«دملان»: موسوعة في رواية

> «الأيام» د. معن عبدالباري قاسم:

>
حبيب سروري
حبيب سروري
كنت قد كتبت مقدمة لقراءتي لرواية دملان للمهندس والأديب البرفسور حبيب سروري في «الأيام» الغراء العدد (4706) ، والتي تناولت فيها قضية النضج التخصصي عند المشتغلين بالعلوم الطبيعية والطب.

أما في مقالتي هنا فإنني سأكتفي بالاشارة الدالة المرجعية لحجم المعلوماتية والعرض الموسوعي للرواية وفقا لما سمحت به قراءتي المتواضعة والسريعة من التركيز عليه بالفرز والرصد فيما اجتهد المؤلف (البرفسور حبيب) من سرده للكثير من المعلومات متعددة الموضوعات ثقافية، فنية، علمية، اجتماعية وجغرافية.. الخ عكست ثقافته وسعة اطلاعه ودقة طرحه وهو بحق ما يكسب الرواية صفة الموسوعية، وذلك بالتسلسل التالي:

1- ثقافة جغرافية:

في الصفحات الأولى يعرفنا بأن «لودو لاجيري- احدى أهم قمم جبال الهملايا الأربعة عشر» وأن «جبال الافرست ترتفع نحو 90 كم عن سطح البحر» (ص- 13).

2- ثقافة بعلم الحيوان:

«الياك حيوان مجتر، يسمى الغطاس أو القوقاس أو الحشتاء» (ص- 14).

3- ثقافة نباتية:

يورد لنا المؤلف شيئا عن نباتات المناطق الاستوائية من «أشجار البهارات الزكية مثل القرنفل، الزنجبيل، القرفة، الهيل، الفلفل، الكمون، النارجيل والاناناس» (ص- 17).

4- ثقافة الانتربولوجيا (علم الإنسان):

حيث يفيدنا بأن «مهد البشرية.. منذ ثلاثة مليون سنة في وادي اولدوناي، السيد زينجان تربوس بوساي، أقدم إنسان وجد هيكله حتى الآن.. في متحف نيروبي» (ص- 23).

«قبائل الماساي التي تعيش على نفس هذا المنوال منذ قرون بعيدة.. تمارس وحدها ذلك النمط من الحياة. تقتصر مهمة رجل الماساي فيها على اختيار موقع بناء قرية محصنة له ولنسائه وأطفاله، فيما يقمن هن بما تبقى من العمل» (ص-37).

5- ثقافة فلكية:

«أحد أعوام البروج..«عام الثعبان» الذي يتبع «عام التنين» في بروج الصين» (ص- 33).

6- ثقافة صيدلانية:

«النامس.. لا تفيد ضده أقراص عقاقير النيفاكين ولا البالورين ولا حتى اللاريام» (ص-33).

7- ثقافة رياضية (تسلق جبال):

«جورج مالوري الرحالة الانجليزي ورفيقه، اندرو ايرفاين توفيا في عام 1924م، بسبب أعاصير الهملايا العاتية، بعد وصولهما المحتمل إلى قمة الافرست..» وأن «الرحالة النيوزيلندي ادموند هيلاري، ورفيقه النيبالي تنزنج سربا (أول من وضع قدميهما فوق رأس العالم في عام 1953)» (ص-19).

8- ثقافة في السياسية، الفن، الأدب:

نقتطف أسماء لامعة في السياسة والعلم والفن مثل: جيفارا، اينشاتين، ميتران (ص- 54) دالي بيكاسو، تشاجال (ص-284)، أدباء وفلاسفة عرب مثل احلام مستغانمي، اودنيس، صنع الله إبراهيم، عبدالرحمن منيف، علي المقري، محمد شكري، غادة السمان، صادق جلال العظم، توفيق الحكيم (ص-433) ممثلين: الفس برسلي، أحمد رمزي (ص-54). أفلام القمة في السبعينات عربيا وعالميا، عاطفيا وسياسيا مثل: أبي فوق الشجرة لنادية لطفي وعبدالحليم حافظ (ص- 52) «احلام الملوك» لانتوني كوين، وفلم «Z» الذي اخرجه كوستا جافراس، الفلم الراقص «البال» لمخرجه الايطالي اتورسكولا (ص -55)، كذلك التعريف بمؤسسات يمنية كمؤسسة العفيف الثقافية وموسوعتها «الموسوعة اليمنية» (ص-38).

