طارق عزيز يدلي بشهادته في محاكمة صدام

> بغداد «الأيام» أحمد رشيد :

>
أثناء محاكمة صادم حسين وسبعة من معاونية يوم أمس
أثناء محاكمة صادم حسين وسبعة من معاونية يوم أمس
اعتلى طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق منصة الشهود أمس الأربعاء للادلاء بأقواله دفاعا عن صدام حسين في أول مرة يظهر فيها علنا منذ ثلاث سنوات داعيا المحكمة لمحاكمة زعماء حاليين دبروا هجمات على الدولة في الثمانينات.

وعزيز هو ابرز شهود الدفاع عن صدام في محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية عقب تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1982 كما كان عزيز ذات يوم الواجهة الدولية لحكومة الرئيس المخلوع وواحدا من أقرب مساعديه.

وحاول عزيز قلب الاوضاع في المحاكمة التي بدأت في شهر اكتوبر تشرين الاول متهما احد الاحزاب الممثلة في السلطة الان وهو حزب الدعوة الشيعي الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي بمحاولة قتله وقتل صدام في الثمانينات.

وتولت حكومة الوحدة الوطنية التي تضم اعضاء من الشيعة والاقلية السنية والاكراد السلطة يوم السبت الماضي متعهدة بالحد من نشاط المسلحين والهجمات الطائفية التي يعاني منها العراق بعد مرور ثلاث سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وفي احدث اعمال العنف التي تلقي الضوء على التحديات التي يواجهها المالكي قتل مسلحون ضابطا برتبة عميد بالشرطة في بغداد واسفرت اشتباكات عشائرية جنوبي العاصمة عن مقتل 16 شخصا.

وقال رئيس الوزراء الدنمركي أندريس فو راسموسين وهو ثاني زعيم غربي يزور بغداد هذا الاسبوع بعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان قوات الامن العراقية تحقق تقدما وان القوات الاجنبية ستغادر البلاد بمجرد ان تتمكن القوات المحلية من تولي المسؤولية عن الامن.

ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه بتهمة ارتكاب عمليات ثأرية دامية شملت قتل 148 رجلا وشابا شيعيا في بلدة الدجيل بعد محاولة فاشلة لاغتياله عام 1982 دبرها حزب الدعوة بينما كانت البلاد في حرب مع ايران.

وقال عزيز للمحكمة "تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل حزب سياسي...انا ضحية لاعمال اجرامية لحزب هو الان موجود في السلطة. حاكموهم" مشيرا الى هجوم بقنبلة يدوية وقع في جامعة ببغداد عام 1980 نجا منه مصابا بكسر في ذراعه وجروح,واضاف ان المهاجمين قتلوا عشرات الطلاب.

وقال عزيز وهو حليف لصدام منذ امد طويل ان محاولة اغتيال الرئيس المخلوع في الدجيل جاءت في اطار سلسلة من العمليات التي استهدفت مسؤولين ومدنيين وانه كان للسلطات العراقية انذاك كل الحق في ان تحمل على حزب الدعوة.

وكان عزيز الذي تقول أسرته انه مريض وحالته خطيرة رقم 43 ضمن قائمة أمريكية بالمسؤولين العراقيين السابقين المطلوب القبض عليهم عندما سلم نفسه للقوات الامريكية في ابريل نيسان عام 2003 بعد اسبوعين فقط من سقوط حكومة صدام.

وادلى عبد حمود السكرتير الشخصي السابق لصدام ايضا بشهادته محاولا تبرير الاحداث التي اعقبت محاولة الاغتيال في الدجيل.

وقال ان امرأة وضعت علامة على سيارة صدام مستخدمة دم ذبيحة نحرت تكريما له وذلك لارشاد المسلحين الذين اطلقوا النار على موكبه قبل 24 عاما.

وقال حمود انه امر بتبديل السيارات دون علم صدام مضيفا ان خمس سيارات في الموكب تعرضت لاطلاق النار من بينها السيارة التي تحمل العلامة,وفي وقت لاحق رفعت الجلسة واجلت المحاكمة الى 29 مايو ايار.

وقالت القوات الامريكية التي تسعى لوضع حد لعمليات المسلحين واغلبهم من الموالين لصدام ومقاتلي القاعدة انها قتلت سبعة مسلحين في واقعتين منفصلين أمس.

وتحرص الولايات المتحدة وبريطانيا على احراز تقدم حتى تتمكنا من سحب قواتهما التي يبلغ قوامها الاجمالي 140 الف جندي في العراق وتتعرض لتفجيرات قنابل على جانب الطرق وهجمات أخرى كل يوم.

ويأمل البلدان في ان تساهم مشاركة الاقلية السنية في حكومة المالكي في نزع فتيل التمرد. وكان السنة يهيمنون على البلاد في عهد صدام.

وقال مسؤول بريطاني كبير هذا الاسبوع ان كل القوات الاجنبية المقاتلة قد تنسحب من العراق في غضون اربعة اعوام.

وقال المالكي هذا الاسبوع ان قواته من الممكن أن تتولى المسؤولية عن الامن في أغلب أجزاء العراق بحلول نهاية هذا العام باستثناء بغداد ومعاقل للمسلحين في غرب البلاد.

ولكن محللين أمنيين أبدوا تشككا في قدرة قوات الامن العراقية حديثة العهد على تولي المسؤولية الامنية من القوات الامريكية والبريطانية واعادة الاستقرار الى البلاد.

غير ان راسموسين اشار الى تحسن قدرات القوات العراقية في الجنوب الذي تسيطر عليه القوات البريطانية والدنمركية وقال ان كوبنهاجن قررت اجراء خفض صغير في عدد جنودها البالغ 500 جندي.

واضاف للصحفيين "اعتقد اننا نتفق على نفس الهدف وهو ان يصبح الشعب العراقي سيد نفسه."

ومع ذلك ففي واقعة تعيد الى الاذهان التحديات الامنية التي تواجه الحكومة العراقية الجديدة قتل مسلحون العميد أحمد داود مساعد مدير حراسات أمانة بغداد وهو في طريقه لعمله صباح أمس الأربعاء في العاصمة.

وجاء قتله بعد يوم من وقوع ثلاثة تفجيرات منفصلة أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 21 قتيلا في العاصمة العراقية أمس الأول الثلاثاء.

(شارك في التغطية أسيل كامي ومايكل جورجي وفريدريك دال وعمر العبادي في بغداد) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى