ضغوط كثيفة على توني بلير لكي يحدد موعدا لتنحيه عن السلطة

> لندن «الأيام» ادريان كروفت و بيار لوزور:

>
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
تكثفت الضغوط أمس السبت على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لكي يحدد بدون تأخير سبل وموعد استقالته من منصبه وذلك بعد التعديل الحكومي الواسع النطاق والمفاجئ الذي اجراه أمس الأول.

ويأمل بلير بالتصدي لمنتقديه وإظهار قدرته على الحسم كي ينهي استياء متزايدا بين اعضاء البرلمان من حزب العمال بسبب ما يرون أنه غياب للتوجه لدى الحكومة ولإزالة الانطباع بأن الحكومة على الطريق الذي يقودها لنهايتها.

لكن الهزيمة في انتخابات الخميس قد تدفع المزيد من اعضاء البرلمان من حزب العمال إلى النظر إلى بلير باعتباره عقبة انتخابية مما يؤدي إلى قدر أكبر من التمرد في البرلمان وتزايد الدعوات المطالبة بتنحيته.

ويحاول نواب عماليون جمع تواقيع خمس نواب حزب العمال على عريضة لتحدي رئيس الوزراء وبالتالي فرض تصويت يمكن ان يهدد موقعه في قيادة الحزب الحاكم.

مارجريت بيكت
مارجريت بيكت
ودعا الوزير السابق اندرو سميث علنا رئيس الوزراء البريطاني الى تحديد موعد انتقال هادئ في السلطة في " 10 دوانينغ ستريت" المقر التقليدي لاقامة رئيس الوزراء البريطاني قائلا انه "من الافضل حصول ذلك في اسرع وقت ممكن".

واعتبرت الصحافة البريطانية ان رئيس الوزراء البريطاني في وضع يائس، مشيرة الى انه يناضل من اجل الاحتفاظ بمركزه في مواجهة معارضة متزايدة.

واشارت كل الصحف، سواء المتخصصة بالاعمال مثل "ذي فايننشال تايمز" او "ذي صن" الصحيفة الشعبية، الى ان زعيم حزب العمال لم يتردد من اجل ذلك، في طرد وزير داخليته تشارلز كلارك، وفي سحب وزارة الخارجية من جاك سترو لاعطائه منصبا اقل اهمية.

وكان جاك سترو وزير الخارجية من أبرز ضحايا التعديل الوزاري بينما احتفظ جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء بمنصبه رغم أنه كان موضع سخرية وسائل الإعلام لتورطه في فضيحة جنسية مع سكرتيرته لكنه فقد الكثير من سلطاته.

كمـا عدلت مناصـب وزاريـة اساسيـة.

جون بريسكوت
جون بريسكوت
وقال جون كورتيس استاذ العلوم السياسية بجامعة ستراثكلايد "حقيقة أنه قرر اجراء تعديل في حكومته علامة مؤكدة على أنه ينوي البقاء لفترة." وقال بيتر كيلنر من مؤسسة "يوجوف" لاستطلاع الرأي "طموح (بلير) الكبير... هو تنفيذ إصلاح القطاع العام وهذا هو الفريق الذي سيفعل ذلك." لكن التعديل الوزاري قد لا يرضي وزير المالية جوردون براون الذي يتوق لخلافة بلير. وحث براون حزب العمال أمس الأول الجمعة على تجديد نفسه والتركيز على قضايا جديدة تهم الناخبين.

وتتزايد الضغوط على بلير كي يحدد موعدا لتسليم القيادة لبراون.

ويرى عدد من المراقبين ان التعديلات الجديدة تستهدف اساسا وزير المالية البريطاني غوردن براون الخلف المحتمل لبلير في منصبه.

واحاط بلير نفسه بمعاونين اوفياء له منهم مارغريت بيكيت المرأة الاكثر نفوذا في وزارة الخارجية البريطانية مستبعدا مؤيدي براون الذين لا يترددون في وصف التعديلات الحكومية الاخيرة "بإعلان حرب" اذ لم تتم استشارة وزير المالية البريطاني قبل اجرائها.

وجاء صعود وزير التربية الجديد الان جونسون الذي يتمتع بدعم بلير ليزيد من مصداقية هذه التحليلات اذ يمكن ان يشكل عقبة اساسية على طريق براون الى رئاسة الحكومة البريطانية.

كما احكم بلير قبضته على حزب العمال حيث عين احدى المقربات منه هايزل بليرز رئيسة للحزب موكلا اليها مهمة "اعادة النظر في فروع الحزب وفي جذوره"ومن المقرر ان يلتقي بلير وبراون في نهاية الاسبوع الحالي على ان يعقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحافيا في بداية الاسبوع المقبل.

جاك سترو
جاك سترو
بيد ان بلير الذي احتفل أمس السبت بعيد ميلاده الـ 53 وبالذكرى الاولى لولايته الثالثة على رأس الحكومة البريطانية ابلغ بوضوح انه ليس بوارد التنازل عن منصبه على المدى القريب وبالتأكيد ليس قبل عام 2007 او 2008 موعد المؤتمرات العمالية.

واعيد انتخاب بلير للمرة الثالثة عام 2005. واكد انه سيمارس مهامه لـ"ولاية كاملة" بالرغم من انه لن يقدم ترشيحه للمرة الرابعة.

وتأتي هذه التطورات السياسية بعيد اعلان النتائج الكارثية لحزب العمال في الانتخابات المحلية الاخيرة. وخسر الحزب حوالي 300 من مقاعد المجالس المحلية كما فقد سيطرته على عدد من المدن الكبرى وعلى غالبية مجالس الاحياء في لندن بما في ذلك تلك التي كانت تعتبر بمثابة معاقل للعماليين.

وزادت هذه النتائج من رصيد الرئيس الشاب للمعارضة دافيد كاميرون.

واستعاد المحافظون مصداقيتهم كقوة تتمتع بتأييد شريحة واسعة من الناخبين بعد ان حصدوا 40% من اصواتهم رغم انهم لم يتمكنوا من تحقيق نتائج بارزة في شمال بريطانيا وخصوصا في مانشستر ونيوكاسل.

وهز هجوم بلير المضاد مع اجرائه اكبر تعديل حكومي عرفته البلاد منذ 9 سنوات الاوساط السياسية والاعلامية في بريطانيا.

تشارلز كلارك
تشارلز كلارك
لكن الصحافة لم تخفف حملتها ضد نائب رئيس الحكومة جون بريسكوت الذي تصدرت اخباره الصحف قبل عشرة ايام مع انفضاح امر علاقة اقامها خارج اطار الزواج مع سكرتيرته.

وتوقفت عناوين الصحافة الشعبية البريطانية عند ابقاء بريسكوت في الحكومة محتفظا بلقبه وبالفوائد التي يدرها عليه على صعيد السكن والسيارات والعلاج وان كان جرد من اي مسؤولية وزارية. وجاء فيها انه في ما يتعلق ببلير فإن "قضية بريسكوت" لم تنته بعد.

وتعبر الحكومة الجديدة بعد التعديلات عن توازن دقيق بين الوزراء الموالين لبلير والوزراء المقربين لبراون. فوزير الدفاع الجديد ديس براون كان الرجل الثاني بوزارة الخزانة.

وقال نيك براون عضو البرلمان عن حزب العمال والوزير السابق وهو حليف لوزير الخزانة لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس الأول الجمعة "لا بد الآن من تصحيح أي شيء فعلناه جعل الناس تظن أننا نخبة متواطئة فقدت صلتها بالناس الذين نسعى لتمثيلهم."

كما يتعين على حزب العمال أيضا أن يتعامل مع الاستياء في أوساط مؤيديه من الطبقة العاملة في مناطق الحضر الذي أدى إلى خسارته 11 مقعدا من مقاعد مجلس بلدية إحدى المناطق في شرق لندن لصالح الحزب القومي البريطاني اليميني المتطرف الذي يخوض الانتخابات ببرنامج متشدد معاد للمهاجرين.رويترز/ا.ف.ب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى