> استمع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إلى الاتهامات الرسمية التي وجهت إليه بقتل وتعذيب مئات القرويين الشيعة ورفض الرد عليها فيما قال الجيش الامريكي إن طائرة هليكوبتر امريكية اسقطت قرب بغداد خلال عمليات عسكرية اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 41 مسلحا.

لكن هيئة علماء المسلمين وهي الجماعة الدينية الرئيسية للعرب السنة في العراق اتهمت القوات الامريكية أمس بارتكاب "انتهاكات وحشية" وقتل 25 مدنيا.

وقال الجيش الأمريكي إن جنديين قتلا عندما اسقطت الطائرة الهليكوبتر في منطقة اليوسفية وهي معقل للمسلحين خلال عمليات عسكرية برية وجوية شنها الجيش الامريكي على مخابيء المسلحين.

وهذه هي رابع طائرة هليكوبتر امريكية على الاقل يتم اسقاطها في العراق على مدى الاشهر الستة الماضية والثانية في هذه المنطقة في ستة اسابيع.

وفي عمليات منفصلة في بلدة اللطيفية المجاورة يومي السبت والاحد قتلت قوات امريكية 16 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بينهم رجل مطلوب لدوره في اسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية في اليوسفية يوم الاول من ابريل نيسان الماضي.

وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي اللفتنانت كولونيل باري جونسون إن هذه المداهمات كانت جزءا من من عملية ضد "ارهابيين".

واشار بيانان للجيش الامريكي ان عددا من النساء والاطفال "اصيبوا بطريق الخطأ من جراء الشظايا" وانهم عولجوا في موقع الحادث او اجلوا عن موقع الحادث لكنهما لم يشيرا إلى مقتل مدنيين.

وقالت هيئة علماء المسلمين في بيان "نحمل الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الوحشية."

وجاء ذلك فيما يكافح السياسيون تحت ضغوط امريكية لتشكيل حكومة وحدة وطنية سيكون للسنة دور فيها.

ومن ناحية اخرى تلا القاضي رؤوف عبد الرحمن لاول مرة منذ بدء المحاكمة في اكتوبر تشرين الأول الماضي الاتهامات المفصلة الموجهة ضد صدام والتي شملت القتل والتعذيب والاعدام في اعقاب محاولة فاشلة لاغتيال صدام في بلدة الدجيل الشيعية عام 1982.

ورفض صدام الذي حضر الجلسة وهو يرتدي سترة داكنة وقميصا ابيض الاتهامات قائلا إنه يتمتع بالحصانة وإنه لا يزال رئيسا للبلاد.

وقال "هذا الكلام لا يهز شعرة واحدة من رأسي وانما يهمني العراقيين والشعب اكثر مما تهمني نفسي...انا رئيس جمهورية العراق بارادة العراقيين."ورد عليه القاضي قائلا إنه كان رئيسا لكنه لم يعد كذلك,وتتصل هذه القضية بمقتل 148 شيعيا بعد محاولة فاشلة لاغتيال صدام عام 1982 ببلدة الدجيل.

وقال القاضي عبد الرحمن لصدام "اني القاضي (رؤوف رشيد عبد الرحمن)..اتهمك يا (صدام حسين المجيد) بانك عندما كنت تشغل منصب رئيس جمهورية العراق..اصدرت الاوامر إلى الجهات العسكرية والامنية وجهاز المخابرات والجيش الشعبي ومنظمة حزب البعث في الدجيل بشن هجوم منهجي وواسع النطاق بإطلاق النار واستخدام شتى انواع الاسلحة والطائرات المروحية لقتل واعتقال واحتجاز وتعذيب اعداد كبيرة من اهالي الدجيل (رجالا ونساء واطفالا),ثم اصدرت بعد ذلك اوامر بتجريف البساتين وهدم الدور العائدة لهم."

وذكر القاضي ان بعضا من الرجال والنساء الذين اقتادتهم قوات الامن تعرضوا للتعذيب "باستخدام التيار الكهربائي والضرب على الرأس" وان خمسة منهم لقوا حتفهم تحت التعذيب.

وتلا القاضي اسماء 32 شخصا من بين الشيعة المئة وثمانية وأربعين قائلا انهم كانوا تحت سن 18 وبالتالي ما كان يجب اعدامهم بموجب القوانين العراقية التي كانت
مطبقة وقتها والقانون الدولي.

ورفض برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام والمدير السابق للمخابرات الاتهامات التي وجهت له واصفا اياها بانها اكاذيب,وإذا ثبتت إدانة صدام (69 عاما) فسيواجه عقوبة الإعدام.

وتجري كذلك محاكمة سبعة متهمين آخرين في قضية الدجيل وهي الأولى ضمن عدد من القضايا التي قد يواجهها الرئيس المخلوع.

وكان صدام وبرزان وستة متهمين آخرين في قضية الدجيل يواجهون من قبل اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجميعهم إما قالوا انهم غير مذنبين أو رفضوا التعليق على الاتهامات,ويقول مسؤولون قضائيون إن حكما في هذه القضية قد يصدر خلال اشهر وإن كان لن ينفذ إلا بعد الاستئنافات التي لن تنظر إلا بعد نظر عشرات القضايا ضد صدام.

وشنت القوات الأمريكية عدة غارات على مقاتلين في اليوسفية,ويقول الجيش الأمريكي إن مقاتلين منهم أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق استخدموا المنطقة كقاعدة انطلاق لهجمات انتحارية في بغداد.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال الجيش الأمريكي انه عثر على وثائق ونسخة من شريط فيديو للزرقاوي في اليوسفية وقال انه أوشك على الوصول للزرقاوي.

وفي الوقت الذي لم يتبق فيه امام رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي سوى اسبوع واحد من مهلة دستورية لتقديم حكومة ائتلاف موسع تأمل واشنطن ان تجنب البلاد الانزلاق الى حرب اهلية يجاهد الزعماء المتناحرون في العراق للتوصل إلى اتفاق.

والجهود جارية لتشكيل أول حكومة ذات فترة ولاية كاملة منذ الإطاحة بصدام بينما يتصاعد العنف الطائفي مما اثار مخاوف من أن يكون العراق على شفا حرب أهلية.

ولقي 30 شخصا حتفهم في تفجيرات بالعاصمة العراقية بغداد أمس الأول الأحد وادت هجمات طائفية الى تدمير ستة مزارات شيعية في منطقة مختلطة الطوائف شمالي بغداد يوم السبت الماضي.

ولم يصب أحد بسوء في الانفجارات التي دمرت المزارات الصغيرة في منطقة ريفية شمالي بغداد في أحدث موجات الهجمات الطائفية التي تصاعدت بعد تفجير مزار شيعي كبير في سامراء في فبراير شباط الماضي.

وتعوق الخلافات حول السيطرة على وزارات الداخلية والدفاع والنفط الجهود التي يبذلها المالكي لتشكيل حكومة.

واتهم زعماء سنة وزارة الداخلية التي يديرها الشيعة بادارة فرق اعدام وقال المالكي انه سيعين شخصا مستقلا ليس له علاقة بالميليشيات المسلحة لتولي المنصب.

(شارك في التغطية فريدريك داهل في بغداد) رويترز