علي خلفية الذكرى العاشرة لوفاة محمد عمر الكاف (20/4/1996- 20/4/2006م) ماذا نريد من هذه الذكرى؟

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الخميس، المصادف 20 أبريل 2006م هو يوم اكتمال العقد الأول على وفاة الأستاذ المحامي محمد عمر حسن الكاف في مدينة عدن، وكان وقع خبر وفاته صاعقاً في أوساط دائرته الاجتماعية الواسعة بعد حياة حافلة بالكفاح والتحصيل العلمي والعطاء السياسي والحزبي والاجتماعي الإنساني والمهني وتجسد حضوره في قلوب الناس في الجنازة التي شيعها محبوه الذين تقاطروا من مختلف الجهات الأصلية والفرعية.

الراحل الكبير محمد عمر حسن الكاف من مواليد مدينة العلم تريم بحضرموت عام 1934م. رسم القدر مسيرة الراحل الكبير وقدر لها أن تكون ملحمية، وكانت بدايتها عندما غادر مسقط رأسه تريم وهو في الحادية عشرة من عمره في طريقه إلى دمشق مع زملائه وأصدقاء عمره علي بن عقيل وعوض بامطرف وكرامة سليمان وعقيل بن يحيى وتكفلت بهم «جمعية الاخوة والمعاونة» بتريم التي أسسها ابن تريم العلامة المؤرخ والأديب والمصلح الاجتماعي السيد محمد بن أحمد عمر الشاطري - رحمه الله.

لم يلتحق الراحل الكبير محمد عمر الكاف بكلية الحقوق بجامعة دمشق، طالباً منتظماً بل منتسباً بعد معاناة الجمعية الخيرية عجزاً مالياً، فاشتغل مدرساً في القرداحة باللاذقية لفترة قصيرة ثم انتقل بعد ذلك إلى الكويت للعمل مدرساً ويغادر مع نهاية كل عام دراسي إلى دمشق للجلوس لامتحانات كلية الحقوق. وعاد إلى بلاده في نهاية عام 1960م وشمر عن ساعده مرة أخرى للرحيل إلى بريطانيا ومكث هناك مدة عامين ونصف للتحضير والجلوس لامتحانات شهادة المعادلة، وعاد من بريطانيا عام 1963م حاملاً معه المؤهل البريطاني المعادل لبكالوريوس الحقوق من جامعة دمشق.

التحق بعد عودته بإدارة المعارف، التابعة للدولة الكثيرية وشارك في التدريس بمدرسة النهضة الأهلية وعمل بعد ذلك مساعداً للمسؤول الإداري لسكرتارية الدولة في سيئون.

انتقل محمد عمر الكاف إلى عدن عام 1968م بطلب من وزير العدل للعمل في مكتب المدعي العام بعدن وكان منتدباً من السودان. تدرج الكاف في مجال الوظيفة، من مستشار قانوني إلى مستشار قانوني أول، فمُدَّعٍ عام بالوكالة عام 1970م فرئيس للمكتب الجنائي والمدني ثم عمل رئيساً لمكتب الصياغة والمشورة القانونية حتى عام 1979م، حيث عين نائباً للمدعي العام للجمهورية برتبة نائب وزير وقطع الكاف كل ذلك المشوار بمحض كفاءته لأن ولاءه الحزبي لم يكن لحركة القوميين العرب بل لحزب البعث العربي الاشتراكي، حيث أطّره صديقه علي عقيل بن يحيى في الكويت أثناء مرحلة الدراسة والتدريس.

أعير محمد عمر الكاف لمجلس وزراء الداخلية العرب في العام 1982م حيث عمل أميناً عاماً مساعداً للمجلس خلال الفترة من 16ديسمبر 1982م وحتى 31 مايو 1986م وسلم جواز سفره الدبلوماسي لسفارة اليمن الديمقراطية واستبدله بجواز عادي وانتقل إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث يقيم أخوه المهندس عبدالله وعمل مستشاراً قانونياً في وزارة العدل الإماراتية حتى العام 1991م، حين عاد إلى أرض الوطن مارس مهنة المحاماة حتى فاضت روحه الطاهرة في 20 أبريل 1996 وهي الروح التي وصفتها هالة عبدالرحمن الكاف في قصيدتها «إليك يا عماه»:

روح تفيض حباً وحناناً وعطاء

روح تزهو بنكران الذات

لم ترحل عنا

بل سافرت بعيداً عن دنيا الترهات

فهذا ليس زمنك

أنت من زمن آت

أردنا أن نذكر من خلال هذه المناسبة بالآتي:

أن الراحل الكبير محمد عمر الكاف تجاوز القبيلة والوطن وسار في ركاب التيار القومي العربي وشارك آخرين في تشكيل الخلايا السرية.

أن الراحل الكبير أسس مع الأستاذ علي عقيل -رحمه الله- بيت الطالب الحضرمي في الكويت الذي آوى كل الطلاب الحضارم الوافدين للدراسة.

أن الراحل الكبير شارك في وفد مع الأستاذ أحمد القحوم بزيارة بعض دول الخليج طلباً للمساعدة بتقديم المنح الدراسية للطلاب الحضارم.

أن الراحل الكبير استغل منصبه في الدولة الكثيرية لينشط مع آخرين من الخيرين في توفير المياه والكهرباء للسكان.

أن الراحل الكبير جند مكتبه القانوني لخدمة القادرين وغير القادرين ويصل الأمر إلى حد إعفاء غير القادر من الدفع.

أن الراحل الكبير ناصر السكان من أجل حماية متنفساتهم وحدائق أطفالهم وزار أقسام الشرطة دفاعاً عن حقوق السكان البيئية.

أن الراحل الكبير ناضل من أجل مبادئه وقيمه النبيلة التي لم يفرط بها أبداً وظل متشبثاً بها بأسنانه ونواجذه.

نتوخى أن تنظم نقابة المحامين وفعاليات المجتمع المدني الأخرى حلقات نقاشية عن مناقب الراحل الكبير محمد عمر الكاف - رحمه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى