> موسكو «الأيام» ميج كلوثيار :

وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي
وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي
التقى امس الاثنين في العاصمة موسكو مسؤولون من روسيا وايران لمناقشة حل وسط ربما يمثل اخر فرصة لنزع فتيل الخلاف الدائر حول البرنامج النووي الايراني قبل ان تسعى الحكومات الغربية الى فرض عقوبات على طهران.

وتعرض موسكو تخصيب اليورانيوم الذي تحتاجه ايران لمحطات الطاقة النووية في الاراضي الروسية وهو ترتيب يساعد على تخفيف حدة المخاوف الدولية من احتمال ان تستخدم طهران هذه المادة في صنع قنابل.

ولم تسلط الاضواء على الزيارة ولم يحضر اي مسؤول روسي الى مطار شرميتييفو بموسكو لاستقبال الوفد الايراني الذي يرأسه علي حسين تاش وهو نائب لرئيس المجلس الاعلى للامن القومي في ايران.

ولم يترك ذلك وايضا تصريحات المسؤولين الكثير من الامل في تحقيق انفراجة,واوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه لا ينتظر الكثير من محادثات موسكو لكنه وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه سيبذل قصارى جهده للاستفادة منها.

ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن لافروف قوله خلال اجتماع معتاد مع الرئيس الروسي "بصراحة نشعر بتحفظ ازاء نتائج المحادثات المحتملة.

"لكننا سنبذل كل الجهد حتى لا يسوء الموقف او يتطور الى استخدام القوة."

ومن جانبه قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي امس الاثنين ان بلاده تحتفظ بحق مواصلة الانشطة النووية الخاصة بالبحث والتطوير حتى لو قبلت الاقتراح الروسي الخاص بتخصيب اليورانيوم لصالحها.

وقال متقي في بيان صحفي في بروكسل حيث يجتمع مع مسؤولين من الاتحاد الاوروبي "اذا توصلنا الى نوع من الحل الوسط...(بشأن الاقتراح الروسي) سنواصل استعداداتنا من حيث نحن الان. اي ان ادارة الابحاث ستواصل نشاطها."

ويجري اعضاء الوفد الايراني في موسكو محادثات مع مسؤولين من مجلس الامن الروسي ووكالة الطاقة النووية (روساتوم).

وتريد روسيا من طهران الالتزام بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم قبل بدء مشروع مشترك لمد ايران بالوقود لمحطات الطاقة النووية.

والفكرة وراء الاقتراح الروسي هي انه اذا خصبت روسيا اليورانيوم لحساب ايران فسيكون بامكانها ضمان ان الوقود لن يخصب الا لمستوى ملائم لمحطات الطاقة لا للدرجة الاعلى المطلوبة لصنع قنبلة نووية.

ونقلت تاس عن مسؤول رفيع بالخارجية الروسية قوله قبل بدء المحادثات "نعتزم ان نحث زملاءنا الايرانيين على استئناف تعليق الانشطة النووية".

لكن رئيس الوفد الايراني اوضح انه غير مستعد للقبول بشروط وقال "محادثاتنا مع المسؤولين الروس غير مشروطة. لن نتراجع بوصة واحدة عن حقنا الواضح (في التكنولوجيا النووية)."

وتجرى محادثات موسكو في اجتماع مغلق. وقالت تاس ان فالنتين سوبوليف نائب امين مجلس الامن الذي يرأسه بوتين سيرأس الوفد الروسي.

وقالت صحيفة جازيتا الروسية "الجانبان سيبحثان في الاغلب قضايا فنية مثل عدد المشاركين في المشروع وامكنة تخصيب اليورانيوم,كل هذه قضايا هامة لكنها ليست ذات اولوية كبرى."

وذكرت الصحيفة ان موسكو تعلق الامل على زيارة يقوم بها في وقت لاحق من الاسبوع سيرجي كيرينكو رئيس الوكالة النووية الروسية (روساتوم).

وايدت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا الخطة الروسية ولكن دبلوماسيين غربيين ابدوا في احاديث خاصة تشككهم في قبول طهران لها.

وتقول ايران ان من حقوقها السيادية تنفيذ دورة وقود نووي كاملة على اراضيها ولكنها مستعدة لسماع المزيد عن الخطة الروسية,ويقول دبلوماسيون غربيون انهم يعتقدون ان طهران تبقي العرض الروسي على الطاولة لكسب الوقت.

وقال دبلوماسي من دول الاتحاد الاوروبي الثلاث طلب عدم نشر اسمه لرويترز "انه مجرد تمويه. لا نرى ان الايرانيين جادون بشأن هذا الاقتراح."

وسيوجه المسؤولون الاوروبيون نداء جديدا لايران كي توقف الانشطة النووية الحساسة خلال زيارة وزير الخارجية الايراني لبروكسل امس الاثنين .

وابلغ متقي الصحفيين في مطار مهراباد الايراني بطهران امس الاول الاحد انه متفائل بشأن المحادثات.

وقال "اننا على استعداد لسماع اي خطة جديدة.. شريطة الحفاظ على حق ايران في تخصيب اليورانيوم."

ودعت دول في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى احالة الخلاف الايراني لمجلس الامن الدولي بحلول السادس من مارس اذار,ويملك المجلس الذي تملك روسيا فيه حق النقض (الفيتو) سلطة فرض عقوبات.

وتريد روسيا حماية علاقاتها التجارية والدبلوماسية الوثيقة مع ايران حيث يساعد المهندسون الروس في بناء اول مفاعل للطاقة النووية في ايران في ميناء بوشهر المطل على الخليج.

وتقول روسيا انها مصممة مثل الجميع على منع زعماء ايران المتشددين من الحصول على سلاح نووي ودعت ايران الى استئناف تعليق لعمليات التخصيب.

وبدأت ايران في عملية تغذية اجهزة التخصيب بالطرد المركزي بغاز اليورانيوم على نطاق محدود بعد توقف دام عامين ونصف.

وفي الوقت الذي لا يفصل بين حدود البلدين سوى 165 كيلومترا يقول مسؤولون روس ان موسكو لن تشعر بالارتياح ان تكون على مقربة من ايران نووية ولكنهم اضافوا انهم مقتنعون بان العقوبات ليست هي الرد.