فرية بلا مرية

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي /المعلا - عدن

> شاع لدى بعض القراء والمثقفين مقالة تقول: «إن الاسلام انتشر بالسيف» هذه المقالة المفتراة روج لها بعض المستشرقين الحاقدين على الإسلام وأهله، وأرادوا بذلك تسميم العقول، وتضليل المدارك، وتعمية السبل، وقلب الحقائق بإبراز الكذب والفرى صداً عن دين الاسلام الذي أخذ بمحاسن عقيدته وشرائعه مجامع قلوب الناس فانبعثوا داخلين فيه افواجاً طائعين.

وليس الشأن في المستشرقين، وإنما في مثقفينا الذين تكدرت مشاربهم واستنقعت مصادر التلقي عندهم، بحيث صاروا لا يميزون بين غث وسمين، وحسبنا لدحض هذه الفرية المأفوكة التذكير بأصل أصيل انفرد به الاسلام، وطبقه سلفنا الصالح في فتوحاتهم الاسلامية، جاء هذا الاصل في قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} البقرة 256، ثم ألم ينه النبي - صلى الله عليه وسلم - قادة جيوشه وجنوده عن قتل الاطفال والنساء والشيوخ والرهبان في الحرب؟

أليس في تاريخنا الاسلامي شعوب وأمم بقيت في ظل دولة الاسلام على دينها وسعدت بعدله وسماحته بما لم تجده في غيره؟.. وما لبثت أن دخلت في الدين الجديد. ولماذا بقيت الشعوب مسلمة في آسيا الوسطى والهند والسّند وجنوب أوروبا والبلقان وشمال افريقيا وجنوبها بعد سقوط الخلافة الاسلامية؟.. وبماذا نشر البحارة الحضارم الاسلام في جنوب آسيا؟ أبالسيف والمدفع أم بأخلاق الإسلام وتعاليمه المعقولة؟.. بل لم يعرف التاريح مثالا تظهر فيه قوة تأثير دين المغلوب في الغالب، ليدخل الغالب في دين المغلوب طواعية، كما حصل من التتار المغول أثناء اجتياحهم العالم الاسلامي وكانت النتيجة دخول التتريين الأشداء في دين الله افواجا، فيا له من دين لو كان له رجال!!.. وما أصدق ما قاله غوستاف لوبون: «ما عرف التاريخ دينا سمحا كالإسلام، ولا فاتحين متسامحين كالمسلمين».

فيا بني الاسلام، اعرفوا دينكم وتعلموه واعملوا به واعتزوا به وانشروه في الآفاق، يكن لكم النصر والتمكين، قال تعالى : {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتمُّ نوره ولو كره الكافرون} (الصف/8).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى