قوافل المساعدات الانسانية تستفيد من التهدئة الحالية في شمال دارفور

> كوما «الأيام» جويل بسول :

>
قوافل المساعدات الانسانية تصل إلى شمال دارفور
قوافل المساعدات الانسانية تصل إلى شمال دارفور
منذ توقيع اتفاقية السلام اوقف المتمردون في حركة تحرير السودان عملياتهم التي كانوا يهاجمون خلالها قوافل المساعدات الغذائية بين الخرطوم وشمال دارفور وينهبونها,وكانت هذه الهجمات تكثفت الى حد دفع الامم المتحدة الى التهديد نهاية نيسان/ابريل بتعليق عملياتها لنقل المساعدات الى هذه المنطقة.

ويردد سكان القرى الصغيرة الواقعة على الطريق بين الفاشر عاصمة شمال دارفور وكوما البلدة الواقعة على بعد ثمانين كيلومترا شمال شرق هذه المدينة، "الحمد الله الوضع الهادئ".

فقبل اسابيع قليلة كانت هذه الطريق محفوفة بالمخاطر للشاحنات التي تنقل المساعدات الغذائية الضرورية للسكان الذين يعانون من المجاعة.

وهذه الطريق المتعرجة والبعيدة عن مراكز الشرطة هدف مفضل لمقاتلي حركة تحرير السودان لمهاجمة القوافل ونهبها. وكان مقاتلوها يهاجمون الشاحنات التي تسير ببطء شديد وينسحبون بعدها وراء التلال الرملية التي تحيط بها.

وفي نهاية اذار/مارس حاول نحو عشرين رجلا مسلحا على ظهور جمال اعتراض شاحنة لكن سائقها تمكن من الفرار وتوجه الى مركز شرطة الفاشر.

وبدأت عندها القوات الحكومة حملة مطاردة,وخلال معارك عنيفة تواجهت فيها مع الذين يقفون وراء عمليات النهب في منطقة كركرة بين الفاشر وكوما قتل خلالها 14 متمردا وثلاثة عناصر من الشرطة وفق قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في المنطقة.

وبدأت بعض القوافل التنقل برفقة حراسة مسلحة الامر الذي كان ينذر بصدامات دامية اخرى. لكن الهدوء عاد منذ التوقيع في الخامس من ايار/مايو اتفاق سلام بين الحكومة وفصيل من حركة تحرير السودان في هذه المنطقة. ولم يوقع فصيل منشق عن جيش تحرير الوسدان وحركة العدل والمساواة الاتفاق بعد.

ويؤكد اسحق يعقوب من كركرة التي يسكنها نحو ثلاثة الاف نسمة "الوضع هادئ ولم يسجل اي حادث يذكر".

ويتوافد سكان من البلدات المجاورة الى السوق لبيع محاصيلهم الضئيلة من الطماطم المجففة والبصل وبعضم يبيع ايضا الحصص الغذائية التي يوزعها عليهم برنامج الاغذية العالمي.

ويشعر جنود قوة الاتحاد الافريقي الذين اجروا تحقيقا بعد مواجهات اذار/مارس بالارتياح لان الحركة عادت الى السوق بشكل طبيعي.

ويقول ضابط كيني طلب عدم الكشف عن هويته ان "الهجمات على القوافل كانت تطرح مشكلة كبيرة".

ودفع الوضع الامم المتحدة الى التهديد بوقف المساعدات,وقالت المنظمة الدولية في بيان "ما لم تتوقف الهجمات والمضايقات فورا ستضطر الامم المتحدة وشركاؤها الى تعليق كل المساعدات الانسانية في هذه المنطقة".

وتحدثت ايضا عن سرقة آليات تستخدم لنقل المساعدات الانسانية من قبل متمردين "لاهداف عسكرية". وعند مدخل كركرة يشير الضابط الكيني باصبعه الى سيارة جيب متوقفة امام مركز للشرطة موضحا ان "القوات الحكومية استعادت هذه الالية بعدما صادرها المتمردون".

ورفضت حركة تحرير السودان الاتهامات ونسبت الهجمات الى القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها.

ويقول عبدالله جزو رئيس بلدية كوما "منذ توقيع اتفاق السلام اصبحت الطريق سالكة من دون مشاكل".

وعلى الطريق التي تمر بمحاذاة البلدة التي يقطنها خمسون الف نسمة تنقل حوالى عشرين شاحنة وضعت عليها شوادر تحمل شعار برنامج الاغذية العالمي، الاغذية الى الفاشر ونيالى عاصمة جنوب دارفور.

ويقول الضابط الكيني "السائقون يقودون شاحناتهم بشجاعة مئات الكيلومترات بعضهم يأتي احيانا من بور سودان في اقصى شمال شرق البلاد وعليهم ان يحظوا بالامن".

ولا تعكر اي سحابة غبار صفو الافق فوق التلال التي يتحصن وراءها المتمردون في حركة تحرير السودان والتي كانت قبل فترة قصيرة تنذر بهجوم وشيك لهم.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى