تشومسكي في معتقل الخيام بجنوب لبنان مشبها اياه بمعتقل جوانتانامو

> بيروت «الأيام» ليلى بسام :

>
المفكر الامريكي البارز ناعوم تشومسكي في معتقل الخيام بجنوب لبنان
المفكر الامريكي البارز ناعوم تشومسكي في معتقل الخيام بجنوب لبنان
مكث المفكر الامريكي البارز ناعوم تشومسكي لدقائق في احدى الزنزانات الضيقة بمعتقل الخيام السيء السمعة في جنوب لبنان وشبهه بمعتقل جوانتانامو معتبرا تحرير الجنوب اللبناني انتصارا لكل العالم ضد الظلم.

وفي اطار زيارته الاولى للبنان زار المفكر اليهودي الذي عرف بمناهضته لاسرائيل أمس السبت معتقل الخيام الذي كان شاهدا على عذاب مئات الأسرى والمعتقلين قبل ان تنهي اسرائيل احتلالا دام 22 عاما في عام 2000 تحت ضغط مقاومة مسلحة قادها حزب الله.

وقال تشومسكي وهو من أبرز منتقدي السياسة الامريكية والسياسة الاسرائيلية والمناصر للشعب الفلسطيني "يشرفني ان ازور هذه المنطقة والتقي اناسا كنت اقرأ عنهم لمدة ثلاثين عاما ويمثلون من خلال انجازاتهم البطولية كل تقدير والمقاومة لاي عنف ولاي قوة يجب ان تكون في اي مكان من العالم وهنا لم يكن انتصار فقط لكل اللبنانيين بل لكل الناس في العالم ضد الظلم."

اضاف تشومسكي الذي كان يتجول في زنازين المعتقل وممراته برفقة مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "يشرفني ان اكون في مركز الحدث المميز واتفق معك بأن الشعب اللبناني والشعب الامريكي لديهما نفس المصالح ونفس الهموم ويستطيعان ان يعملا معا لتحقيق الاهداف التي عملتم انتم هنا على تحقيقها."

وأصر تشومسكي على دخول احدى الزنزانات والبقاء مدة قصيرة داخلها مغلقا بابها قبل ان يفتح الباب ويقول "انها لحظات قاسية ومؤلمة داخل هذه الزنزانة فكيف للذي امضى فيها 12 عاما من عمره."

والسجن عبارة عن ثكنة عسكرية صغيرة بناها المستعمر الفرنسي في بداية الاربعينيات على تلة مشرفة على بلدة الخيام من جهة وعلى شمال فلسطين من جهة اخرى فيما تقابلها من الشرق هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ومن الغرب قلعة الشقيف.

واصبحت هذه الثكنة معتقلا سيء الصيت في عام 1985 تديره ميليشيا جيش لبنان الجنوبـي العميلة لاسرائيل وباشراف ضباط اسرائيليين بعد ان اضطرت القوات الاسرائيلية الى اغلاق "معتقل انصار" على الساحل الجنوبي للبنان اثر انسحابها من منطقته.

ومع الانسحاب الاسرائيلي في مايو ايار عام 2000 تقدمت حشود المواطنين اللبنانيين الى ساحة المعتقل وهي تنادي بـاطلاق سراح اولادها فما كان من عناصر ميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتعاملة مع اسرائيل الا ان ركبت آلياتها وفرت مخلفة وراءها السجن والاسرى وادوات التعذيب.

وقال تشومسكي للصحفيين امام آلية اسرائيلية وضعت في باحة المعتقل كان قد غنمها عناصر حزب الله "لقد تأثرت كثيرا بجولتي داخل هذا المعتقل الذي يذكرني بمعتقلات جوانتانامو وغيرها وكنت قد تعرفت على هذا المعتقل منذ العام 1982 بواسطة مقالات تناقلها الاعلام الخارجي عبر الصحف الاسرائيلية".

ودعا تشومسكي الى اطلاق سراح كل الاسرى والمعتقلين من كل السجون الاسرائيلية ومن كل السجون الامريكية قائلا "ليس لاي جيش احتلال الحق باحتجاز اي اسرى او معتقلين ليس فقط لبنانيين بل كل الاسرى في الاجتياحات الجديدة مثل افغانستان والعراق."

وردا على سؤال بشأن خشيته من ردة فعل من الادارة الامريكية جراء زيارته لحزب الله قال "لا اعرف ما هي ردة فعلهم ولا يهمني ذلك وهنا اذكر لكم انني زرت فيتنام اثناء الحرب والتقيت طلابا وتناقشنا بالاوضاع وفي النهاية قالت عني الادارة الامريكية انني عميل واعمل مع العدو والصحافة الامريكية انذاك وايضا الصحافة البريطانية كانت سيئة جدا وصورتني انني امدح الفيتناميين بينما كنت اود التعاطف معهم."

وبينما كان تشومسكي يجول في ارجاء المعتقل كانت طائرة استطلاع اسرائيلية تحلق في سماء المنطقة اذ قال "القوى الامبريالية تفعل ما تريد وما دامت الادارة الامريكية تسمح بذلك فهم سيستمرون."

وقدم الشيخ قاووق للمفكر تشومسكي صورة ترمز الى مقاتلين من حزب الله على ظهر دبابة اسرائيلية غنموها اثناء الانسحاب الاسرائيلي.

كما جال تشومسكي على طول الطريق المحاذية للشريط الحدودي مع الجانب الاسرائيلي وقال للشيخ قاووق مودعا عند مشارف مزارع شبعا المتنازع عليها "اتمنى ان ألتقيك المرة القادمة في مزارع شبعا المحررة."

واشتبك حزب الله والقوات الاسرائيلية مرارا في مزارع شبعا,ويقول لبنان وسوريا انها لبنانية لكن دمشق رفضت ترسيم الحدود في المنطقة.

واحدثت زيارة ناعوم تشومسكي الى لبنان هذا الاسبوع ضجة كبيرة وسط المثقفين والاكاديميين الذين رافقوه بالمئات في محاضراته في الجامعة الامريكية وفي زياراته.

وتشومسكي الذي ولد في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا عام 1928 من أشد المدافعين عن القضايا العربية في الولايات المتحدة ومن أشد منتقدي السياسة الامريكية في الشرق الاوسط ويصف هذه السياسة بأنها "ضالة ومضللة وخادعة وتكيل بمكيالين وقد تؤدي بالعالم الى الدمار الكوني لان الشرق الاوسط من المناطق شديدة الالتهاب في العالم".

ولتشومسكي عدة كتب تنتقد السياسة الامريكية في الشرق الاوسط منها "السلام في الشرق الاوسط" و"مثلث المقادير" و"قراصنة وقياصرة" و"ثقافة الارهاب" و"أوهام ضرورية" والديمقراطية المعوقة". رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى