عالم من الكذب والنفاق

> «الأيام» سعد أحمد السوائي

> يعرف النفاق بأنه إظهار المرء خلاف ما يبطنه من القول والفعل، وتتسم أفعاله بالتناقض مع أقواله فيظهر من القول أحسنه ويبطن من النوايا أخبثها، ولا تتوقف صفة النفاق عند التحكم بعلاقة الأفراد مع بعضهم البعض بل تجتاح جميع التكوينات البشرية بدءاً بالفرد مع نظيره ومروراً بالمجاميع من التكتلات البشرية كالأحزاب والمنظمات والسلطة والمعارضة وصولاً إلى التحكم بعلاقة الدول مع بعضها البعض فيما يعرف بالنفاق العالمي.

ويسعى كل فرد إلى مرضاة الآخرين بالنفاق والمجاملة فيصفه بما ليس فيه من الصدق والنزاهة وغيرها من الصفات الحميدة، مع أنه غير مقتنع بما يقول من الداخل ولكن فقط باللسان.

الأحزاب أيضاً لا يمكنها أن تمارس نشاطها إلا من خلال طقوس مألوفة من النفاق، في النهار تسعى للتقرب من الجماهير بالصراخ بهمومها وآلامها بغرض الحصول على ولائها، وبالليل تحث الخطى إلى قصور السلطة للفوز بالعطايا والهبات.

وعلى نطاق واسع تمارس الدول سياسية النفاق في علاقاتها مع بعضها البعض ويظهر ذلك جلياً أثناء الحروب، حيث تظهر تعاطفها، ووقوفها إلى جانب الطرف المعتدى عليه في العلن وتبطن عمالتها للطرف المعتدي فتوفر له كل التسهيلات اللازمة في حربه مع الطرف الآخر - سراً بالطبع - خصوصاً إذا كان أحد طرفي الحرب ذا إمكانات هائلة وقادراً على حسم المعركة لصالحه.

وهكذا يظل النفاق يتحكم في علاقات البشر أفراداً ومجموعات ودولاً ليصبحوا عالماً من النفاق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى