> هونج كونج/ دبي «الأيام» توني مونرو ودايان كاندابا:

صورة من الارشيف لمدينة سنغافورة ومينائها
ويقول بعض مراقبي السوق ان من المنتظر ان تصعد البورصات الآسيوية بفضل تدفق ثروة النفط اذ توقع معهد التمويل الدولي ان يشتري مستثمرون من الشرق الاوسط اصولا خارجية تزيد قيمتها عن 360 مليار دولار خلال عامي 2005 و2006. وقال شاه الرئيس الاقليمي لقسم ادارة الثروات العالمية في مجموعة سيتي جروب في الشرق الاوسط "تسعى شخصيات بل حكومات في الشرق الاوسط لتنويع (استثمارتها) ومن الطبيعي ان تتجه حيث يوجد فرص هائلة." وفي السابق كانت اموال الخليج النفطية تستثمر محليا وفي اصول غربية مثل اذون الخزانة الامريكية والعقارات في لندن.
ولا تزال هذه الاسواق تجتذب ثروة النفط غير انه يعتقد ان آسيا تمنح فرصا أفضل من حيث القيمة بعد ان سجلت اسواق الاسهم والعقارات في الخليج ارتفاعا حادا منذ عام 2002. كما يعتقد ان آسيا اكثر ملاءمة لثروة الشرق الاوسط من الغرب وذلك في اعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
واخيرا فإن اغراء آسيا يرجع لارتباط اسواقها بالدولار او اقتفائها أثره وهو العملة التي تجري بها التعاملات العالمية على النفط.
وقال شايليش داش رئيس ادارة الاصول الاستراتيجية في شركة بيت الاستثمار العالمي ومقرها الكويت "الكثير من صناديق الاستثمار الخليجية سواء كانت حكومية او خاصة تنشط في آسيا وبصفة خاصة في الصين والهند. هذا ما رأيناه خلال الاشهر الستة إلى التسعة الماضية." واجتذبت ثروة الشرق الاوسط الانظار عالميا وكان ابرز ما حققته فوز شركة دبي العالمية للموانئ بعقد قيمته 6.8 مليار دولار لشراء شركة بي.اند او. لادارة الموانئ ومقرها بريطانيا بعد معركة مع شركة بي.اس.ايه السنغافورية للاستحواذ على الشركة البريطانية.
وفي آسيا سلطت الاضواء على هيئات الاستثمار في أبوظبي والكويت بعد أن تردد سعيهما لشراء حصة في البنك الصناعي والتجاري الصيني بقيمة مليار دولار.
وقال مسؤول يعمل في إدارة الثروات في دبي وطلب عدم نشر اسمه إنه يرى استثمارات ضخمة في آسيا إذ يتجه مستثمرون لاسواق الاسهم في سنغافورة والهند وماليزيا بينما يتجه من يرغبون في شراء عقارات لجنوب شرق آسيا.
وأضاف "هناك سببان. الاول النمو هناك وثانيا.. لا أريد أن أبالغ في أهمية المناخ الامني بعد هجمات 11 سبتمبر ولكنه عامل ايضا." ولتلبية الطلب تطور شركات الخدمات المالية والعقارية منتجات تركز على آسيا وتتفق مع الشريعة الإسلامية. وتتنافس ماليزيا وسنغافورة على مسمى مركز عالمي للتمويل الإسلامي.
وفي العام الماضي اقامت كابيتال لاند سنغافورة اول مشروع عقاري إسلامي مشترك مع بنك اركابيتا البحرين لاستثمار 300 مليون دولار في مساكن مؤجرة في اليابان.
وتنوي الشركة عرض منتجات لها صلة بالعقارات تتفق مع الشريعة الإسلامية بقيمة 500 مليون دولار خلال العاملين المقبلين.
وقال محمد عبد الحليم بن احمد العضو المنتدب في كابيتال لاند امانة "نعلق آمالا كبرى على منطقة شرق آسيا لأنها مألوفة جغرافيا لمستثمري الشرق الاوسط وهناك انسجام متزايد مع القواعد الشريعة في المنطقة." ولم يقتصر الامر على كابيتال لاند أكبر شركة عقارية في جنوب شرق آسيا.
ففي العام الماضي أسس بيت التمويل الكويتي صندوقا راسماله 600 مليون دولار مع مجموعة باسيفيك ستار في سنغافورة للاستثمار في العقارات في آسيا بينما انضم بنك شامل البحريني في العام نفسه لمجموعة (سي.اي.تي.اي.سي) التي تسيطر عليها بكين لاقامة صندوق إسلامي برأس مال مئة مليون دولار للاستثمار في العقارات في الصين.
وتقول كابيتال لاند ان حجم السوق المالية الإسلامية العالمية يقدر بحوالي 300 مليار دولار وانها نمت في الآونة الاخيرة بما يصل إلى 30 بالمئة سنويا.
وذكر عبد الحليم بن أحمد "نتوقع ان يصل اجمالي حجم التمويل الإسلامي لاكثر من تريليون دولار أمريكي اذا تم تلبية الطلب الكامن."
كما تجتذب البنية التحتية الآسيوية ثروات النفط.وقد خصصت شركة المخازن العمومية مليار دولار للاستثمار في كل من الصين والهند.
وصرح طارق سلطان العضو المنتدب لرويترز "نعمل في اسواق هامة مثل الصين والهند حيث لا يوجد حد للاموال التي يمكن استثمارها في البنية التحتية." وفي الشهر الماضي افتتحت شركة دبي العالمية للموانئ ميناء في كوريا الجنوبية تكلف 1.6 مليار دولار وسيكون من اكبر موانئ العالم عند استكماله في عام 2009 وتبحث الشركة عن فرص في الهند.
وذكر سلطان احمد بن سليم رئيس مجلس ادارة الشركة لرويترز "ندرس الهند كجزء مهم من استراتيجيتنا في آسيا." وقال مسؤول كبير ببنك عالمي انه قدم طلبا للحصول على ترخيص مصرفي بالسعودية. وصرح لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "السبب الرئيسي للتقدم بطلب حصول على ترخيص في السعودية استغلال فرص محتملة لصفقات اندماج وتملك هناك." وتابع "يهتم مستثمرون سعوديون بشكل خاص بفرص في السوق الآسيوية. زيارة الملك عبد الله الاخيرة تبرز هذا الاهتمام الذي سيتركز أساسا على البتروكيماويات." واتفقت الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) ومصفاة سينوبك الصينية على استئناف محادثات لبناء مجمع للايثيلين في الصين بعد زيارة العاهل السعودي في يناير الماضي.
وقالت شركة استثمار ومقرها دبي انها تريد استثمار ما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار عالميا في 2006 وانها تدرس القطاعات العقارية والمالية والاستهلاكية في الصين.
وقال ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي للشركة "نرى فرصا هائلة في الصين ولكن الاستثمار كان عشوائيا حتى الآن. ستكون لدينا استراتيجية في الصين في عام 2006 بكل تأكيد." رويترز