كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
ليس في بلادنا أتعس من الفقراء والعاطلين عن العمل والمتقاعدين.. وعندما نطالب الدولة بإيجاد الحلول لمكافحة الفقر وتوظيف العاطلين والقضاء على البطالة وإنصاف المتقاعدين وإعادة النظر في معاشاتهم الضئيلة.. وصرف الزيادة التي وعدوهم بها من العام الماضي.. ولم تصرف لهم حتى العالم الحالي.. فهؤلاء ليسوا في حاجة إلى أن يثيروا شفقة أحد عليهم.. هذا ليس ممكناً.. وقلوب المسئولين في الدولة من حجر.. ولن تهتز بالحنان ولن تلين بالعطف عليهم.. وإنما هم يريدون أن يشهدوا العالم على عجز هذه الدولة في مكافحة الفقر والقضاء على البطالة.. والتخلف عن صرف الزيادة للمتقاعدين أكثر من عشرة أشهر من العام الماضي.

< إن الهيكل العشوائي للأجور والمرتبات.. جعل المتقاعدين يشعرون بالوحدة والعزلة والبعد عن كل أحد.. وكأنهم ليسوا جزءاً من هذا المجتمع.. وكما أن في بلادنا مستويات من الفقر والثراء.. وبما أن الفقر يشمل غالبية السكان.. هناك أيضاً مستويات من الشعور بالوحشة والانعزال والانقطاع والانفصال بين المتقاعدين القدامى عن بقية المتقاعدين الجدد حولهم.. فالمتقاعدون القدامى في ناحية.. والمتقاعدون الجدد في ناحية أخرى.. والموظفون في الخدمة صرفت لهم الزيادة التي تتفاوت بين الخمسين والسبعين والمئة ألف ريال. والمتقاعدون القدامى لم يصرف لهم الحد الأدنى من (الزيادة) التي لا تزيد عن عشرين ألف ريال.. على أربع مراحل في أربع سنوات.. بواقع 2500 ريال فقط في العام الواحد.

< إن الدولة رفعت أسعار النفط في العام الماضي.. ووعدت بأن تصرف للموظفين والمتقاعدين زيادة في الأجور والمرتبات توازي هذا الارتفاع في أسعار النفط التي أدت إلى الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها.. والذي نعرفه تماماً أن أي ارتفاع في الأسعار في العالم يتزامن مع الارتفاع في الأجور والمرتبات.. ولكن الذي يحدث في بلادنا دائماً هو العكس.. فالدولة تنفرد بتطبيق (الجرعات) في تنغيص حياة الناس.. جرعة بعد أخرى.. ولا تعير أي اهتمام بهموم المواطنين وهي كثيرة جداً.. ولا تهتم برفع مستواهم المعيشي.. مع أن كل شيء موجود لديها... الثروة تحت الأرض وفوقها.. والمال في خزائنها.. أما الذي ليس عندها فهو التخطيط الصحيح والصدق في الوعود والمبالاة بحياة الناس.

< انظروا إلى الشقاء والبؤس والتعب والتعاسة على وجوه المتقاعدين الواقفين معاً.. والجالسين معاً.. والمنتظرين معاً.. أمام نوافذ البريد.. وكأنهم يطلبون (السحت) من الدولة.. لا حقوقهم في المعاش والزيادة التي طال انتظارهم لها.. وهم بلا حول ولا قوة.. لا يسمع أحدهم الآخر.. أو لا يريد ولا يشعر به.. بالرغم من أنهم قد وقفوا أو جلسوا متجاورين.. ولكن بلا إحساس ولا مشاعر.. فقد فصل جدار البريد أحاسيسهم ومشاعرهم.. بعد أن وجدوا الكذب ولم يجدوا الصدق.. ووجدوا الكراهية ولم يجدوا الحب.

< إن الشعب اليمني يدرك تماماً أن له حقوقاً وعليه واجبات.. والانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحلية قادمة.. ويجب على الدولة أن تفهم جيداً.. أن الشعب اليمني من الصعب أن يقوم بواجباته.. ولن يكون عنده الإحساس والشعور بالمسئولية نحو هذه الواجبات.. إذا لم يكن هناك (بالمقابل) هذا الإحساس لدى الدولة والشعور بالمسئولية نحو الشعب البائس والفقير والجوعان.. فإذا كنتم تريدون منا بأن نقوم بواجباتنا - ونحن ملزمون بذلك - نحو الوطن.. فعليكم أنتم أيضاً أن تدفعوا لنا حقوقنا كاملة.. أنتم تطلبون إلينا تسجيل أسمائنا في قوائم الانتخابات.. والمشاركة في انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية القادمة.. ثم لا تدفعون لنا حقوقنا التي ينص عليها الدستور والنظام والقانون.. (وهذا لا يجوز).

< إن لنا حقوقاً وعلينا واجبات.. فادفعوا لنا حقوقنا.. لكي نقوم بواجباتنا بقلوب (راضية).. وبطون (مليانة)!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى