تقرير خليجي يؤكد فشل خطة التأهيل الاقتصادي لليمن

> «الأيام» عن «الصحوة نت»:

> قال تقرير خليجي صدر هذا الأسبوع إن الخطة العشرية لتأهيل اليمن اقتصاديا بهدف الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن تحقق أهدافها المرسومة في ظل الفوارق الكبيرة بين الطرفين، داعيا إلى قيام حوار عميق وأكثر شفافية لتقليل الفوارق بين الجانبين.

ويشير التقرير إلى الخطة التي تقدمت بها الحكومة اليمنية للمجلس لتأهيل اقتصاد اليمن بدعم من دول مجلس التعاون لدفع عملية التنمية وإصلاح البنى التحتية وتأهيل القوى البشرية كي يستطيع اليمن من خلالها "سد الفجوة الاقتصادية" بينه وبين بقية دول المجلس مما يؤهله للانضمام إلى عضوية المجلس، وهي الخطة التي اتخذ بناءً عليها قرار خليجي بإنشاء لجنة فنية من وزارات المالية في دول المجلس ووزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية والأمانة العامة لمجلس التعاون بالاستعانة بالجهات المالية الدولية لإعداد الدراسات اللازمة لتحديد الاحتياجات التنموية لليمن وتحويلها إلى خطة عمل وفق برنامج استثماري حتى العام 2015، بتكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليار دولار.

وحسب التقرير الذي أصدره مركز الإمارات للدراسات الأسبوع الماضي فإن المحور الاقتصادي هو أضعف الحلقات التي تحول دون انضمام اليمن إلى دول المجلس، حيث ان هناك مشكلات أمنية وسياسية وأيديولوجية واجتماعية أكثر تعقيدا، وأكثر حساسية من الملف الاقتصادي بكل أبعاده وتبعاته.

ومع ذلك يقول ان خطة "سد الفجوة الاقتصادية" بين اليمن ودول المجلس من خلال استثمارات مالية ثابتة تصل إلى 40 مليار دولار خلال عشر سنوات، لا يمكن أن تقارب الفجوة الاقتصادية المتنامية بطبيعتها بين الجانبين لسبب رئيسي هو أن اقتصادات الدول الخليجية تتحرك حاليا بمعدلات نمو كبيرة هي الأعلى في المنطقة بفضل ما يتاح لها من إيرادات مالية ضخمة وفرص استثمارية ضخمة، غير متاحة لليمن بالقدر نفسه على الأقل في ظل ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية مؤخرا.

ويرى التقرير أن الفجوة الاقتصادية بين الجانبين تظل في اتساع مستمر، فبينما تتمتع دول الخليج، بصفة عامة، بأعلى مستويات دخل للفرد في العالم، إذ إن متوسط دخل الفرد الخليجي يزيد على 13500 ألف دولار، وفي أبوظبي وحدها يزيد هذا المتوسط على 46 ألف دولار، فإن 42 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر.

بينما يبلغ متوسط دخل الفرد اليمني نحو 510 دولارات فقط، أي ما يقل عن 4 بالمائة من دخل نظيره الخليجي، يضاف إلى هذا الفارق الشاسع بين الجانبين معدلات بطالة مرتفعة جدا في اليمن تصل إلى 22 بالمائة، ومستويات أمية تقدر بنحو 50 بالمائة، وهي من بين أعلى المعدلات في المنطقة العربية.

ويقول التقرير ان هذه صورة مختصرة عن حال الفوارق الاجتماعية والاقتصادية التي تفصل بين اليمن ودول الخليج، وهي فوارق يصعب تجاوزها خلال السنوات العشر التي تستهدفها خطة تأهيل اليمن و"سد الفجوة الاقتصادية" بينه وبين بقية دول المجلس.

وشدد المركز على أن المطلوب لتأهيل اليمن أكبر من خطة اقتصادية عشرية قد تنعش الاقتصاد اليمني كثيرا، ولكنها بأي حال لن تضعه على قدم المساواة مع أي من الاقتصادات الخليجية الستة، أو على الأقل تؤهله للانضمام إلى منظومة "مجلس التعاون".

إذ إن انضمام اليمن إلى هذه المنظومة ـ حسب قوله ـ قضية ذات أبعاد معقدة ومتداخلة بعضها يرتبط بالأوضاع الداخلية اليمنية سواء في شقها الإيجابي و السلبي، والبعض الآخر يرتبط بخصوصية دول مجلس التعاون، وتماثل أنظمتها السياسية والأمنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تختلف في جوانب كثيرة عن اليمن، وهذا يتطلب الشروع بإقامة حوار عميق وأكثر شفافية لتقليل الفوارق بين الجانبين للوصول إلى أعلى مستوى ممكن من النجاح في تحقيق المصالح الذاتية بكل طرف، وترسيخ الثقة وإزالة المخاوف التي ترتهن بها آفاق المستقبل في تطوير العلاقات بين الطرفين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى