مجلس التنسيق اليمني - السعودي لقاء شاطئ بحر العرب

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
احد اللقاءات الأخوية بين الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز
احد اللقاءات الأخوية بين الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز
انعقاد مجلس التنسيق اليمني - السعودي بحضرموت في الأيام القليلة القادمة يعني الكثير، سيما وأن القضايا والأجندة المطروحة أمام المجلس مهمة جداً للطرفين الجارين، واختيار المكلا هذه المرة مكاناً لانعقاد هذه الدورة في اعتقادي سوف يأتي بنتائج ومقررات مباركة تعم اليمن عموماً وتقوي مبدأ الشراكة بين الشقيقين اللذين يمثلان ثقلاً على المستوى الإقليمي والدولي.

وهذا الانعقاد يأتي بعد انقشاع الغيوم وإزالة ما كان يحسب كمشاكل معقدة أضحت اليوم بفضل أهل الحل والعقد من كلا الطرفين غيوماً مباركة تنذر بأمطار خير وبركة مع تنامي العلاقات وعمقها، متجذرة بين الشعبين والقيادتين منذ الأزل، فالحضرمي انطلق من المكلا ثغر بحر العرب ومخر عباب البحر الأحمر ليرسو في جدة. وكما تذكر الزميل والأديب سالم العبد، في مقالته في «الأيام» الجمعة 19مايو بواخر الهجرة من مناطق الساحل الحضرمي باتجاه المملكة، فإنني شخصياً أتذكر جيداً - رغم صغر سني حينذاك في الستينات من القرن الماضي - السيارات القادمة من السعودية المعروفة والشائع اسمها (بالشروقي) أو (الونيت) وهي تصطف ببطحاء شبام حضرموت حيث يتجمع المسافرون من وادي حضرموت الرئيسي والوديان الفرعية أو الذين يغادرون أثناء موسم الحج على متن سيارة شروقية تنهب الصحراء في العبر وتصل إلى نجران السعودية عبر الرمال الذهبية التي تشكل عنواناً مشتركاً بيننا، ومن نجران السعودية تفد قوافل الجمال بالبضائع وتفرغ حمولتها في شبام أو قعوضة وتعود محملة باتجاه الديار السعودية، كما ذكر ذلك في تقريره عن الحالة السياسية والاقتصادية لحضرموت في الثلاثينات السياسي الإنجليزي هارلد انجرامز.

وهكذا فإن سفينة الصحراء تذهب من حضرموت وتعود من نجران محملة بالخير والمنافع المتبادلة عبر الفيافي والقفار، لذلك فإن سفن البحار تحمل من المكلا الرجال والبضائع نحو جدة التي يأتي تجارها لتحميل بضائع من فرضة عدن أو المكلا وهكذا كانت الشراكة امتزجت فيها مياه البحر ورمال الصحراء بين الأشقاء وهي اليوم أكثر نموا وبوسائل عصرية. وما ذكرته في السطور السابقة ليس إلا نزراً يسيراً من تاريخ علاقات اختزلته في كلمات قصدت بها أن اليمن والسعودية تتمثلان في وحدة واحدة لغة ولهجة، عادات ونخوة عروبية وإن كان ما ذكرته عن علاقة حضرموت من قبل مائة عام بالمملكة قليلاً، إلا انه يعني علاقة تاريخ بجزء من الكل وهذا الكل هو الوطن الكبير، بجزئه الذي يحتضن اللقاء المبارك على الرغم من إيماءات وتأويلات بعض ممن تصور لهم مخيلتهم من هواجس مريضة تجاه حضرموت وأهلها وظن أولئك النفر أن تخرصاتهم سوف تجد قابلية إلا أنها لن يكون لها صدى سواء لمن في قلبه وعقله حسد وصدأ.

اختيار المكلا ليس له إلا تفسير منطقي وعملي يتمثل في هذه المدينة ومثاليتها كمجتمع مدني استوعبت التعامل مع مخرجات التنمية ووجود واقع يؤشر نحو مستقبل يبشر بنمو اقتصادي، ناثراً عطاءاته باتجاه مختلف البقاع اليمنية، فالمكلا يفاخر بها اليمانيون كتأكيد على جدية وتوجهات الدولة والحكومة اليمنية لإيجاد مقدمات المناخ الجاذب لاستثمارات مستقرة، إذ كانت البدايات منذ السنوات الثلاث الماضية عندما رست سفينة المشاريع الكبيرة على شط بحر العرب وتدفق رجال أعمال سعوديون ذوو جذور حضرمية.

أهلاً سمو الأمير سلطان ولي العهد السعودي ومن معك من أمراء ومسئولين وقيادات، مرحباً بالقادمين من أرض طيبة وسهلاً إلى الأرض الطيبة وحيثما نزلتم المكلا وحللتم عدن أو صنعاء فأنتم بين ظهراني أهلكم وأحبائكم، تجتمعون تحت ظلال المحبة ونبحر وإياكم في سفينة واحدة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظهما الله.. أهلاً بكم على ضفاف بحر العرب فالعناق بين القلوب والعقول، أي نعم فإننا سعوديين ويمنيين كطائر يحلق في الآفاق سمواً ورفعة. ولعلي هنا أجدها فرصة لأستذكر حتى الآن منذ زيارتي للشرورة السعودية في نهاية سبتمبر 2003م ضمن الوفد الإعلامي والحكومي لافتتاح منفذي الوديعة السعودي واليمني برمال صحراء الربع الخالي، ففي الكلمات التي تبادلها الأمير مشعل بن سعود، أمير منطقة نجران والمحافظ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت ومما جاء في سياق كلمتيهما، قال الأمير مشعل: «لا أقول لكم زوارنا ولكن أقول أهل الدار في دارهم».

وقال المحافظ هلال: «اليمن والسعودية جناحا الجزيرة العربية ومهد الحضارة».

وكما أن نسمات بحر العرب ستنعش أشقاءنا السعوديين أثناء إقامتهم بالمكلا فإن نسمات اللقاء ستهب على أنحاء اليمن، منعشة التنمية المشتركة بين البلدين الأخوين، فكما التقى كل اليمانيين والأشقاء العرب على شواطئ البحر الأحمر ودرته في الحديدة احتفاءً بعيد الوحدة السادس عشر، يلتقي اليمانيون والسعوديون على شواطئ بحر العرب وحسنائه المكلا.. فدامت لقاءات الفرح على شواطئ ووديان وهضاب وجبال وصحاري اليمن.. وبالحضرمي الفصيح نقول «يا حيا بكم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى