ذكرياتي مع د.محمود سعيد مدحي

> «الأيام» عميد/علي منصور فضل البيضاء

> لقد أرغمتني ذكرياتي أن أذكر نبذة بسيطة عن شخصية بارزة وحكيمة، وهي شخصية د. محمود سعيد مدحي، ومن خلال اطلاعي على سيرته وذلك أثناء التحاقي كمنتدب من وزارة الدفاع إلى وزارة التجارة والتموين في عام 1976م، حين تم تعييني ضابطا إداريا، ثم مديرا إداريا وماليا، وكان د. محمود آنذاك وزيراً للتجارة والتموين.

ولد د. محمود سعيد مدحي في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت في أسرة متواضعة ومستورة الحال، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه بمدينة سيئون وقد ساعده الحظ أن يتلقى تعليمه الجامعي في المملكة المتحدة بجامعة أكسفورد في مجال الاقتصاد والتجارة، ونال البكالريوس والماجستير والدكتوراه من جامعة أكسفورد البريطانية، وفور تخرجه من الدراسة العليا عمل نائباً لوزير المالية، بعد ذلك عُين وزيراًَ للتجارة والتموين ونظرا لإخلاصه عُين وزيراً للمالية، وكانت النقود الورقية منها الدينار يظهر فيها اسمه وتوقيعه، وأثناء تواجدي معه كضابط إداري في وزارة التجارة والتموين طيلة ثلاث سنوات كان ملماً جداً بضوابط الإدارة وكان يعطي لي الإرشادات والنصائح العملية والإدارية حيث أنه يملك الذكاء والإخلاص للوطن وحب العمل الدائم، وكان أول من يصل إلى الوزارة وآخر من يعود إلى المنزل، وبعض الأيام يعمل في مكتبه إلى وقت متأخر من الليل، إضافة إلى ذلك كانت لديه معرفة كاملة بجميع موظفي وزارة التجارة والتموين (جميع أسماء ومهن جميع العمال والموظفين).

وكان بعيداً عن الكبرياء وخلوقاً مع الصغير والكبير محباً للوطن ولجميع الناس ويكره الإضرار بالآخرين ويحب العمل للمصلحة العامة.

ودارت الأيام والسنون فلم أجد د. محمود سعيد مدحي منذ أكثر من 26 عاماً، ولكن سمعت بأنه كان عضواً في مجلس النواب بعد الوحدة مباشرة، أما في هذه الأيام فلم أسمع عن د. محمود مدحي أنه يحتل أي منصب حكومي.

ومما لا شك فيه وبدون مبالغة أن عدم إدارة هذه الشخصية لأي عمل كونه خبيراً اقتصادياً وإدارياً يعتبر خسارة فادحة لهذا الوطن.

وفي الأخير نتمنى للدكتور محمود سعيد مدحي العمر الطويل والصحة الدائمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى