المتنفس الأخير

> «الأيام» علي محسن المحضار /المكلا - حضرموت

> عندما تحدق بالإنسان الأخطار وتحيط به الأهوال ويتربص به الجميع، في نظره تغلق الحياة أبوابها في وجهه، وتبتعد السماء أكثر في فكره، هنا وفي هذه اللحظة التعيسة من حياته لا يمكن له التخلص من هذه الكوابيس المؤلمة حتى إن العقل يعجز في هذه المرحلة عن التفكير ولو في أبسط الحلول، فالموقف حرج للغاية.

تتجلى قدرة الخالق سبحانه أن جعل للخلق مكاناً يعيد إليهم نبض الحياة بعد أن توقف ويعطيهم العزيمة والحماسة على مواجهة مصاعبها.. ولقد جعل له الله خصائص فمنها أن جعله رائعاً جذاباً تتدفق نسيماته الواحدة تلو الأخرى لا تتوقف على مر العصور والأزمنة دون تعب أو ملل، تستمر هذه النسيمات لتعطي لناظرها الابتهاج والسرور.. فإذا نظرت اليه لا تجد له نهاية فهو على طول النظر فعندما تعجز العين عن حصره تراه في آخر المطاف مستوياً مع السماء في الزرقة، متباهين بعظمته وجماله.

إنه البحر الذي هو لمجالسه صاحبٌ ولمخالطه عونٌ ولراكبه سكنٌ، فعندما تنظر اليه تجد سيلاً من السعادة يغمرك وفيضاناً من الابتهاج يشدك، فيجذبك نحوه لتلامسه فملامسته تعني أن ترمي بكل آلامك وأحزانك عليه فيتقبلها كأفضل صديق لديك يخفف عنك دون أن يفشي سرك لسواك، فيدخل على نفسك الفرحة التي كنت تفتقدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى