> لاهاي «الأيام» سيسيل وولشارتس :

مؤيدون للرئيس السابق ميلوشيفيتش يتظاهرون امام مكتب الحزب الاشتراكي يوم امس
مؤيدون للرئيس السابق ميلوشيفيتش يتظاهرون امام مكتب الحزب الاشتراكي يوم امس
رفضت المدعية العامة في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي امس الاحد التعليق على فرضية ان يكون الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش توفي مسموما، واصفة الخبر بانه "شائعة"،الا انها لم تستبعد فرضية الانتحار.

وكان احد محامي ميلوشيفيتش، زدينكو تومانوفيتش، قال في وقت سابق ان ميلوشيفيتش كتب عشية العثور عليه متوفى في سجنه، في رسالة موجهة الى السفارة الروسية،"يريدون تسميمي".

وقد قام تومانوفيتش بترجمة الرسالة امام الصحافيين امس الاحد في لاهاي,وجاء في الرسالة ايضا "انا قلق جدا"، مشيرا الى ان تحاليل دم اجريت له في 12 كانون الثاني/يناير نقلت محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة نتائجها اليه في اذار/مارس,وقد كشفت التحاليل وجود جرعة عالية من دواء يستخدم في علاج الجذام او السل,ورفضت ديل بونتي المشاركة في هذا الجدل.

وقالت في مؤتمر صحافي "انا لا اعلق على شائعات التسميم. علينا الان انتظار نتائج التشريح".

واعلن رئيس محكمة الجزاء الدولية القاضي الايطالي فوستو بوكار ان اطباء هولنديين سيبدأون الاحد بتشريح جثة سلوبودان ميلوشيفيتش الذي عثر عليه ميتا امس الاول في زنزانته في سجن تابع للامم المتحدة في لاهاي.

ويشارك طبيب شرعي في هذه التحاليل,وامرت المحكمة ايضا بتحليل لتبين ما اذا كان ميلوشيفيتش توفي مسموما.

وحملت عائلة ميلوشيفيتش وحلفاؤه السياسيون محكمة الجزاء الدولية مسؤولية وفاة الرئيس السابق الذي كان يعاني من مشاكل في القلب والشرايين منذ زمن طويل.

ورفض القضاة في شباط/فبراير طلبه الذهاب الى موسكو لتلقي العلاج، معتبرين انه قد لا يعود وانه يعالج بشكل جيد في لاهاي.

وقالت ديل بونتي "يمكن ان يستغرق التشريح اربع الى خمس ساعات,موضحة ان التحاليل الخاصة باحتمال الوفاة بالسم ستستغرق وقتا اكثر.

وتساءلت ديل بونتي في حديث نشرته صحيفة "لا ريبوبليكا" امس الاحد "ربما يكون قد وجه الينا تحديه الاخير. فهل يكون انتحر؟".

وقالت للصحافيين الاحد "شعوري بالنظر الى المتابعة الطبية التي كان يحظى بها سلوبودان ميلوشيفيتش (...) انه لا يوجد امامنا احتمال سوى الوفاة الطبيعية او الانتحار".

وذكرت المدعية بان رئيس صرب كرواتيا السابق ميلان بابيتش انتحر في زنزانته وان معتقل الامم المتحدة في لاهاي شهد ايضا حالات انتحار اخرى.

واسفت كارلا ديل بونتي لموت ميلوشيفيتش (64 عاما) من "وجهة نظر العدالة".

ورات المدعية ان التفسير الممكن لاحتمال اقدام ميلوشيفيتش على الانتحار هو انه لم يكن لديه سوى اربعين ساعة قبل ان يبدأ الدفاع في محاكمته التي بدأت في 12 شباط/فبراير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية وجرائم ابادة.

وقالت "بعد ذلك كنت ساقدم مرافعتي لتنتهي القضية قبل الصيف,وحسب تقديراتي،كانت ستنتهي بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وربما اراد تجنب كل ذلك".

وقالت انها "شديدة الغضب" لما حدث، مضيفة "انني شديدة الاسف لان وفاة ميلوشيفيتش تحرم الضحايا من العدالة التي يحتاجون اليها والتي يستحقونها".

وتابعت "بدا لي من المستحيل ان تذهب كل هذه السنوات من العمل والطاقة والتحقيقات الدقيقة والتغلب المستمر على العقبات ادراج الرياح. في لحظة ضاع كل شيء,ولم تعد هناك محاكمة لميلوشيفيتش".

وخلصت المدعية "بصفتي مدعية عامة ادركت انني لن استطيع انهاء اهم قضية في حياتي. ست سنوات ونصف من العمل المضني ذهبت هباء. وبصفتي ممثلة لالاف الضحايا الذين يطالبون بالعدالة منذ سنوات اجد نفسي خاوية الوفاض. موت ميلوشيفيتش يعتبر بالنسبة لي فشلا تاما".

وتم تخصيص 466 ساعة لجلسات محاكمة ميلوشيفيتش وتم الاستماع الى 295 شاهدا وتقديم حوالى خمسة الاف وثيقة.

وقالت ان موت ميلوشيفيتش يزيد من ضرورة اعتقال القادة السياسيين والعسكريين السابقين لصرب البوسنة راتكو ملاديتش ورادوفان كارادجيتش الفارين منذ وجهت محكمة الجزاء الدولية الاتهام اليهما بالابادة في 1995، ومن الطابع الملح لاحالتهم الى العدالة.(أ.ف.ب)