9- ثقافة اطباق المأكولات:

وفيه أنواع المأكولات اليمنية: «شفوت، كبسة، بنت الصحن، صفائح الخبز الرطب على طريقة المخابز، فطائر المقصقص، شاهي عدن بالحليب والهيل والجوز» (ص-40) وأخرى غيرها: «تكون من شرائح العصافير المقلية، موضوعة على قطيفة من مربى التين الذي تتخلله خيوط من زيت الزيتون. تبل الطبق بـ «كشمبر» خاص: نتف من «السيبوليت» (نوع لذيذ راق من الكرات الرفيع)، أضفى عليه مذاقا هجميا لذيذا. تناولناه مع شرائح مشوية من الخبز المرصع بلب الجوز (القعقع). رافق ذلك طبق ساخن شهي من نفس ذلك الخبز المشوي المفروش بقطائف من جبن «ازرق مدينة بريس» (بلو دي بريس) الفرنسي.. رافق الاطباق كأس مثلح من عصائر المشمش التخين اطازج، وكأس شاهي عدني ملبن فني الاعداد يفتح النفس من الصباح الباكر» (ص-442).

10- ثقافة الموسيقى:

يعرفنا الكاتب بتاريخ الموسيقى الالكترونية: «انطلقت بدايات الموسيقى الالكترونية.. من المصانع المهجورة في مدينة ديترويت في امريكا في عام 1989م لترج اصداؤها في اوروبا التي كانت ميدان انطلاقتها الكبرى»(ص-342). كذلك بعض أنواع الموسيقى مثل: «الجاز، بلوز، روك» (ص-346).

11- ثقافة سيارات:

يتعلق بعض الناس بهواية اقتناء السيارات وتعبر عن نزعة للحركة والانتقال والارتباط بالتكنولوجيا والآلات من جانب وتعكس في الوقت نفسه درجة من الانتماء الطبقي الراقي: «كانت سيارة ارستقراطية، مكشوفة السقف من طراز (فورد موستنج 1964) التي أعيد خلقها مؤخرا تحت رغبة الأثرياء والفنانين من هواة تجميع السيارات الـ «ريترو» النادرة» (ص-442).

12- ثقافية دينية:

قراءة السيرة الذاتية للبرفسور حبيب تعطينا فكرة جلية عن منشئه الديني من أسرة ترجع أصولها الى ما يعرف بالسادة ولهذا حتما سنجده مسكونا بالهاجس الديني وتطرزت سطور روايته دملان بتلك التعابير والايحاءات الدينية من تأملية وتفلسف الصوفية الى الانتقادات في بعض الاحيان لظاهرة الاغتراب والتسيس الديني في الحياة اليومية المعاصرة من وجهة نظر السلفيين (ص: 10، 21، 39، 48، 70، 384، 361، 366، 368، 372، 434، 437).

13- ثقافة البحث العلمي:

بصمات الخصوصية المهنية للمؤلف كمشتغل بالبحث العلمي انعكست بشكل واضح في الرواية «كان حينها وسط اجتماع سنوي لمسؤلي فرق الابحاث في مختبره العلمي التابع للمركز الوطني للابحاث. يناقش الاجتماع ميزانية المختبر ويوزع ملايين الفرنكات على الفرق حسب مهاراتها في عـرض وتبرير مشاريعها واحتياجاتها».

أستاذ علم النفس المشارك كلية الطب جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى