خطاب إيران لبوش قد يمنحها مزيدا من الوقت في الأزمة النووية

> الأمم المتحدة «الأيام» كارول جياكومو:

>
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لدى وصوله الى أندونيسيا أمس
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لدى وصوله الى أندونيسيا أمس
قال محللون إن من غير المرجح أن يدفع خطاب بعثه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، واشنطن لإجراء محادثات مع عدوها اللدود ولكن قد يمنح طهران مزيدا من الوقت لمواصلة برنامجها النووي وتحسين موقفها كزعيم اقليمي.

ورفض مسؤولون أمريكيون الخطاب المؤلف من 18 صفحة ووصفوه بأنه حيلة لإبعاد الأنظار عن الخطط النووية لطهران. ولمح الخطاب إلى أن بوش كذب بشأن أسلحة العراق قبل الغزو عام 2003 وشكك في مدى التزام بوش بالتعاليم المسيحية.

ولكن الخطاب حاول أيضا تناول مسألة الخوف في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من القيادة الأمريكية وبدا موجها للإيرانيين وشعوب أخرى بالمنطقة تماما مثل الولايات المتحدة.

وكان هذا هو أول اتصال مباشر يعترف به علنا من رئيس دولة إيراني لرئيس أمريكي منذ قطع واشنطن العلاقات بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 . وأعلنت طهران عن هذا الخطاب يوم الاثنين في الوقت الذي كان يجتمع فيه وزراء خارجية الدول الكبرى بنيويورك لبحث استراتيجية لإقناع إيران بإنهاء برنامجها النووي وهو الهدف الذي لم يتمكنوا من تحقيقه.

ولم يتضح مدى الأثر المحتمل للخطاب على مشاورات الوزراء. وقال دبلوماسيون أوروبيون إن إيران أهدرت فرصة عندما لم تقدم اقتراحا جادا لحل الأزمة النووية.

وقال مايكل روبن من معهد أمريكان انتربرايز في واشنطن "إنها حيلة دعائية."

ولكن وليام سامي وهو خبير في الشؤون الإيرانية براديو الحرية قال إن من النقاط المهمة صدور هذا الخطاب بينما إيران في "موقف قوة" بعد أن خصبت اليورانيوم وشعرت "بأن بإمكانها إملاء بعض الشروط" في الجدل الدائر على المستوى العالمي.

ووصف جون الترمان مدير برامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الخطاب بأنه "مثال تقليدي على تغيير إيران بنود النقاش في الدقائق التي تسبق الموعد المحدد لبدئه."

وأضاف "هذه مناورة إيرانية...إنها تؤدي فقط لإتاحة الخيارات لهم وتتيح لهم وقتا وتحشد التأييد المحلي." وفي الوقت الذي تتحدى فيه إيران المطالب الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم وغيره من الأنشطة النووية الحساسة فإن الكثير من أعضاء الكونجرس والمحللين حثو ا الإدارة على التفاهم مع طهران مباشرة سعيا للتوصل إلى حل دبلوماسي.

ولكن راي تقية وهو خبير في الشؤون الإيرانية بمجلس العلاقات الخارجية قال إن الخطاب عكس "سذاجة فيما يتعلق بكيف تعمل السياسة الخارجية الدولية" ولا يمكن النظر له على أنه "سعي جاد" لإقامة حوار.

وأردف قائلا "لا أتوقع أن يكون خطاب موجه لرئيس ما (الرئيس بوش) يقول إن بلادكم كذبت بشأن العراق تمهيدا للطريق للعلاقات بين البلدين. قد يحدث ضررا." ويرى محللون أن الخطاب يعيد إلى الأذهان خطابا أرسله الزعيم الإيراني الراحل آية الله روح الله خميني عام 1989 للرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف.

وقال شاؤول باكاش الخبير بالشؤون الإيرانية في جامعة جورج ميسون إن خميني أشاد بجورباتشوف لتخليه عن "وثن الشيوعية الزائف" ودعاه لدراسة القرآن للحصول على "الحقائق الكلية الصادقة".

وأضاف باكاش إن خطاب أحمدي نجاد يؤكد كذلك على "الأساس الأخلاقي السامي" الذي يدعو بوش للعودة لمبادئ الأديان السماوية العظيمة مع التلميح بأن بوش خالف التعاليم المسيحية.

ومضى يقول "إنه أمر يروق من حيث المبدأ للرأي العالمي" من خلال "الإدانة الشديدة" لسياسات الإدارة والتي سيكون "لها صدى لدى من يعارضون السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والذين يعتقدون أن أمريكا اتخذت موقفا عدوانيا مبالغا فيه في العلاقات الخارجية."

ولمح الخطاب إلى أن الولايات المتحدة كذبت لتبرير غزو العراق عام 2003 وهي الآن تعاني من العواقب. كما أن الخطاب ينتقد الولايات المتحدة لإساءتها معاملة المحتجزين في قاعدة جوانتانامو بكوبا والسجون السرية الأمريكية في أوروبا وإنفاق مليارات الدولارات في العراق كان من الممكن استخدامها في أغراض أخرى. كما أن الخطاب جدد تساؤلات أحمدي نجاد عن وضع اسرائيل كدولة.وقال الترمان إن كون أن أحمدي نجاد هو الذي بادر بالتطرق للقضية النووية سينظر له في إيران على أنه "دلالة على الزعامة السياسية وكذلك على اهتمام بالغ بالدفاع عن المصالح القومية وكلاهما يجعلانه يبدو في صورة زعيم أفضل." وذكر تقية أن الكثير من العرب السنة في المنطقة تساورهم الريبة إزاء تزايد النفوذ الإيراني ولكن "نظرا لتدني موقف الولايات المتحدة في العالم اليوم فإن خطاب أحمدي نجاد ربما يجعله يبدو أكثر منطقية من الرئيس الأمريكي الذي يبدو متمسكا برأيه في إيران أكثر مما كان في مسألة العراق."رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى