مع الأيــام..العابثون واللاهون بأعراض الناس وأموالهم

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
إن ما يثير العجب في هذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين أن نتحدث عن الهجمة الصليبية والصهيونية في حين أن بعض المسلمين وشعبنا منهم ضحايا هجمات من قبل بعض أبناء جلدتهم ونحن أهل أفضل الرسل والرسالات، فهذا عز من قائل يقول في محكم كتابه:{إنما المؤمنون إخوة}، ويقول: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ويقول :{ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}.

هذا الحبيب المصطفى يوصينا: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» ويقول: «والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه»، ويقول: «المسلمون كالبنيان يشد بعضه بعضاً وكالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وفي حجة الوداع يوم النحر، العاشر من ذي الحجة في السنة العاشرة بـ (منى) سأل الصحابة أثناءها قائلاً: «أتدرون أي يومكم هذا؟ أتدرون أي شهركم هذا؟ أتدرون أي بلدكم هذا؟» فأجابوه: الله ورسوله أعلم، فقال لهم صلوات ربي وسلامه عليه: «إن الله حرَّم عليكم دماءكم وأعراضكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا وفي بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟» رددها مراراً.

أُذكر العُصاة العُتاة الشُقاة بحديث الحبيب المصطفى: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال:«من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى».

بين يدي أوراق لو اطلع عليها أولو الألباب لصعقتهم مضامينها ولرأيت الناس سكارى وما هم بسكارى. إنها أوراق محورها السكن، الذي أوى رب أسرة عقوداً من الزمن ويجد نفسه بين غمضة عين والتفاتتها خارج أبوابه بفعل لف ودوران بين بلاطجة من أمنيين ومحامين، ورأيت سكناً آخر لأسرة هي المالكة الشرعية بعقد ملكية (حجة) صادرة من السلطنة اللحجية وتجد تلك الأسرة نفسها خارج البيت لأن مسؤولاً شرطوياً نصَّب نفسه محل القضاء ليملك من لا حق له عقاراً أصحابه الشرعيون خارجه.

أقول للعابثين :

إن الله سبحانه وتعالى كرم «السكن» في مواضع عدة من كتابه الحكيم منها :

1- {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} إبراهيم: 73.

2- {فقلت يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً} الأعراف: 19.

3- {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} القصص: 73.

4- {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها} الروم: 12.

اتقوا الله في الأسر الكريمة وساعدوا على لم الشمل فلا يصح أن تتصدع العلاقات بين زوجين من أسرتين كريمتين، لأن العلاقة توصف بـ «الرباط المقدس» فحثوا على رأب الصدع ولكل من الزوجين استحقاقات على الآخر، فلا يجوز أن يؤخذ الزوج والزوجة لحماً ويرمى أو ترمى عظاماً.

نعم لتدخلكم إذا كان أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر، أما إذا كان تدخلكم للتفريق بين زوجين وتشريد أطفالهما ليعيشوا تحت جناح واحد وإن الله سبحانه وتعالى لا ينظر يوم القيامة إلى من ساعد على تفريق زوجين.

نسال الله الهداية لنا جميعاً ونسأله تعالى أن يفتح بيننا وبين قومنا إنه خير الفاتحين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى