«الأيام» ترافق محافظ أبين في زيارة مديريات يافع أبين .. أكثر من 518 كم في عشرين ساعة سير.. وطريق باتيس - رصد المطلب الأشد إلحاحاً

> «الأيام» أحمد يسلم صالح:

>
جموع من مواطني سرار لدى استقبالهم محافظ أبين
جموع من مواطني سرار لدى استقبالهم محافظ أبين
كانت انطلاقتنا من الكود تحديدا في السابعة وثلاث دقائق تماما وكانت الوجهة هذه المرة الى مديريات يافع أبين (رصد، سباح وسرار) .. شددنا العزم وقبيل الانطلاقة تفقد الأخ المحافظ أفراد الوفد فردا فردا، ولأننا نعرف مسبقا بحكم التجربة مقدار العزيمة والإصرار اللذين يمتلكهما ربان رحلتنا المكوكية سرنا وتوكلنا كلنا على الله.

تكونت مجموعة الرحلة التي يقودها م. فريد مجور، محافظ أبين من العميد محمد حمود القحم، مدير أمن المحافظة وم.الخضر محمد ثابت، مدير عام الكهرباء وشهاب ناصر محمد، مدير عام مياه الريف وآخرين.

خط سير الرحلة او الزيارة يتطلب قطع ما يزيد عن 518 كم ذهابا وإيابا في عشرين ساعة سير على الأقل، وهذا طبعا مرده الى عزلة تلك المديريات عن عاصمة المحافظة التي يتطلب الوصول اليها المرور بثلاث محافظات، بينما المسافة بين أبعد نقطة بين آخر مناطق سباح مثلا وزنجبار لا تتجاوز في اكثر الاحوال 116كم فقط أما اقربها وهي سرار فالمسافة بينها وبين زنجبار لا تتجاوز 61 كم فقط .. تصوروا!

عموما عند اكتمال خط الاسفلت اسفل معربان بيهر محافظة لحج انحرفنا يمينا لنبدأ رحلة المتاعب الشاقة .. كانت السيارات تنط كالأرانب وتعبر وتسير كالسلحفاة، وعند الواحدة والنصف ظهرا كانت محطة الوقوف الأولى لتفقد سير العمل في سد (يري) بمديرية رصد الذي على حافته استقبلنا العديد من الاهالي، وحسب ما قيل لنا إن ذلك السد الذي يسير العمل لإنجازه ستبلغ طاقته التخزينية ما يقارب 830 ألف لتر مكعب.. بعدها حططنا الرحال وتناولنا وجبة الغداء في موقع السد ، ثم توجهنا إلى عاصمة المديرية رصد والتقى فيها الأخ المحافظ بالسلطة المحلية والمجلس المحلي والمواطنين - وكنا قد وصلنا اليها عصرا - وفي مبنى أنيق مكون من ثلاثة أدوار شيد على تلة صغيرة وفي الأعلى تتراءى أمامك قلعة القارة التاريخية الشهيرة، وقبيل ذلك كان الأخ المحافظ قد وضع حجر الاساس لعدد من المشاريع من بينها حاجز كدهية فلسان، خزان حصاد مياه الامطار (بينان) ومدرسة الرفقة أساسي واستكمال 8 فصول أخرى بالإضافة إلى وضع حجر الاساس لتربية رصد وطريق جبل الصحراء.

وخلال اللقاء الذي تم بعد صلاة العصر يوم الخميس تحدث الإخوة فضل السليماني، مدير عام المديرية وعادل سبعة، أمين عام المجلس المحلي وأحمد غالب، عضو محلي المحافظة وعدد من ممثلي الاحزاب السياسية والمواطنين الذين تطرقوا إلى أبرز متطلبات المديرية المتمثلة في سرعة الإعلان عن مناقصة مشروع طريق باتيس - رصد كضرورة واستحقاق حياتي لا يقبل التأجيل تفرضه الحاجة الأساسية والملحة بعد طول الانتظار، هذا الى جانب تطوير كهرباء رصد المرحلة الثانية ومشاريع أخرى تم مناقشتها مع الأخ المحافظ.

المحطة الثانية من رحلتنا المقررة لليوم الثاني الجمعة هي مديرية سباح، وقبل أن نخلد ليلتها للنوم في مبنى المديرية رصد جاء من ينبئنا أن موعد الانطلاق السادسة صباحا، وقبيل السادسة تم إيقاظنا وعلى عجلة من أمرنا فوجئنا بالأخ المحافظ واقفاً عند بوابة المبنى يوزع علينا تحية الصباح ويحثنا على الهمة والإسراع في تجهيز أنفسنا، وهكذا وقبيل موعدنا المحدد اصلا بدقائق سرنا، وقد حرص الإخوة مدير عام مديرية رصد، وزين الشيبة عضو محلي المحافظة وخالد منصور، على مرافقتنا الى سبّاح التي وصلناها بعد أكثر من ساعتين ونصف الساعة، وما لفت انتباهنا خلال خط سير الرحلة التي مررنا بها في بطون الاودية والقرى ملاحظة الآلاف من اشجار البن الشهيرة وقد أهلكها الجفاف الشديد الذي ترك عليها آثاره المدمرة وفي النفس حسرة وغصة على شجرة يرى فيها المزارع بل وكل أبناء يافع كنوزاً لا تقدر بثمن بل إنها كانت ومازالت من أعز وأحب الأشياء الى القلب والروح معاً، ورغم المتاعب والمشاق في إعداد وزراعة شجرة البن بحكم أنها شجرة حساسة وغير مقاومة للجفاف، إلا أن كل شيء من أجلها يهون .. والشجيرات التي مازال بها رمق من حياة عرفنا كيف أن هذا المزارع الإنسان المخلص يجلب إليها المياه إن وجدت عبر وايتات المياه (البوز) من مسافات بعيدة لا تصدق وتكلفه مئات الآلاف يدفعها من عوائد الابناء في المهجر حتى أن أحدهم قال لنا: والله لو عملت الحكومة لنا طريقاً لأسقيتهم (العيال والبن) حتى من وادي بنا أوما سمعتم الحميد بن منصور يوم قال «باعودش يا جربتي من قبل عوّد عيالي».

لم يطُل بقاؤنا في سباح أكثر من ساعتين فقط كان الاخ المحافظ خلالهما قد ناقش مع الاخوة أحمد ناصر الجرفوش، مدير عام المديرية وعادل شيخ، أمين عام المجلس المحلي وأعضاء المجلس والشخصيات الاجتماعية وأعيان المديرية، متطلبات المديرية من مشاريع المياه والكهرباء.. وفي كلمة أمامهم حثهم الأخ المحافظ على ضرورة الاستفادة والاهتمام بمشاريع الزراعة والمياه. وعرفنا أن الاخ المحافظ من خلال موقعه حينها كوكيل لوزارة الزراعة قد ساهم في إنجاح عدد من السدود في العرقة وطسة وشيوحة بحكم شهرتها بزراعة البن، وبحسب كلمة مدير المديرية أعلن عن افتتاح مشاريع في التربية والصحة والمياه بتكلفة إجمالية 154.987.023 ريالاً فيما تم وضع حجر الاساس لأخرى بتكلفة 549.725.000 ريال منها سدود وخزانات ومشاريع في التربية والكهرباء.

كان المقرر لنا العودة إلى رصد ثم الى سرار لكن وعلى طريقة الرحالة والمستشكفين قررنا المغامرة بالاتجاه جنوبا .. سرنا في خط طويل متعرج يضم منافذ العديد من الأودية ومنها سبيح والأودية المتجهة من السيلة البيضاء (مديرية لودر) وفي نهاية وادي ظبه والحنشي.

كان علينا أن نجتاز نقيلاً شرساً وصعباً للغاية وعلى قمته توقفنا نبحث ونتقاذف ما تيسر من قنينات مياه حارة، لكنها كانت كافية لتخفيف عطشنا .. وهناك التقطنا بعض الصور الفوتوغرافية وصور بكاميرا التلفزيون ثم عاونا السير باتجاه وادي شعب الحنشي الذي تجود فيه زراعة البن كما عرفنا، وبعد أكثر من 4 ساعات وصلنا إلى المكان المعروف (بين الواديين) في اطار مديرية سرار، حيث اصطف جمع من المواطنين ومسؤولي السلطة المحلية والمجلس المحلي يتقدمهم الخضر محمد صالح، المدير العام للمديرية وشيخ عوض، عضو محلي المحافظة ومحسن طاهر عاطف، الأمين العام للمجلس المحلي .. وهناك يقع مشروع مياه مديرية سرار، ومن خلال قيام سد امهدّارة الذي كان مقراً تمويله من صندوق التشجيع الزراعي - إلا أنه لم يتم حتى الآن - سيتكون مخزون مياه من الممكن أن يمون مديريتي رصد وسرار بالمياه.. وأبدى الأخ المحافظ حرصه على أن يتم تنفيذ ذلك السد المائي باعتباره سيضع حداً لأزمة مياه الشرب.

ومن بين الواديين امتد رتل طويل من سيارات المواطنين في استقبال الأخ المحافظ ومرافقيه، ومباشرة جرى افتتاح مشروع الكهرباء وزار الاخ المحافظ المعرض العملي والفني لمدارس المديرية وتم وضع حجر أساس لمبنى التربية للمديرية ومدرسة للبنات.

وبعد كلمة ترحيبية من مدير عام المديرية تحدث الأخ المحافظ الى جموع المواطنين، حيث تضمنت كلمته في سرار- كما اوضح في رصد وسباح - التأكيد على أهمية طريق باتيس - رصد منوها بأن وزير الاشغال والطرق أبلغه باعتماد من 25-26 مليون دولار في إطار المنحة القطرية خصصت لطريق باتيس - رصد موضحاً أنه سيعطي ذلك المشروع الاهمية التي يستحقها كونه بالفعل الأهم لمواطني مديريات يافع ومحافظة أبين بشكل عام.. وعقب استراحة قصيرة تناولنا خلالها وجبة الغداء عاودنا السير باتجاه طريق آخر هو قرظ - العسكرية - الحبيلين، ومن الملاح عرجنا على الراحة والحرور وجعار، وكاد بعضنا أن يتوه في طريق ترابي متعدد الاتجاهات، وبين الثامنة إلى التاسعة من مساء الجمعة كان كل منا قد استراح من عناء رحلة طويلة وشيقة في الوقت نفسه.

مشاهد وانطباعات
- الطريق كانت المطلب الأكثر والأشد إلحاحا.

- البن كنوز يافع تترنح ويهلكها الجفاف.

- الأمطار التي من بها الله على مناطق سرار وبعض مناطق رصد طمأنت الى حد ما الأهالي من خوف الجفاف.

- الصامتي، قائد شرطة رصد سابقا وسبّاح حاليا رجل الأمن المحترم الذي سمعنا عنه الكثير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى