> باريس «الأيام» سيلفي بريان :

اشتباكات بين قوات الامن الفرنسية ومتظاهرين
اشتباكات بين قوات الامن الفرنسية ومتظاهرين
مع الغاء محاضرات وارجاء امتحانات، يخشى الطلاب الاجانب في باريس من انعكاسات النزاع حول عقد العمل على دراستهم في الوقت الذي تحاول فيه فرنسا تحسين صورتها على صعيد التعليم.

وفي المدينة الجامعية الدولية بباريس التي يقطن فيها طلاب من كل انحاء العالم،تثير موجة الغضب الفرنسية على عقد العمل الاول قلقا متزايدا مع حديث بعض الاساتذة عن ارجاء الامتحانات الى الخريف.

وفاليري روسو جاءت من كيبيك لاعداد اطروحة في تاريخ الفنون، واصيبت بخوف شديد لدى علمها بان محاضراتها في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية التي احتلت وتعرضت للتخريب خلال الحوادث الاخيرة، قد يتم الغاؤها حتى العودة من العطلة الصيفية.

وتقول "ادرس في فرنسا في اطار تبادل جامعي وعلي ان اعود هذا الصيف الى كيبيك،لم يكن واردا بالنسبة الي ان ارجع الى باريس في الخريف".

ورغم علمها اخيرا بالغاء محاضرة واحدة لها، تعتبر ان "حرمان المرء من الدروس امر يثير الاحباط".

وفاليري في عامها الثالث والثلاثين، وحيال عجزها عن متابعة تخصصها، قد تضطر الى "تلقي الدروس في بريطانيا اذا اجبرت على اعادتها".

اما البلجيكية كاتيا تورفس فخسرت محاضراتها في مادة الاقتصاد في السوربون، وهي لا تخفي انزعاجها من حركة اعتراض تعتبرها "غير ديموقراطية الى حد كبير" وتقول "لم تحصل جمعية عمومية حقيقية لاعلان هذا الاضراب".

ورغم انه يتفهم استياء الطلاب الفرنسيين، يرى الطالب الفيتنامي هايغوان نغوين (28 عاما) الذي يتخصص في المعلوماتية ان "هذا الامر استغرق وقتا طويلا".

ولا تزال ستون جامعة من اصل 84 في فرنسا مقفلة احيانا منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، من جانب رافضي عقد الوظيفة الاولى الذين يرون انه يزيد عدم الاستقرار الوظيفي.

وحذر مؤتمر رؤساء الجامعات في رسالة وجهها الاسبوع الفائت الى الرئيس جاك شيراك من ان الحركة الطالبية التي استغلها مثيرو الشغب "تؤثر سلبا على سمعة مؤسساتنا وقدرتنا على اجتذاب (...) الطلاب الاجانب".

وسمعة المؤسسات التعليمية الفرنسية سجلت اصلا تراجعا، خصوصا على صعيد العلوم والاقتصاد، فالجامعة الفرنسية الاولى (باريس 6-جوسيو) احتلت عام 2005 المرتبة السادسة والاربعين في "تصنيف شنغهاي" السنوي الذي له صدى دولي واسع.

ولاستعادة مكانتها، قررت فرنسا العام الماضي انشاء "مدرسة الاقتصاد في باريس" على غرار مدرسة لندن، وتامل تاليا اجتذاب المزيد من الطلاب الاجانب علما انها تحتل المرتبة الرابعة في هذا الحقل بعد الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا.

ويرى بيار ايمانويل لانفان (26 عاما) الطالب البلجيكي الذي جذبته ثقافة باريس وطابعها العالمي، ان موجة الاعتراض على عقد الوظيفة الاولى لن تحدث مزيدا من التشويه في صورة فرنسا "لان ذلك حدث فعلا".

ويضيف هذا الطالب الذي يتخصص في تاريخ التراث ان "الفرنسي كان في اذهاننا يعتمر قبعة ويتابط الباغيت (رغيف الخبز الفرنسي التقليدي)، لكنه سيصبح قريبا شابا يرتدي معطفا ويحمل عصا بيسبول".

لكن الايراني قاسم شيري (27 عاما) الذي يعد دكتوراه في ادارة الاعمال يرصد باهتمام اختبار القوة بين الشارع والسلطة "رغم تاثيره السلبي جدا على الدروس"، ويعلق "لو حدث هذا الامر عندنا (في ايران) لانتهى منذ وقت طويل".

ولا يعتقد شيري ان هذه الحركة ستدفع الطلاب الى عدم التوجه لفرنسا، لان "هذه الاعتراضات تتلاءم مع صورة فرنسا".(أ.ف.ب)