن وديمقراطيته الحقيقية.. فمن يغتال الحياة وقوانينها في عدن يا جبران؟؟

أما ما يخص جمعية ردفان ..فلم أتحدث أنا ولا غيري عن القانون، وأنا أعلم قبل أن تخبرني أن القانون له رجاله وناسه، والقانون يعلمه بدر باسنيد وأمثاله الشرفاء فاذهب إليه في مكتبه الذي يعرفه كل أبناء عدن ليخبر جهلك عن القانون، وكيف تمت مصادرته بقرار تجميد جمعية ردفان الخيرية.

يا (جبران) .. اتق الله فيما تقول وتكتب، واخشَ الله ..لأن الله .. لا يحب الكذب ولا الافتراء ولا النفاق ..ولا تقلب الحقائق بمدادك الأسود، فالحياة لا تغتالها (الأقلام) .. وإنما يغتالها الرصاص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى