قصة قصيرة بعنوان (قطرة حياة)

> «الأيام» ميرفت مسعود باذيب /كلية الآداب - قسم علم اجتماع/عدن

> في التلال البعيدة المنعزلة عن العالم وعن الحياة هناك .. خلف تلك التلال.. اعتزلت الدنيا والناس الذين يتسببون في جرحها، ابتعدت عن عالمهم المليء بالغش والخيانة والنفاق، كانت تبحث في تلك التلال الميتة عن الحياة وسط الثلج، الذي يدل على الصفاء، تبحث بساعديها عن زهرة.. عن نبتة.. مازالت تقاوم من أجل الحياة، تنظر بعينيها في الفضاء البعيد الواسع بحثا عن طائر..عن فراشة ..عن ريشة.

هي لم تفقد الأمل..تقول: إنه بين جوانحي. وبعد البحث عن شيء حي تعود في المساء إلى منزلها فتجده كما تركته سكون.. جمود، انتزعت معطفها ورمت بجثتها على سريرها وهي جثة لم يبق منها سوى نبضات بطيئة تكاد تختفي.

هذا هو حالها منذ أن قررت انعزال حياة المدينة المزدحمة التي أضاعت فيها نفسها وهي في ذلك المكان النائي تحاول استعادة نفسها. رأت كل من حولها لا يفهمها.. ولم يدركوا ما بداخلها.. تحاول البوح لهم ولكن رغم ذلك لم يستمعوا لها.

مرت السنون وهي في ذلك المكان الذي تكاد تنعدم فيه الحياة وهي كما هي بصفائها.. نقائها..تبحث عن الإنسانية.. عن البشر..هي تبحث عمن يفهمها ويستشف ما بداخلها.. كل من قابلتهم في حياتها كانت تبحث فيهم عن قطرة حياة.. تبحث عن النفس البشرية عن الصدق والمحبة لكي تزرع الخضرة لحياتها الجافة، التي شارفت على الانتهاء وسط زحام الثلوج.

نعم هو الصراع، إنها لم تفقد الأمل، لأن الناس هم الأمل ولكن كل مرة يقع اختيارها على بشر..هم في هيئة بشر ولكن لم تجد فيهم الإنسانية، لم تجد فيهم قطرة حياة تبل شفتيها الجافتين..فقررت الخروج من زحام تلك التلال البيضاء التي جمدت عيناها حيث لم تر سوى الجفاف والجمود، فقررت أن تجول عالم البشر.. وتبحث فيهم عن الحياة عن الأمل، كانت ترسم وتلون كل من تقابلهم باللون الأخضر، لم تجد بغيتها سوى في الأطفال.

الأطفال نعم هم الأمل، هم الحياة المستقبلية هم الذين وجدت فيهم الصفاء والنقاء والأمل، وجدت فيهم الحياة.. شفاة باسمة وعيون صافية كصفاء السماء، هم من سقوها قطرة الحياة، فلازمتهم ورغبت بالعيش معهم، هم قطرة حياة في شفاهها الجافة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى