محاكمة صدام حسين .. شهود يؤكدون ان بعض المحكومين بالاعدام مازالوا على قيد الحياة

> بغداد «الأيام» تيبو مالتير :

>
القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا
القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا
اكد اثنين من شهود الدفاع خلال محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه أمس الثلاثاء ان بعض المحكوم عليهم بالاعدام في قضية مجزرة قرية الدجيل الشيعية في الثمانينات من القرن الماضي مازالوا على قيد الحياة.

ورفع القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا الجلسة الى اليوم الاربعاء.

وقال شاهد وهو من سكان الدجيل وسبق ان عمل في سجن ابو غريب (غرب بغداد) "ليس كل من ورد اسمه في قائمة المعدومين ال148 هو حقا معدوم فلقد جاء قسم منهم من ايران بعد احتلال العراق".

واضاف الشاهد الذي تحدث من خلف الستار ان "هناك تقريبا 23 شخصا منهم موجودون الان,انهم احياء يرزقون ويمارسون حياتهم الطبيعية"، مشيرا الى ان "احدهم ظهر في قناة +الفيحاء+ (التلفزيونية) وقال انه اول من اطلق النار على السيد الرئيس".

وطلب القاضي من الشاهد كتابة ثلاثة اسماء فقط فقام الشاهد بكتابتها وتقديمها له، ثم طلب منه ان يكتب بقية الاسماء التي يذكرها.

وبعد ذلك طلب احد محامي فريق الدفاع من قاضي المحكمة تحويل الجلسة الى "جلسة مغلقة من اجل مناقشة هذه الاسماء" فيما طلب محامي اخر "اعادة النظر في الموضوع جملة وتفصيلا"ولم يتم مطابقة هذه الاسماء مع الاسماء التي طبقت بحقها احكام الاعدام,وقال الشاهد الثاني "عندنا بالدجيل الكثير من الاناس احياء وهم عندكم معدومون".

واوضح ان احد المحكوم عليهم بالاعدام مازال على قيد الحياة وانه احتفل مؤخرا بزفاف احد ابنائه "وانا كنت احد المدعوين".

من جهته، نفى المدعي العام جعفر الموسوي قيامه باي زيارة الى بلدة الدجيل، وقال الموسوي "انا من مواليد بغداد ولم ار الدجيل منذ ولادتي كما انني لم اكن في الثامن من تموز/يوليو من عام 2004 مدعيا عاما".

لكن قناة العربية الاخبارية التي تبث من دبي بثت أمس الثلاثاء مشاهد من تقرير يظهر الموسوي في الدجيل خلال حضوره احتفالية اقيمت هناك على "ارواح شهداء الدجيل" في ذلك التاريخ.

كما اظهرت العربية احد شهود الاثبات ويدعى علي الحيدري الذي كان قد نفى علمه في شهادته باي محاولة اغتيال ضد موكب صدام حسين وقال حينها ان ما جرى من اطلاق نار كان احتفالا بمناسبة قدوم صدام حسين للبلدة وهو يتحدث في الاحتفالية عن محاولة الاغتيال ما يتناقض مع ما جاء في اقواله للمحكمة.

وكان القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن قد احتج في بداية الجلسة على التغيير الحاصل في قوائم اسماء شهود الدفاع ، وقال ان "محامي فريق الدفاع يعطونا كل يوم قائمة جديدة باسماء شهود الدفاع ما يعني اننا لن ننتهي ابدا من عملية الاستماع الى الشهود".

واضاف "كان يجب ان تسلموا القائمة قبل 45 يوما من المحاكمة وليس كل يوم,اريد ان تعطوني قائمة نهائية للشهود الذين ترغبون بالاستماع اليهم.. ليس كلهم فنحن لانستطيع الاستماع الى 300 الى 500 شاهد بل بعضهم والا فأننا لن ننتهي ابدا من هذه المسألة".

محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه
محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه
ووعد فريق الدفاع القاضي بانهم سيسلمونه أمس الثلاثاء قائمة نهائية تضم اسماء شهود الدفاع.

وبعد ذلك حدث نقاش حاد بين قاضي المحكمة والمدعي العام من جهة وفريق الدفاع من جهة اخرى,وقد اصر فريق الدفاع على الاستماع الى قرص مدمج (سي دي) قبل الاستماع الى اقوال شهود الدفاع.

ورفض القاضي والمدعي العام هذا الطلب وطلبا من المحامين تقديم طلب خطي حول هذا الموضوع وتسليم نسخة الى هيئة الادعاء العام.

وتدخل صدام حسين وقال مخاطبا قاضي المحكمة "من اجل الوصول الى التوازن والعدل ينبغي ان نعطي نفس الفرصة التي اخذها شهود الاثبات لشهود الدفاع والمحامين".

واضاف ان "بضاعتنا هي الكلام للوصول الى الحقائق لكن عندما نقطع الكلام نكون قد اخلينا بالموازنة".

وتابع "لا اقصد توفير الادلة التي تثبت براءة صدام. فلولا احترامي للقضاء لاصريت على عدم الحضور ولو اجبرت على الحضور لادرت ظهري للمحكمة. احترامي للقضاء ولاخوتي وزملائي هو الذي دعاني الى ان اقبل توكيل زملائي المحامين ليحكم الشعب والرأي العام مثلما يريد".

ورأى القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن ان "العبرة ليست بعدد الشهود بل بمحتوى الشهادات"، مشيرا الى ان "المحكمة قد تكتفي بالاستماع الى عدد من الشهود".

لكن برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين اصر على الاستماع الى جميع شهود الدفاع معتبرا ان "في ذلك فائدة للمحكمة ومصداقيتها ومن اجل تسليط الضوء على بعض الحلقات حتى تقرر المحكمة بشكل دقيق في نهاية الامر"ورد القاضي ان "التماسك مقبول".

ويحاكم صدام حسين ومعاونوه منذ 19 تشرين الاول/اكتوبر الفائت بتهمة تصفية 180 من سكان قرية الدجيل الشيعية ردا على محاولة اغتيال صدام خلال مرور موكبه في القرية في 1982,ويواجه المتهمون الذين يدفعون ببراءتهم، عقوبة الاعدام. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى