مع الأيــام..مشروع مصنع كابلات عدن

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
دوخة إجراءات ومتابعات انتهت بـ «كش ملك» .. للسلطات كامل الحرية في الحديث عن المكاسب والإنجازات فلها دينها ولنا دين، لأننا لا نعتمد «الفنطزية» مؤشراً للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لأن هذا المؤشر متعدد ومتنوع وتعده منظمات دولية متخصصة ويأخذ اليمن موقعه المتخلف عاماً عن عام، لأن اليمن يعاني من سلسلة معوقات منها «الإدارة» وهي الوجه الآخر للتخطيط، أو قل إن الإدارة والتخطيط وجهان لعملة واحدة، لأن التخطيط هو التفكير في المستقبل والتخطيط هو اتخاذ القرارات والتخطيط هو عملية متكاملة لاتخاذ القرارات، ولذلك نجد أن مرافق الدولة جزر متناثرة متنافرة، كما أن التخطيط هو مجموعة الخطوات الرسمية الهادفة لتحقيق نتيجة محددة من خلال نظام متكامل للقرارات وكل هذه التعريفات غائبة في اليمن، فلا إدارة ولا وجهها الآخر التخطيط وهي حقيقة تؤكدها عشرات القضايا ومنها قضية «مشروع مصنع كابلات عدن» لصاحبه الأخ عمر أحمد الشاطري.

بدأت قضية هذا المسكين (ولا أقول المستثمر) في 13 أغسطس 2002م بمذكرة وجهها عن حسن نية الشيخ محمد عمر بامشموس، رئيس غرفة عدن إلى الأخ طه أحمد غانم، محافظ عدن الأسبق، وحدد فيها رغبة ذلك المسكين بإقامة مشروع استثماري لصناعة الكابلات الكهربائية والهاتفية وعلى مدى أربع سنوات داخ المسكين (104) دوخات قضاها في إجراءات ومتابعات، فهناك رسالة من الأشغال العامة إلى المحافظة وهناك تقرير الأشغال في تحديد أرض المصنع المرفق برسالة الأشغال إلى المحافظ السابق د. يحيى محمد الشعيبي وهناك رسالة من مدير عام مصلحة أراضي وعقارات الدولة في المحافظة إلى مدير فرع الهيئة العامة للبيئة وهناك رد مدير عام فرع الهيئة لصالح المسكين، وهناك نسخة من الضمان البنكي الصادر من فرع بنك اليمن الدولي باسم مصلحة أراضي وعقارات الدولة، التي اشترطت ذلك قبيل تنفيذ المشروع وهناك توجيهات المحافظ السابق، الشعيبي لمدير مصلحة أراضي وعقارات الدولة في المحافظة بتسليم محضر استلام الأرض وهناك توجيه مدير أراضي وعقارات الدولة للمعنيين بالعمل بموجب توجيهات المحافظ.

توقفت الإجراءات بتسليم الأرض فتقدم المسكين إلى المحافظ الجديد، الأخ أحمد محمد الكحلاني، الذي تكرم بإصدار توجيهاته لمدير الأراضي باستكمال الإجراءات، وجاء رد مدير مكتب مصلحة أراضي وعقارت الدولة بعبارة «كش ملك» الشطرنجية بأن هناك توجيهات من فخامة رئيس الجمهورية أصدرها في عام 2001 بعدم التصرف بالأرض إلا بتوجيهاته شخصياً.

لقد أنفق المسكين أموالاً يميناً وشمالاً في سياق دوخاته، فبالإضافة إلى الأموال التي تكبدها سابقاً، فقد زاد الطين بلة عندما استورد المسكين الأجهزة والمعدات واستقدم خبراء لغرض إقامة مشروعه. هل هذا هو مناخ الاستثمار الذي ننشده لجذب المستثمرين وخاصة من المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى؟

مسكين عمر أحمد الشاطري، الذي وجد نفسه شاطراً ومشطوراً وبينهما مسخرة الاستثمار في هذه البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى