الروابط بين التعليم والثقافة

> «الأيام» فؤاد قاسم الكيدمي /الضالع - اليجع

> لا شك أن التعليم مرتبط بالثقافة إلا أن العلاقة بين التعليم والثقافة ليست تكاملية، والتوأمة بينهما لا تعدو كونها فكرة إنسانية مخلصة دون أن تكون حقيقية أو واقعية، ولا أريد هنا أن أدخل في متاهة تجريد وصف الثقافة أو التجرؤ على وضع تعريف شامل لها لأن ذلك يزيد من جدلية الموضوع ويضيف تعقيدات جديدة للروابط الفعلية بين التعليم والثقافة.

كانت الضرورات الماسة والأخطار المخيفة من أهم المبررات التي حدت بالإنسان القديم إلى تعلم وسائل حماية نفسه والدفاع عن وجوده وتأمين مصادر معيشته وقوته ضد الأخطار العديدة التي أحاطت به من كل جانب سواء أكان مصدرها الطبيعة أم الحيوانات الأخرى أم الإنسان ضد أخيه الإنسان، وقد أثبت العلم أنه كان للإنسان ثقافة تلائمه وكانت لديه وسائل وأدوات يستخدمها في حياته، ويستعين بها على معايشه دون أن تكون لديه مراجع أو منشورات تحذيرية أو مدارس أكاديمية أو مهنية أو سياسية أو دينية أو عقائدية أو أيديولوجية.

وقد شهدت سياسات التعليم في وطننا العربي تغييرات وتبديلات ليس فقط في المناهج والنشاطات اللا منهجية بل أيضاً في تدريب المعلمين وتنمية قدراتهم في التعامل مع المناهج ومع الطلبة، ومع ذلك فإن الانتقادات الحادة مازالت توجه إلى هذه السياسات في كل بلد عربي ومثل هذه الحالة ليست فريدة ولا تخص السياسات التعليمية وحدها وإنما حتى السياسات التنموية، إذ أن الثقافة المعاصرة تشترط أن يكون الإنسان متعلماً ومع توفر الحوافز يتمكن هذا المتعلم من المشاركة في المشروعات الثقافية المرتبطة بحاجات مجتمعه واحتياجات تنميته وتطويره وتوطين القدرة الثقافية الإنتاجية والمنتجة، حيث تواجه المسألة الثقافية في مجتمعاتنا العربية مأزقاً حاداً في قدرة المثقفين والمفكرين على التأثير في السياسات العامة للدولة للانتقال من مرحلة البناء الثقافي العام إلى مرحلة بناء الثقافات التخصصية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى