مدينة طويلة في دارفور تحولت الى "الفلوجة السودانية"

> السودان «الأيام» جويل باسول :

>
اقليم دارفور
اقليم دارفور
"اهلا بكم في الفلوجة السودانية". بهذه العبارة يستقبل ناشط اجنبي في المجال الانساني الزوار في مدينة طويلة في دارفور غرب السودان التي اصبحت شهيرة شأنها شأن مثيلتها العراقية بالعنف وعدم الاستقرار السائدان فيها.

وبينما اصبحت الفلوجة معروفة بعدما شهدت مقاومة دموية ضد القوات الاميركية،تعاني طويلة من صراعات محلية بين القوات الحكومية والميليشيات الحليفة لها من جهة، والمتمردين المسلحين من جهة ثانية.

ويقول جندي غابوني في قوات الاتحاد الافريقي اثناء قيامه بدورية في المدينة "هنا لا نعرف متى ينشب القتال". وتقع مدينة طويلة على بعد سبعين كيلومترا غرب الفاشر عاصمة شمال دارفور، وسط دائرة جغرافية تجمع كل الاطراف المتنازعة.

ويشير قائد القوات الافريقية الكولونيل بليبو الى ان "متمردي نور موجودون في الغرب ومتمردي ميناوي في الشرق، اما في الجنوب، فهناك منطقة تابعة (لميليشيا) الجنجويد (العربية) في حين ان القوات الحكومية موجودة في الوسط".

ويتزعم عبد الوحيد محمد نور فصيل حركة تحرير السودان الذي يرفض توقيع اتفاق السلام المبرم في الخامس من ايار/مايو بين الفصيل الثاني في الحركة الذي يتزعمه ميني ميناوي والحكومة السودانية حليفة ميليشيا الجنجويد العربية.

ونور من قبيلة الفور التي يشكل السكان المتحدرون منها الغالبية في دارفور وكذلك في طويلة.

ويقول احد وجهاء المدينة الشيخ صديق هارون احمد "في البداية كنا نخاف من هجمات الجنجويد,اما حاليا، فهم ملزمون رسميا باحترام الهدوء. ما نخشاه الآن هو الصدام بين فصيلي حركة تحرير السودان".

ويروي حسين محمد يحيى انه منذ يومين قام انصار لميناوي بقتل رجلين عند مشارف المدينة وسرقة حماريهما. وقد قرر السكان الفرار من المدينة تجنبا للعنف.

ولجأ البعض الى مخيمات المهجرين في الفاشر في حين اقام آخرون مخيما على بعد مئات الامتار من المدينة نفسها. وبعد اشهر، التحق بهم سكان قرى مجاورة.

وتستعيد مدينة طويلة حيويتها نهارا لا سيما ايام السوق. وياتي تجار سودانيون من بلدات مجاورة لبيع التبغ ومحاصيل الذرة البيضاء والماشية. اما في الليل، فتخلو شوارعها الرملية من المارة ويسود السكون في اكواخها بسبب عودة السكان الى المخيمات.

ويقول احمد عبد الرحمن احمد الذي يقيم في مخيم مع افراد عائلته ال18 ان "كل ما نطلبه هو الامن للعودة الى ديارنا".

وفي ظل عدم الاستقرار الذي يسود المنطقة، قامت المنظمات الانسانية الاجنبية بمغادرة المدينة، باستثناء المنظمة السويدية "سيف ذي تشيلدرن" (انقذوا الاطفال) و"ريليف انترناشونال" (منظمة الاغاثة الدولية) اللتين ما زال لديهما مندوبون تساندهم منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

ويقول الكولونيل بليبو ان "المضايقات وعمليات النهب والخطف مستمرة". وغالبا ما تشكل هذه الممارسات السبيل الرئيسي لبقاء المجموعات المسلحة، سواء كانت من الموقعة على اتفاق السلام او لا.

وفي قرية تينا الصغيرة غرب طويلة يشدد "الجنرال" طرادة وهو مسؤول عسكري في فصيل حركة تحرير السودان التابع لنور "لا يمكننا التوقيع على (اتفاق) السلام طالما لم نحصل على حقوقنا".

وتعرضت هذه القرية التي يسيطر عليها الآن هذا الفصيل لهجوم على يد انصار ميناوي في آذار/مارس قبل ان ينسحبوا بعد ثلاثة ايام، فعاد المتمردون الذين يتزعمهم نور الى الاستيلاء على القرية.

ويحيط حراس مسلحون بقاذفات صواريخ ورشاشات كلاشينكوف، وقد ربط بعضهم فرشاة اسنانهم حول عنقهم، ب"الجنرال" طرادة الذي يذكر بمطلبي مجموعته وهما توحيد دارفور والحصول على منصب نائب رئيس السودان. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى