كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

> بمناسبة العام الهجري الجديد.. كل عام وأنتم بخير.. وهذا أقل ما أتمناه للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية .. بالرغم من أنني لا أدري كيف ومن أين سيجيء الخير لها وهي مشدودة إلى الخلف؟.. ممنوعة من الانطلاق والحرية .. حرية الرأي والتعبير والتفكير والحكم على (الآخر) بأبشع صور الحرمان والعذاب .. وكأننا أمة لا تصلح لعالم اليوم.

< كل عام وأنتم بخير.. وأتمنى أن تكون صدورنا واسعة .. وعقولنا وقلوبنا مفتوحة .. ويجب ألا نغضب إذا اجتمعنا وتحدثنا في أمورنا وناقشنا قضايانا وحاولنا أن نجد لها بعض الحلول .. فهذا هو طابع الديمقراطية .. ويجب أن نفهم أيضاً أنه من حق أية جماعة أو جماعات أن تلتقي وتتآلف وتتآزر وتتصالح فيما بينها بعد خلاف أو خصام .. ويجب ألا نفسر ذلك ولا نقول إن هذا شيء لا يصح ولا يجوز.. فالديمقراطية تجمع ولا تفرق .. تزرع الحب وتقتلع الكراهية .. تفتح النوافذ والأبواب ولا تغلقها أمام الهواء والنور.

< كل عام وأنتم بخير.. وأتمنى أن تكون الصحافة حرة من أي قيد ومن أي سيطرة .. ولا أحد يريد أن تكون الصحافة تابعة للدولة فقط .. تتحدث باسم الدولة .. وتنقل أخبار الدولة .. ومن الذي سافر ومن الذي عاد.. ومن الذي فاز في انتخابات الحزب ومن الذي فشل .. نريد صحافة حرة تتحدث باسم الشعب وتناقش همومه ومشاكله ومتاعبه .. وتكشف كل أزمة تهدد البلاد بالإفلاس والشعب بالجوع .. وتفضح كل القرارات المرتجلة والمشروعات الخيالية .. والقوانين المزيفة .. التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

< كل عام وأنتم بخير.. نريد صحافة نظيفة من غير أن نسب ونشتم ونتهم الآخرين .. إن هذا النوع من الصحافة لا تخدمنا ولا تنفعنا .. أكثر مما هي تنفع الغير الذي لا يحب لنا الخير والصلاح .. يجب أن نتوقف عن المهاترات التي لا تفيدنا ويستفيد منها المحرضون عليها أكثر.. فلا يكفي أن نقرأ ونضحك ونتشفّى ونحن نرى أخواننا وأبناءنا وهم يشتمون بعضاً ويزينون المقالات بأفظع الكلام والسباب والتجريح بدون مبرر.. ويجب ألا نكون مطيّة سهلة لأي أحد يريد بنا الشر والضرر والذل والهوان.

< كل عام وأنتم بخير.. ويجب علينا أن نفهم أنفسنا بأنفسنا.. وأن نبتعد عن الأنانية المطلقة .. أي عشق الإنسان لذاته .. وكراهيته لغيره من الناس .. من غير سبب معقول .. ثم لماذا هذه الكراهية؟.. هل لأننا فاشلون في الحياة .. ولذلك تتولد لدينا هذه الكراهية للناس .. هل لأننا لم نستطع التوافق والتعامل مع الناس؟.. ولذلك نهرب إلى تحطيم وتدمير كل شيء في حياتنا.. إننا لن نكون على حق إذا نظرنا إلى أنفسنا أو تصورنا أننا نحن العالم .. أو وحدنا في العالم .. وأننا نستطيع أن نفعل كل شيء بأنفسنا دون حاجة إلى أحد غيرنا.

< كل عام وأنتم بخير.. وفي هذا العام الهجري الجديد لا نريد أن نقول إن العرف والعادات والتقاليد والنظام والقانون .. كل ذلك لا يتفق مع الذي حدث لجمعية ردفان الخيرية .. فالديمقراطية تتنافى مع إغلاق أو تجميد نشاط هذه الجمعية بسبب أنها أرادت (الصلح) .. وهذا في حد ذاته هدف نبيل .. فالصلح خير.. وليس من حق أي فرد أن يعتقد أنه على حق وأن الجماعة أو الجمعية أو المجتمع غلطان.

< أطلقوا الحرية للناس إذا أرادوا أن يتفاهموا أو يتعايشوا أو (يتصالحوا) ولا تعكروا عليهم صفو هذا التسامح والمصالحة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى