تيمور الشرقية تحث الجنود المتمردين على القاء اسلحتهم وسط اعمال عنف

> ديلي «الأيام» رويترز :

>
قوات حفظ السلام الاسترالية تقوم بجمع مناجل وسيوف وسكاكين في الاحياء القريبة من المباني الحكومية
قوات حفظ السلام الاسترالية تقوم بجمع مناجل وسيوف وسكاكين في الاحياء القريبة من المباني الحكومية
قامت عصابات من الشبان المتحالفين سواء مع قوات شرطة تيمور الشرقية او عناصر متمردة من الجيش باعمال شغب في مناطق من العاصمة أمس السبت حيث احرقوا منازل وعربات في الوقت الذي كثفت فيه قوات حفظ السلام الاسترالية والماليزية دورياتها بالمدينة.

وانتشر شبان مسلحون بمناجل وسيوف وسكاكين في الاحياء القريبة من المباني الحكومية للتصدي لما قالوا انها عناصر مارقة من الجيش تخطط للعودة من التلال المحيطة بعاصمة احدث دولة مستقلة في العالم.

وتصاعدت اعمدة الدخان فوق المدينة في الصباح لكن السكان تحلوا عموما بالهدوء وتجمعوا في نواصي الشوارع لسماع انباء عن تطورات الموقف.

وانتهت الاشتباكات على ما يبدو بحلول منتصف فترة ما بعد الظهيرة رغم ان طائرات الهليكوبتر الاسترالية حلقت في دوريات فوق المدينة كما قامت ثلاث سفن بحرية بدوريات قبالة الساحل.

ويقول سكان ان التمرد الذي قام به بعض الجنود الغاضبين احتجاجا على عزلهم من الخدمة تحول الى احتجاج ضد حكومة رئيس الوزراء ماري الكاتيري الذي يقولون انه فشل في تحقيق اي تنمية اقتصادية او اجتماعية منذ استقلال تيمور الشرقية عام 2002.

ومن المقرر اجراء انتخابات اوائل العام القادم لكن بعض الدبلوماسيين يقولون ان الحكومة لا تستطيع ان تستمر حتى ذلك التاريخ.

وطلبت الحكومة الاسبوع الماضي من استراليا ونيوزيلندا والبرتغال وماليزيا ارسال قوات للمساعدة في استعادة النظام. وكانت دوريات تلك القوات الاجنبية هي الدلالة الوحيدة اليوم على وجود اي سلطة حقيقية بالبلاد.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية ان الحكومة اجتمعت أمس السبت وكررت دعوتها للقوات المتمردة والشرطة بالقاء اسلحتها والعودة الى الثكنات.

ويحاول الرئيس المريض زانا جوسماو بطل كفاح الاستقلال التوسط في محادثات سلام.

وقال احد معاونيه ان جوسماو يشعر بالغضب لان الكاتيري لم يتعامل بالسرعة الكافية مع مشكلة الجنود. واضاف "الوضع كان يغلي منذ اشهر,وكان من الممكن التعامل معه بصورة افضل كثيرا ودون هذا العنف."

وأبدى رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد معارضته العلنية ايضا ضد معالجة الحكومة للموقف. وبدا الكاتيري متأثرا بالانتقادات,وقال في مؤتمر صحفي "نحن متهمون الان بعدم القدرة على الادارة."

واضاف مستشهدا بالثناء الذي ابداه رئيس البنك الدولي بول ولفويتز الشهر الماضي "هل هذا يعني اننا في شهر واحد فقط لم نعد حالة نموذجية من النجاح واصبحنا الان حالة واضحة للقصور."

ووجه الكاتيري انتقادات ايضا الى جوسماو الذي قال لاذاعة تيمور يوم أمس الأول الجمعة انه يتولى قيادة الجيش والشرطة.

وقال "ما يدور هو محاولة انقلاب." ولكن حينما سئل عما اذا كان يتهم جوسماو بالقيام بمحاولة انقلاب قال "لا .. لا اتهمه."

وظلت تيمور الشرقية مستعمرة برتغالية لعدة قرون وقامت اندونيسيا بضمها عام 1967 في خطوة ادانتها الامم المتحدة وقاومها معظم السكان.

وقادت استراليا قوة للتدخل السريع تابعة للامم المتحدة عام 1999 لقمع عنف الميليشيات الموالية لاندونيسيا بعد ان صوتت تيمور الشرقية لصالح الاستقلال الذي تحقق في النهاية عام 2002 بعد ان ظلت تيمور ثلاث سنوات تقريبا تحت ادارة الامم المتحدة.

وبدأت الاضطرابات الشهر الماضي عندما تم تسريح 600 من قوات الجيش البالغ قوامه 1400 جندي احتجاجا على ما قالوا انه تمييز ضد جنود من غرب البلاد,ويقال ان معظم قيادة الجيش تنتمي لشرق البلاد.

وتحولت الغضب الى صراع دموي الاسبوع الماضي عندما تعرضت الشرط لهزيمة منكرة بعد ان حاولت نزع سلاح الجنود الذين تم تسريحهم. ويقول مسؤولون ان حوالي 15 شخصا قتلوا خلال الايام الثلاثة الماضية.

وهناك مخاوف من ان يكون انقسام الجيش يعكس انقساما مماثلا بين المدنيين مع قيام عصابات شبان من الغرب بالقتال ضد الشرق.

وقال وزير الخارجية خوسيه راموس هورتا الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 1996 للصحفيين قبل اجتماع الحكومة "حوادث اليوم تبعث حقيقة على الحزن لان الشبان دمروا صورة التسامح والسلام."

وتعرضت ثلاثة منازل على الاقل تعود لاقارب ضباط للجيش للحرق على يد العصابات,وأمكن سماع صوت الاعيرة النارية هنا وهناك ولكن لم ترد اي تقارير فورية عن وقوع اصابات.

وقال رجل اعمال اضطر الى اغلاق متجره خوفا من حدوث عمليات نهب "ستقع المزيد من هذه الاعمال الانتقامية."

وفر سكان الاحياء التي تأثرت بالقتال من منازلهم بحثا عن ملاذات آمنة في عشرات الكنائس التي تنتشر بشكل كبير في هذه الدولة الكاثوليكية.

وقال ايميل يواريس وهو واحد من بين الاف الاشخاص الذين لجأوا الى كنيسة سانتو كارلوس "اشعر هنا بالامان..لقد احضرت سيارتي وعائلتي."

وطافت قافلة تضم 30 من القوات الاسترالية المدججة بالسلاح في عربات مدنية تعمل بنظام الدفع الرباعي الشوارع الواقعة خارج امانة سر الحكومة ولكن كان من الواضح انها تبتعد عن الاحياء التي تعرضت فيها المنازل للحرق.

واعتقلت وحدة استرالية نحو 24 شابا وصادرت اسلحتهم ومعظمها من المناجل والفؤوس.

وقال جندي "نحن لا نطاردهم...اذا لاقيناهم نقنعهم بالتخلي عن اسلحتهم,وظهرت القوات الماليزية ايضا للمرة الاولى منذ وصولها يوم الخميس الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى