كاميرا هاتف نقال صورت جريمة قتل الزميلة أطوار

> «الأيام» عن «الجزيرة نت»:

>
الفقيدة اطوار
الفقيدة اطوار
حتى معايير القسوة الشديدة التي عرف بها العنف في العراق، فإن مقتل مراسلة قناة العربية - والجزيرة سابقا- أطوار بهجت قد تجاوزها بكل المعاني,فالشريط الذي حصلت عليه صنداي تايمز وصور بكاميرا هاتف نقال رصد لحظاتها الأخيرة وهي تذبح ويمثل بها، ويظهر لأول مرة عمل فرق الموت العراقية في الميدان، لكن دون أن يعرف من يقف وراءها، رغم بعض الإشارات المتناقضة.

ومنعت الحواجز في 22 فبراير الماضي الشهيدة أطوار من دخول مسقط رأسها مدينة سامراء لتتابع تفجير مرقد الإمام العسكري، وقد بدا القلق واضحا في آخر تقرير لأطوار.

ما من مغيث
وفي ذلك اليوم اقترب رجلان على متن سيارة من جمع صغير من الناس وسألا عنها، واستغاثت أطوار بمن حولها، لكن ما من مغيث.

وقيل حينها إن أطوار قتلت رميا بالرصاص، مع مصورها وفني الصوت، لكن تبين الآن أن معاناتها كانت فوق ذلك.

بهجت قتلت خلال تغطيتها لتفجير مرقد الإمام العسكري بسامراء (الفرنسية-أرشيف). وتظهر أطوار في الشريط بين يدي رجلين مفتولي العضلات في لباس عسكري، وقد أوثقت يداها خلف ظهرها، وتجمد الدم في وجهها ذعرا، وعندما بدأ التصوير، كانت عيناها قد عصبت بعصابة بيضاء، والدم ينزف من جرح في الجزء الأيسر من الرأس.

من الوريد إلى الوريد
يقترب رجل ضخم بلباس عسكري وجزمة وقلنسوة من أطوار من الوراء ويكمم فمها بيده اليسرى، وقد أمسك في يده اليمني بسكين كبيرة بمقبض أسود وشفرة طولها ثماني إنشات، ويبدأ في ذبحها من الوريد إلى الوريد، وتسمع صرخات أطوار تتعالى فوق صيحات "الله أكبر" التي يرددها حامل الهاتف النقال.

ومع ذلك فليست تلك نهاية أطوار، إذ يأتي رجل آخر يرتدي قميصا أسود ويضع جزمته اليمنى على بطنها ويدفع بقوة ثماني مرات لينزف الدم من جروحها، وهي تحرك رأسها من اليمين إلى اليسار، وحينها فقط يعود ذابحها ليكمل عمله، ويجز الرأس ويلقي به أرضا.

تفاصيل أخرى لم يلتقطها الفيلم، لكن احتفظ بها أحد أصدقاء بهجت لم يشأ ذكر اسمه، متحدثا عن تسعة ثقوب في يدها اليمنى وعشرة في اليسرى، وثقوب في رجليها وسرتها وعينها اليمنى.

إشارات متناقضة
وإذا كانت الملابس التي يرتديها قتلة بهجت هي ملابس الحرس الوطني العراقي فإنها لا تقيم دليلا قاطعا، لأنها قد تكون ملابس مسروقة من أجل التمويه، حسب الصحيفة.

كما أنه رغم أن المصدر الذي زود الصنداي تايمز بالفيلم أكد أن الهاتف عثر عليه مع عنصر من مليشيات "بدر" لقي مصرعه في اشتباك في بغداد، فلا سبيل إلى الجزم بأن المنظمة مسؤولة عن قتلها.

وتواصل الصحيفة "صحيح أنه يحكى في العراق أن المثقاب هو الطريقة المفضلة لدى عناصر بدر لتعذيب ضحاياهم، لكن قطع الرأس يحمل بصمات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

كما أن بدر حمت عائلة أطوار لحظة تشييعها من هجومين، قتل فيهما ثلاثة أشخاص".

وقالت الصنداي تايمز إن كل ما هناك إذن إشارات متناقضة، والأكيد أن الطريقة التي قتلت بها أطوار شهادة على حالة الفوضى التي نزل إليها العراق، وشهادة على أن الانتماء لهذا الفريق أو ذاك لن يحميك، فأطوار كانت شيعية وسنية، في الوقت نفسه، لكنها جمعت في مقتلها عذابات الفريقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى