وداعاً صديق العمر مازن محمد عبدالمجيد

> د. سعيد جيرع:

> صادف يوم 21/5/2006م مرور (40) يوماً على وفاة صديقي الطيب الأستاذ مازن محمد عبدالمجيد، عن عمر ناهز (46) عاماً، لا مرد لقضاء الله وقدره.. فالموت علينا حق، كان يوم الثلاثاء الموافق 11/4 يوم حزن على مدينة التواهي، كان الجميع يحبونه ويحبهم وقضى معظم عمره في خدمة أهله وأحبابه وأصدقائه ووطنه.. كان تربوياً قديراً يحترم مهنته، منضبطاً وملتزماً بأداء عمله، كان أباً لإخوته وأخواته ولأمه وخاصة بعد وفاة والده -رحمة الله عليه - وتحمل المسؤولية وكان جديراً بها، وفي الوقت نفسه كان أباً حنوناً عطوفاً لثلاثة أبناء: بنت (رانية) وولدين (رامي وعبدالمجيد)، كان دائم التسامح مع الآخرين لم يحقد قط أو يكره أي انسان في حياته، ودائم النسيان لمن يسيء إليه، إذا جلست معه استمتعت بحديثه وفكاهته ونكاته، لا تريد فراقه وتطلب لقاءه في أقرب فرصة.. (44) يوماً مرت على وفاته ولا يزال الغائب الحاضر والحاضر الغائب.

تعرفت عليه في بداية الثمانينات من القرن الماضي، اثناء تأديتنا الخدمة العسكرية الإجبارية، اتذكر أنه كان شاباً أنيقاً قوي البنية، دائم الابتسامة، حسن العشرة والأخلاق، طموحاً مثل الملوك.

أبا رامي لقد افتقدناك في زمن نحن بحاجة ماسة إليك، بحاجة لنكاتك الساخرة المضحكة، كنت تنسينا بها همنا وغمنا ومتاعب الحياة، كنت تواسينا عند اشتداد وضيق وانسداد السبل علينا، وكنت باستمرار تطمئننا وتقول سيفرجها رب العرش العظيم.

كان عصامياً ومكافحاً. بعد انتهاء الخدمة الاجبارية التحق بالدراسة في كلية التربية عدن، وبعد التخرج منها بنجاح، عُيّن معلماً في الريف وبعد انقضاء فترة التدريس في الريف عاد الى معشقوته مدينة التواهي وعمل فيها معلماً في إحدى مدارسها الثانوية الى يوم وفاته.

أبا رانية، كنت كريم الأصل لم تبخل بشيء ولا تشرب وجار الهم ظامئ.

أبا رامي «على الله هاجسي بلقا أحبابه وابلغ غربة أشواقي سلامي».. إليك يا طيب يا حبيب تحياتي وطلب الرضا من المولى والظفر بالجنة عند قيام الساعة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم تنكس الوجوه والكل سواسية لا أحد كبير ولا أحد صغير، لا ملكاً ولا عبداً.. كلنا تحت رحمته، عسى بحسن الخاتمة واللطف.

كان - رحمة الله عليه - يعاني منذ فترة طويلة من مرض ألم به وبالرغم من قسوة الحياة المعيشية فقد زار أكثر من طبيب ومرة غادر أرض الوطن الى مصر لطلب العلاج وعند عودته مرة أخرى ألم به مرض عضال وظل هكذا صبوراً لا يحدث أحداً عن مرضه، مؤمناً بقضاء الله وقدره ودائماً يطلب الشفاء والصحة من رب العالمين، الى أن أتى آخر اسبوع من عمره، واشتد عليه المرض ونقل الى غرفة العناية المركزة، وخلال هذه الفترة القصيرة جداً قام بتوديع كل أحبابه وأولاده وأصدقائه وصهوره والناس الطيبين. وفي يوم الثلاثاء صباحاً 11/4/2006م فارقت روحه الطاهرة جسده الطيب لتلحق بالصالحين والتائبين في جنة النعيم.

لقد بكيت وحزنت عليك يا مازن ولكن ما العمل وهذه سنة الحياة؟ رحمك الله ورحم أمثالك الطيبين وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى